سؤال تتناقله الأوساط الطبية العالمية الآن عن إمكانية إنتقال مرض جنون البقرquot; zwnj;BSEquot; أو مرض كرويتسفيلد جاكوب quot;CJDquot;عن طريق الهواء ؟ وهذا إذا حدث سيكون بمثابة كارثة ، لأن المرض يمكن أن يصبح وباءً يودي بحياة الملايين ، خاصة وأن من يصاب به ينتهي به المطاف الى الموت المحقق بالنظر الى تحول أنسجة المخ الى الشكل الإسفنجي إثر التغير المفاجئ لبروتين البريون في خلايا المخ على نحو غير معروف تتعطل على إثره الخلايا الدماغية .

أول من طرح هذا السؤال للجدل العلمي هو فريق من العلماء العاملين في جامعة زيورخ ، وهم عبارة عن مجموعة مشتركة من العلماء الألمان والسويسريين الذين يعملون معا في أبحاث البريون تحت قيادة العالم المتخصص في ذلك المجال quot; أدريانو أجاوزي quot;. يقول هذا العالم أن هناك شكوك متزايدة الآن أو على الأقل لدى فريق البحث العلمي لدىنا عن إمكانية الإصابة بالبريون عن طريق إستنشاق الهواء والبريون هو البروتين المسؤل عن مرض جنون البقر ، ويضيف قائلاً إن جسيمات صغيرة من البريون يمكن أن تنتشر في الهواء المحيط فيما يسمي بظاهرة quot;الهباء الجويquot; ، فقد تمت تجربة ذلك في غرفة إستنشاق خاصة وضعت فيها مجموعة من الفئران ووضع في الغرفة مجموعة من أنسجة المخ المصابة بالبريون وبعد فترة زمنية محددة لوحظ أن كل الفئران الموجودة في الحجرة أصيبت كلها بالمرض بنسبة 100% ، غير أنه لايعرف بالتفصيل طريقة الإصابة أو كيف إنتقل البريون الى المخ ، وهو الأمر الذي يسبب حيرة الفريق العلمي خاصة وأن أن البريون لاينتقل في الهواء كالإنفلونزا أو الحصبة، لكن تفسير العالم اجاوزي في هذا الإطار يلتبسه أيضا الغموض فهو يقول أن الحقيقة التي أظهرتها التجربة هي أن الفئران التي أجري عليها الإختبار أصيبت كلها بالفعل ولكن كيف أفسر ذلك؟ فانا لا أستطيع .

تفسيرات علمية تقول إن إنتقال البريون عن طريق الجهاز التنفسي ربما يتم ذلك عن طريق الأطراف العصبية في الأنف وهو أيضا ما يمكن تفسيره في حالة انتقال البريون من الجهاز الهضمي الى المخ. يقول quot;مايكل بيكسquot; من معهد روبورت كوخ للأمراض الوبائية إنه من غير المعروف ان البريون دخل نطاق الأمراض الوبائية ، فمن المؤكد لدىنا أنه لم تسجل حالات إصابة بالبريون عن طريق الاستنشاق حتى الان ، وفي ذات الإطار يقول quot;هانز كريتشماquot; مدير معهد البريون في ميونيخ إن هناك الكثير من الضمانات التي يتم توفيرها للعلماء والباحثين في هذا المجال حتي يتم تجنب الإصابة بالبريون ،أما عن طريق الإصابة باستنشاق الهواء فإن هذا الأمر لم يتم التأكيد منه بشكل قاطع حتي الأن.
ما هو البريون؟


هوجزيء بروتيني أقل حجماً من الفيروسات وبالتالي لا يحمل أي أحماض نووية بداخله مثل باقي الكائنات الحية ، وقد إكتشفه العالم الأمريكى ستانلى بروزينير وقد نال عن ذلك جائزة نوبل في الطب و ذلك بعد ان احتار العلم و العلماء فى اكتشاف مرض جنون البقر و مسبباته. و البريونات تعتبر بروتينات في خلايا الدماغ يتغير تركيبها على نحو مفاجئ لأسباب غير معروفة وتصبح مثل الجراثيم وتصيب كل من يتصل إتصال مباشر بها عن طريق أدوات الجراحة مثلا أو في بعض حالات نقل الدم أو عن طريق أكل اللحوم المصابة والبريون أقوى من البكتيريا أو الفيروسات. فهي تستطيع تحمل درجات حرارة تصل لحدود 100 درجة مئوية ، ولا تأثر عليها المطهرات ، ويستطيع البريون أن يبقى في الأرض لسنوات لأنه قابل للتفسخ فقط إلى مدى قليل، ولو أن هذه البروتينات انتقلت إلى الإنسان أو إلى ماشية أخرى فإن البروتينات هي الأخرى تتشوَّه في جسمه وتسبب الوفاة.

وكلما تشابه نوع البروتين بين الحيوان المريض وعائله، كانت العدوى أسهل؛ لذلك فإن العدوى بين النوع الواحد من الماشية أسهل وأقوى من غيره، كما يؤثر أيضًا في العدوى الجرعة وطريقة التعرض للمرض.

ظهرت عدة نظريات تحاول تفسير سبب هذا المرض، منها: تعرض الماشية للمبيدات الحشرية التي يدخل في تركيبها الفوسفور العضوي. وهناك نظرية أخرى فسَّرت الأمر على أنه خلل في النظام المناعي الذاتي.. وغيرهما من النظريات التي باءت جميعها بالفشل. لكن أقوى نظرية توصَّل لها الباحثون حتى الآن، هي أن المرض جاء نتيجة طفرة جينية Genetic mutation ليس أكثر.. وسيظل منشأه غير مؤكد دائمًا.

يتسبب هذا المرض في قصور في الوظائف الدماغية سريعة ومتتالىة يصاحبها اضطرابات عصبية عضلية.. وهو يؤثر في الرجل والمرأة على حد سواء، إلا أن الشباب كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض CJD الذي يسببه مرض جنون البقر؛ وذلك لأنهم يتناولون لحم البورجر بكميات كبيرة.. كما أن المرض يستطيع اختراق الجلد والأنسجة المخاطية الملتهبة فبذلك يصيب الأطفال الذين يتعرضون بكثرة إلى التهاب اللوزتين والتهاب المعدة.

يتراوح عمر المريض من وقت ظهور الأعراض إلى موته في حدود سنة قد تقل أو تكثر، تبدأ الأعراض الأولية بنوم ثقيل، اكتئاب واضطراب، تغيرات سلوكية وشخصية، مشاكل مع الذاكرة، الرؤية، اتساق الأعضاء وتدهور في الحالة الجسمانية.

ثم تتقدم الأعراض حتى تتسبب في قصور الوظائف الدماغية خطوة فخطوة، وتبدأ مشاكل التحدث والرؤية تتفاقم.. ويعيش في حالة ذعر، وتضمر عضلاته الجسمانية، ويقوم بحركات متشنجة غير إرادية تسمى بالارتجاح العضلي Myoclonus . ثم يدخل في حالة إغماء Comma ثم يفضي إلى الموت.