بدأت المستشفيات الفلسطينية بتطبيق عمليات ترميم وتطويل العظام على يد جراحين محليين توفر على المرضى عناء السفر.
__________________________________________________________________________________
بعد سنوات من العلاج بالطرق الجراحية التقليدية، أصبح متاحا أمام المصابين بكسور أو تشوهات عظمية، الحصول على علاج مناسب يعيدهم إلى وضع مماثل أو قريب من الوضع الطبيعي عبر تقنية quot;الاليزاروفquot; والتي أصبح ممكنا إجراؤها داخل فلسطين بنسب نجاح عالية ودون الحاجة الى السفر للخارج، بعد تأسيس أول وحدة فلسطينية متخصصة في هذا المجال في مستشفى جمعية الاتحاد النسائي العربي في نابلس.
وبهذا الخصوص قال الدكتور أكرم سعادة، مدير عام مستشفى الاتحاد النسائي في لقاء خاص مع quot;إيلافquot;: quot;إن المستشفى اهتم بهذا الموضوع سعيا لتوفير وتقديم خدمة طبية مميزة غير متوفرة في الأراضي الفلسطينية في ظل وجود عدد من المصابين من قبل الاحتلال الإسرائيلي والحوادث التي أدت إلى وجود إعاقات حركية جسيمة نتيجة للاثار البالغة التي تعرضت لها العظام والأنسجة المحيطــة بها أو التغيرات الخلقيةquot;.
وأضاف: quot;لقد تم إنشاء وحدة ترميم تطويل العظام من أجل فلسطين وخدمة المواطن ولتطوير القطاع الصحي وتقديم الخدمة الطبية المتميزة خاصة للمرضى الذين تعرضوا لاصابات من قبل الاحتلال أو الحوادث والتي أدت الى إعاقات حركية جسيمة لديهم، منوها إلى أن مستشفــى جمعية الاتحاد النسائي العربي بنابلس قام بتطوير قسم جراحة العظام لخدمة هذه الحالات المرضيةquot;.
وأكد سعادة أن من ضمن التطوير الحاصل على وحدة العظام إضافة خدمة وتطوير وحدة عمليات بواسطة مبدأ وجهاز التثبيت الدائري بالحلقات quot;الاليزاروفquot; الذي يعنى بتطويل وتثبيت وإعادة بناء وترميم وتقويم العظام.
وأوضح سعادة أن هذا الجهاز يتعامل مع الاشكاليات المرضية المتعلقة بقصر العظام والفقدان العظمي والاعوجاج وغيرها من الاشكاليات الأخرى.
وقال إن: quot;هذا الجهاز يتعامل مع حالات قصر العظام من خلال القيام بتطويل العظام القصيرة خلقيا أو نتيجة إصابة عمل أو نتيجة إصابة أمنية، كما يتعامل مع حالات الفقدان العظمي حيث يمكن استعاضة العظم المفقود والفـراغ العظمـي الناجـم عن الاصابـات البالغة واستعادة التواصل العظمي للأطراف المصابة.
وأضاف سعادة: quot;أن هذه التقنية أيضا تعالج حالات الانتانات العظمية والنسيجية المزمنة حيث يمكن استئصال الجزء العظمي المصاب بالانتان واستعاضته بعظم جديد من خلال النمو الطولي بوساطة جهاز الاليزاروف والذي يسيطر أيضا على الجروح المتقرحة المزمنة المصاحبةquot;.
ومن بين الحالات الأخرى التي تعالج وفق هذه التقنية بحسب مدير المستشفى حالة عدم الالتئام العظمي، حيث ينجم عن بعض الاصابات إمتناع العظام عن الالتئام مما يشكل إعاقة مزمنة وعدم تواصل بين العظم وبالتالي يستلزم المريض الاعتماد المزمن على وسائل مساعدة الحركة مثل العكازات والمشايات وحتى الكرسي المتحرك ويمكن من خلال جهاز quot;الاليزاروفquot; تثبيت وتحفيز العظام على استعادة إلتامها وتواصلها وصلابتها.
وقال الدكتور سعادة: quot;إن من بين الحالات التي تتم معالجتها في مستشفى الاتحاد ضمن هذه التقنية حالات الاعوجاج حيث يمكن من خلال الجهاز تقويم الاعوجاجات والانحناءات العظمية الناجمة عن سوء الالتئام وعدم تحققه بالاتجاه الصحيح واستعادة التوازن للمحور الميكانيكي لعملية المشي القويمquot;.
ومن بين الحالات الأخرى التي تعالج الآن ضمن هذه التقنية التهتك العظمي والمفصلي وذلك بالحفاظ على إعادة ترميم العظام الطولية والمفصلية حيث أنه يسمح بثبات الترميم العظمي لحين تماسكه والتآمه واستعادة بنيته وتوازنه، ويعالج كذلك حالات التشوهات الخلقية في عظام الأطراف والأقدام والتشوهات الناجمة عن الاصابات وكذلك الكسور الحادة التي ينجم عنها تفتت عظمي شديد والتي لا يمكن احتواؤها بوساطة أدوات التثبيت الأخرى.
وقال الدكتور سعادة: quot;هناك الكثير من الإعاقات والتغيرات العظمية المزمنة والمعاناة لدى العديد من المرضى والتي يمكن تخفيفها والتعامل معها من قبل الجهاز الذي يشرف على جراحاته ومتابعته فريق من الاختصاصيين الذين اعتنوا بالحصول على الخبرات المتميزة واللازمة بالتخصص في هذا النوع من الجراحات الدقيقةquot;.
تأسيس وحدة الاليزاروف:
وبخصوص تأسيس وحدة الأليزاروف قال الدكتور سعادة: quot;إنه وبعد جهد كبير تم استقطاب عدد من الاخصائيين من أجل إنشاء الوحدة برئاسة الدكتور خليل عيسى الذي اعتنى بالحصول على الخبرات المتميزة واللازمة بالتخصص في هذا النوع من الجراحات الدقيقة.
وبحسب مدير المستشفى تضم هذه الوحدة في عضويتها ثلاثة من جراحي العظام الفلسطينيين إلى جانب الدكتور عيسى، هم الدكتور مازن عبد الله، والدكتور رامي محمد سمارة، ، بالإضافة إلى البروفيسور الضيف كوستاس جيانيكاس الخبير العالمي في إجراء جراحات quot;الاليزاروفquot; وهو عضو الفريق العالمي المتنقل للجراحة quot; MISTquot;ومقره لندن.
وحول آلية عمل هذه الوحدة المتخصصة، قال سعادة: quot;لقد تم عمل برنامج أكاديمي بالتنسيق ما بين مستشفى الاتحاد وكلية الطب في جامعة النجاح الوطنية وجامعة مانشستر حيث يهدف البرنامج إلى تدريب عدد من الأخصائيين ليتم لاحقا إنشاء عدد من الوحدات في كافة أنحاء فلسطينquot;.
وأضاف: quot;يأتي هذا التوجه نظراً لوجود الكثير من إصابات الانتفاضة التي تحتاج لمثل هذه العمليات وتكون ممنوعة من السفر خارج فلسطين وبالتالي فإن هذه الوحدات ستسهم في حل مشكلاتهمquot;.
وأشار إلى أن المرضى الذين يخضعون لهذه الجراحات يحتاجون لعناية تحتاج لجهد بالغ ودقة متناهية ووقتا طويلا قد يمتد عدة أشهر، الأمر الذي دفع إدارة المستشفى لتوفير عيادة خاصة منتظمة بإشراف الفريق المذكور.
التعليقات