أظهرت دراستان جديدتان ان النشاط البدني المنتظم ، بما في ذلك المشي ، يقوم بدور بالغ الأهمية في الحفاظ على الذهن متقدا مع تقدم العمر.وفي حين ان هذه النتيجة ليست اكتشافا جديدا فان الدراستين تسدان ثغرات مهمة في الكتابات العلمية وتؤكدان ابحاثا سابقة تربط التمرين البدني بانخفاض معدلات الإعاقة العقلية في المسنين.

وقال الدكتور اريك لارسن نائب رئيس قسم الابحاث في تعاونية الصحة الجماعية وهي منظمة اميركية غير ربحية معنية بالصحة العامة ، ان بقاء الشخص نشيطا بدنيا يوفر حماية لعقله. وشملت احدى الدراستين 2809 نساء فوق سن الـ 65 لديهن سجل من أمراض القلب أو الجلطات أو ثلاثة عوامل على الأقل تزيد خطر الاصابة بها. وهذا ما يجعل الدراستين متميزتين لأن غالبية الدراسات السابقة التي تتناول النشاط البدني والخرف اقتصرت على أشخاص أصحاء ، بحسب الدكتور لارسن.

ويتسم النشاط البدني بأهمية خاصة لهؤلاء النساء نظرا لارتباط الكولسترول الضار وارتفاع ضغط الدم وغير ذلك من أمراض الأوعية الدموية بمشاكل الذاكرة واللغة او ما يُسمى التدهور المعرفي الذي يسبق مرض الزهايمر وغيره من أشكال الخرف.

وقام باحثون في باريس وكلية الصحة العامة في جامعة هارفرد الاميركية بتحليل المعلومات المتوفرة من دراسة موضوعها دور الفيتنامينات المضادة للتأكسد في صحة القلب. واشتملت الدراسة على اسئلة عن النشاط البدني للنساء المشاركات واختبارات معرفية أُجريت على مدى اربعة الى ستة اعوام.

واظهرت النتاج ان أداء النساء النشيطات بدنيا في الاختبارات الذهنية كان أفضل. وان التدهور المعرفي كان أبطأ بكثير لدى النساء اللواتي يمارسن نشاطا بدنيا يعادل المشي السريع لمدة 30 دقيقة أو أكثر يوميا بالمقارنة مع النساء اللواتي لا يمارسن نشاطا بدنيا أو القليل منه. وقال الباحثون ان الفارق يعادل 5 الى 7 سنوات بالمعايير المعرفية.

وتناولت الدراسة الثانية موطن ضعف شائعا في الأبحاث الحالية في النشاط البدني والخرف هو الاعتماد على وصف المشاركين أنفسهم لنشاطهم البدني ، الذي قد لا يكون موثوقا.
وبالاضافة الى عمليات المسح والاستطلاع استخدم الباحثون اختبارات عملية مختلفة لحساب كمية الطاقة التي أحرقها 197 رجلا وامرأة في السبعينات من العمر خلال اسبوعين.

وأظهرت النتائج ان احتمالات التدهور المعرفي تقل بنسبة 90 في المئة لدى الأشخاص الذين احرقوا كمية أكبر من الطاقة خلال اسبوعين طيلة فترة المراقبة التي امتدت 5 الى 7 سنوات.