رانيا تادرس من عمّان: على الرّغم منفوائده الروحيّة،إلاّ أنّ صوم رمضان يُحظر على البعض بسبب حالتهم الصحيّة التي لا تحتمل عناء الصوم لساعات يحتاجون خلالها أدوية منتظمة ووجبات طعام محدّدة، لكن في الوقتنفسه يعدّ الصوم شفيعًا للكثيرين للتخلّص من الوزن الزائد أو ضبط أمراض أخرى، ولكنّ القرار الأول والأخير في موضوع صوم رمضان يحدّد حسب حالة المريض ووضعه الصحّي من قبل الطبيب المختصّ. ومن الحالات التي يُحظر عليها الصوم مرضى السكّري مثلاً وكذلك من يعانون من جلطات قلبية حادّة، في حين أنّ الفئات التي يُفضّل أن تصوم هي تلك التي تعاني من الضغط، النقرس وتصلّب الشرايين.

وفي سياق فوائد الصوم لبعض الأمراض، يقول رئيس قسم القلب والأوعية الدمويّة في مستشفى quot;البشيرquot; الدكتور فخري عكور لـquot;إيلافquot; إنّ الصوم مفيد لبعض الحالات المرضيّة خصوصًا الذين يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثيّة والكولسترول التي تسبّب بدورها تصلّب الشرايين، وكذلك يفيد الذين لديهم سمنة مفرطة في التخفيف من وزنهم، وكذلك الحالات المرضيّة التي تعاني من النقرس.
غير أنّ هناك مرضى، بحكم حالتهم الصحيّة، يصعب عليهم الصوم على غرار من لديهم مشاكل الهبوط في عضلة القلب ويأخذون أدوية بشكل منتظم وفق الدكتور عكور.
ويضيف: quot;من الحالات المرضيّة التي لا يمكن أن تصوم، حالات الجلطات القلبية الحادة خصوصًا لدى المصابين الجدد حيث يحتاجون للاهتمام والرعاية من حيث نوعية الطعام والأدويةquot;.
كما يحظّر الصوم على الحالات التي أجريت لها عمليّات جراحة قلب مفتوح أو تغيير صمامات حديثة زمنيًا لا تتجاوز الشهر كما ذكر الدكتور عكور.

ومن الأمراض التي تصيب جسد الإنسان وتضعفه، السكري، الذي يحرّم مريضه من الصوم لأسباب وعوامل كثيرة تتحدّث عنها دكتورة تثقيف مرضى السكّري في الجمعية الأردنية للوقاية من السكري منال الأدهم وتقول لـquot;إيلافquot; إنّه على الرّغم من فوائد الصّوم لجسم الإنسان إلاّ أنّهقد يسبّب مشاكل صحية ويفاقم الموجود منها للكثير من المرضى خصوصًا الذين يعانون من السكري ويتعاطون الأنسولين.
ومرضى السكري لا يستطيعون الصوم أكثر من غيرهم، وهذا القرار طبعًا محكوم بعاملين: الأوّل استشارة الطبيب والثاني حالة المريضوفق الدكتورة الأدهم.
وفيغالبيّة حالات مرضى السكّري، لا يستطيعون الصوم لجملة من الأسباب تعدّدها الدكتورة الأدهممنطلقةً أوّلا من أنّ مريض السكّري يتناول وجبة غذاءرأورطعام محكومة بأوقات محدّدة لضبط معدّل السكّر في الجسم خصوصًا الذين يأخذون الأنسولين أو الأقراص التي تؤخذ عن طريق الفم، وفئة أخرى لأنّهم يعانون من هبوط في السكّريحتاجون لأن يتناولوا عصائر أو مواد سكريّة. هذا الوضع لا يمكن الصوم معه.

وفي ما يتعلق بفوائد الصوم لبعض الأمراض يشرح الدكتور العكور أنّ الصوم يفيد الجهاز الهضمي من المعدة والأمعاء.
وحول الأطعمة المفضّل تناولها خلال رمضان يقول الدكتور العكور إنّه quot;من المحبّذ اتّباع النّظام الغذائي والابتعاد على الأطباق المالحة لأنّها تزيد الصوديوم في الدم، والمشروبات الغازية والقهوة، والابتعاد عن النراجيلquot;، فيماينصح بالابتعاد عن الوجبات الدسمة، خصوصًا لحم الخروف، وبالإكثار من الأسماك خصوصًا أنّها تقّاوم تصلّب الشرايين وتزخر بعناصر أوميغا 3.
وينصح الدكتور بتناول الخضار كالخيار والخسّ والفاكهة خصوصًا في وجبة السحور وكذلك شرب كميات جيّدة من الماء لضمان تخزين السوائل في الجسم للحفاظ على رطوبة الجسم.
ومن نصائح الدكتور:quot;ضرورة عدم تناول المشروبات المثلّجة لأنها تحدث تقلّصًا شديدًا في جدار المعدة، كما ينجم عنها مشاكل هضميةquot;.
وبخصوص الأطعمة الرمضانية التي تتماشى مع مرضى السكريتقول الدكتورة أدهمإنّه على الرغم من أنّ غالبيّة المرضى لا يقدرون على الصوم لكنّهم يتأثرون بالأجواء الرمضانيّة خصوصًا بالأطعمة، فهناك ممنوعات كثيرة تحظر عليهم. ويفضل أن يتمّ التركيز على الخضار، وكذلك تناول 3 حبّات من الفاكهة، وتناول الأسماك والدّجاج وخبز النخالةإضافة إلىتناول 3 حبات من التمر.

واعتبر كلّ من العكور والأدهم أنّه على جميع الصائمين تناول عدد من حبات التمر لأنّها تعمل على تهيئة المعدة، كما دعيا إلى ضرورة المشي بعد تناول وجبة الفطور علاوة عن المواظبة على صلاة التراويح.