يكثر الحديث، أوروبياً وسويسرياً، عن بكتيريا يُقال أنها موجودة في الخيار وسببت بمقتل البعض لا سيما بألمانيا. وفي حديث معه، في مركزه الطبي بمدينة برن، يشير الدكتور ادوار ميسينا الى أن بكتيريا quot;ايسكيريكيا كوليquot; (Escherichia Coli) تنتج سماً يصيب الكلى. أما عوارض الاصابة بهذه البكتيريا فهي تتمثل في أوجاع حاد، في البطن، من دون الاصابة بالحمى. ان معظم الأشخاص، المصابين بهذه البكتيريا، يتمكنون من الشفاء في حوالي 5 أيام. ولتفادي هذه الاصابة البكتيرية ينصح الطبيب الجميع أكل الخضار النظيف واللحم المطبوخ.
في ما يلي نص اللقاء مع ميسينا:
سؤال: ما هي ايسكيريكيا كولي؟
جواب: انها نوع من البكتيريا له متغيرات عدة. عادة، تعيش هذه البكتيريا في الأمعاء، لدى البشر والحيوانات، من دون أن تولد أي ازعاج. بيد أن بعض البؤر منها، من جراء حركة تبادل شاذة في المادة الجينية، اكتسبت القدرة على تسبيب الالتهابات اضافة الى الاصابة بالاسهال، الذي قد يكون حاداً.
سؤال: ما هو الفرق بين بكتيريا quot;ايسكيريكيا كوليquot; وبعض البؤر(المشتقات) منها التي استهدفت شمال ألمانيا؟
جواب: انها البؤرة رقم 104 من هذه البكتيريا وقد أصابت أوروبا، في الماضي، بصورة نادرة. وتنجح هذه البؤرة في انتاج سم قوي، معروف باسم فيرو-سيتوتوكسين (Vtec). تتفاعل هذه المادة بالجسم على شكل سم، بكل معنى الكلمة. وهي تتطور في الأمعاء، أولاً، ثم تعبر الغشاء المخاطي نحو الدم منتهية في الكلى حيث ينجم عن ذلك تداعيات صحية جدية. في أسوأ الحالات، فان المريض يصاب بفشل كلوي حاد يتطلب غسل الكلى بصورة دائمة!
سؤال: هل تستهدف هذه البكتيريا، عادة، الأطفال؟
جواب: نعم. انها تستهدف الأطفال(ضحيتها المفضلة) بشكلها الأكثر عدوانية وشراسة. ويرسو معدل الوفيات منها، لديهم، بين 1 و2 في المئة. بالنسبة للبالغين، فان اصابتهم بهذه البكتيريا قد يكون حاداً انما لا يؤول الى اصابة الكلى بأي عواقب صحية جدية تستدعي غسلها بانتظام. دوماً على مستوى الأطفال، فان واحد من أصل أربعة، منهم، لا ينجح في الشفاء بالكامل، من هذه الاصابة البكتيرية. ما يعني أن وظائف الكلى تبقى quot;مختلةquot; طوال حياته. علاوة على ذلك، أستطيع القول ان البؤرة رقم (104) من بكتيريا quot;ايسكيريكيا كوليquot; لم يتم محاربتها كما جرى، في السابق، مع بؤر أخرى من هذه البكتيريا. لذلك، فان البؤرة رقم 104 قد تكون لها قدرة quot;خارقةquot; على الالتصاق على غشاء الأمعاء. وهذا أمر جديد لم يتوقعه الأطباء وصُدم به خبراء الصحة، هنا.
سؤال: كيف يمكن للانسان التقاط هذه البكتيريا؟
جواب: ان الاصابة بهذه تتم عبر استهلاك الأطعمة أم شرب المياه الملوثة. أما الحيوانات، كما البقر، فانها تنقلها عبر حليبها أم لحمها. وفي حال كان الحيوان حامل للبكتيريا فانه يلوث البيئة وجميع المنتجات المحيطة به عبر الغيط الذي يلوث، بدوره، المزارع والماء. في ما يتعلق بالمزروعات، فان تلوثها البكتيري يأتي عبر عملية السقي المستمر لها بالماء quot;البكتيريةquot;.
سؤال: كيف يمكننا تفادي الاصابة بهذه البكتيريا؟
جواب: ان قواعد النظافة الخط الدفاعي الأهم أمام أي نوع من العدوى البكتيرية الغذائية. ينبغي على الأطفال والمسنين عدم شرب الحليب غير المعقم(عملية تدعى البسترة) وتفادي أكل اللحم غير المطبوخ جيداً، كما الهامبرغر. وعلى الأطفال الابتعاد عن أي بيئة ملوثة بغيط البقر والغنم والخواريف. بالنسبة للفواكه والخضار، فان غسلها جيداً واجب ولا يجب ازالتها من أي برنامج حمية.
سؤال: ما هي عوارض الاصابة بهذا البكتيريا؟
جواب: ان الاسهال العارض الأبرز بينها. في غضون ساعات قليلة، يتحول هذ الاسهال الى حاد مع خروج الدم معه. لدى خروج الدم، مع البراز، فان المصاب عليه مراجعة الطبيب، على الأُثر. الى جانب غياب الحمى، يعاني المريض من آلام حادة، في البطن. عادة، يتوقف الاسهال، الناجم عن الاصابة بهذه البكتيريا، في غضون 4 الى 5 أيام. في أسوأ الحالات، فان المصاب بها يتعرض لدخول سم هذه البكتيريا الى دورته الدموية. ما يسبب فقر الدم والفشل الكلوي.
سؤال: هل يوجد علاج لها؟
جواب: كلا. للأسف! فالعلاج، المعتمد على الأنتبيوتيك، غير فعال لا بل قد يكون له، في بعض الأحيان، تداعيات سلبية، على المريض. في هذه الحالة، يلجأ الطبيب الى علاج مؤازر، لتزويد الجسم بالسوائل المفيدة، في حالة الاسهال، وغسل الكلى للحد من الضرر الذي أصابها.
التعليقات