تؤديالخيانة لدى البعض الى عوارض نفسية مشابهة تماما لعوارض مرض السرطان.

الياس توما من براغ : نبهت رئيسة قسم الأمراض النفسية في المشفى الجامعي في براغ الدكتورة لاورا ياناتشكوفا إلى أن الناس الذين يتعرضون للخيانة الزوجية يعانون بشكل مشابه لما يشعر به الناس الذين تظهر لديهم الأمراض السرطانية أي الشعور بالأسف الشديد وخيبة الأمل والشعور بالإهانة والألم والخوف لان أحلامهم وخططهم تنهار ويتوقفون بشكل مفاجئ عن معرفة كيفية مواجهة أعباء الحياة لوحدهم .

وأضافت بأنها اهتمت لفترة طويلة بتقديم المساعدات النفسية للناس الذين ابلغوا بوجود أمراض سرطانية لديهم وأنها لاحظت وجود تشابه كبير بين معاناة هؤلاء المرضى والناس الذين تعرضوا للخيانة الزوجية . وأوضحت أن الناس في الأغلب لا يكونوا جاهزين نفسيا لمواجهة التغييرات الحياتية الصعبة التي تظهر أمامهم من خلال الإصابة بالأمراض السرطانية أو التعرض للخيانة الزوجية لان هذه الأمور تصيب حياتهم في الصميم .

وأكدت أن تأثيرات الكشف عن الخيانة الزوجية تمثل زلزالا نفسيا بالنسبة للشخص الذي ارتكبت الخيانة بحقه أي للرجل أو المرأة على حد سواء وان من مظاهر ذلك حدوث تغيرات حادة في المزاج و التقوقع و الحد من العلاقة مع العالم الخارجي والتحسر على الذات و الشعور بالتوتر والضيق والكآبة و استنفاذ القوى .

وأكدت أن الكشف عن الخيانة لا يؤدي فقط إلى تغيرات نفسية وإنما أيضا إلى تغيرات بدنية وتغيرات في التصرف مشيرة إلى أن أهم التغييرات البدنية تظهر من خلال خفقان القلب والعجز الجنسي وحدوث اضطرا بات في الدورة الشهرية للمرأة ووجع في الرأس وظهور إشكالات جلدية وتزايد سقوط الشعر وحدوث اضطر بات في النوم وتنامي الشهية للطعام أو على العكس من ذلك فقدان الشهية للطعام .

ولفتت إلى أن أهم التغيرات في ردود الفعل تظهر من خلال عدم المقدرة على اتخاذ القرار و ازدياد الحوادث التي يتعرض لها الشخص و تراجع الأداء في العمل و الإكثار من التدخين وتعاطي الكحول و تنامي استخدام الأدوية للتهدئة وللنوم . وتؤكد الدكتورة ياناتشكوفا بان الشخص بمجرد علمه بحدوث الخيانة الزوجية فانه يبدأ بالسقوط إلى يسمى quot; بالطريقة النمطية اللا تفكيرية quot; التي تتجلى بأوتوماتيكية النشاطات العادية مثل قيادة السيارة ، القيام بالأعباء المنزلية والمهام التي تتكرر بشكل أكثر في العمل .

وتضيف لكن مع مرور الوقت يبدأ الشريك الحياتي الذي تعرض للخيانة بمعالجة المعلومة التي عرفها وهي تعرضه للخداع أما الهدف من هذه المعالجة فهو الحاجة في اللاوعي لمعرفة سبب الخيانة الزوجية أو إيجاد المذنب في هذه المسالة ولذلك يكثر من توجيه الأسئلة لنفسه مثل من يتحمل ذلك؟ ما هو قسطي من المسؤولية ؟ لماذا حصل ذلك ؟

وتنبه الدكتورة ياناتشكوفا إلى أن الخيانة لا تعكر فقط العلاقة العاطفية وإنما تحمل معها حالة عدم الاستقرار إلى الأمان أو الضمان الاقتصادي لنظام العائلة ولهذا يقوم الرجل المخدوع أو المرأة المخدوعة بمحاولة تقييم الوضع الجديد القائم والبحث عن المذنب فعدم وجود الطمأنينة يضعف الثقة بالنفس ويؤدي إلى اتهام الذات .

وأكدت أن الكشف عن الخيانة الزوجية يؤدي إلى رد فعل عنيف وعدواني لدى الذين تعرضوا للخيانة وهذا الرد قد لا يقتصر على مرتكب الخيانة وإنما يطال أحيانا الأطفال وحتى جميع المقربين منه لان العدوانية هي نظام دفاعي للإنسان ويحدث خلال الهجمات الكلامية عملية تحرر وانفراج للتوتر النفسي الداخلي .

وعلى العكس من رد الفعل العنيف يمكن أن يحدث رد سلبي متطرف وهو السلبية الكاملة التي يرافقها عدم توفر الرغبة بالقيام بأي نشاط وفي مثل هذه الأوضاع تظهر حالات الكآبة على الأشخاص الذي يتبنون هذا الموقف. ورأت بان التفسير العقلاني وفهم أسباب الخيانة لا يساعد كثيرا في تجاوز ما حصل كما انه ليس بالا مكان تخفيف المعاناة النفسية المتأتية من الخيانة بناء على أمر .

وتضيف أن احد المظاهر الرئيسية لتجاوز الخيانة يكمن في عودة الشخص المخدوع إلى حياته الطبيعية تدريجيا والتأقلم مع الوضع الجديد أما لدى النساء فان الأمر النمطي لديهن الذي يشير إلى حدوث تحسن لتجاوز خيانة شريكهن يكمن في ظهور الرغبة بالتغيير حيث يقمن مثلا بتغيير تسريحتهن و ملابسهن أو التزام الحمية الغذائية والتردد إلى مراكز التدريب الرياضي والعودة إلى ممارسة هواياتهن المنسية منذ فترة طويلة وأيضا إلى زيادة الأداء في العمل .