إعداد عبد الإله مجيد: قال علماء بريطانيون إنهم تمكنوا من تحقيق اختراق كبير بتنمية نسيج دماغي من جلد بشري. ونجح العلماء للمرة الأولى في تكوين أنواع بالغة الأهمية من الخلايا الدماغية البشرية في المختبر بإعادة برمجة خلايا جلدية. ويقول العلماء إن هذا النجاج يمكن أن يعطي دفعة كبيرة للبحث عن علاجات جديدة لأمراض، مثل الهزهايمر والصرع والجلطة.

ولم يكن ممكنًا حتى الآن إلا توليد نسيج من قشرة المخ، المنطقة التي تحدث فيها غالبية الأمراض العصبية، وذلك باستخدام خلايا جذعية جنينية حصلوا عليها عبر تدمير جنين في عملية مثيرة للجدل. ويعني هذا أن المتوافر من الأنسجة الدماغية محدود، بسبب المخاوف الأخلاقية إزاء الخلايا الجذعية الجنينية.

لكن علماء في جامعة كامبردج أكدوا أنهم تغلبوا على هذه المشكلة، بعدما أظهروا للمرة الأولى أنه بالإمكان إعادة برمجة خلايا جلدية من إنسان بالغ، بحيث تنمو إلى خلايا عصبية من النوع الموجود في قشرة المخ.

ويأمل العلماء بأن يتمكنوا في نهاية المطاف من استخدام الخلايا لتنمية نسيج سليم، يمكن زرعه في المريض، لعلاج أمراض التنكس العصبي وتلف الدماغ.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن رئيس فريق الباحثين الدكتور ريك لايفسي من معهد غوردون في جامعة كامبردج إن قشرة المخ تشكل 75 في المئة من دماغ الإنسان، وفيها تحدث كل العمليات المهمة التي تجعلنا بشرًا. ولكنها أيضًا المنطقة الرئيسة التي يحدث فيها المرض.

وقال الدكتور لايفسي إن فريقه تمكن من أخذ خلايا جلدية أُعيدت برمجتها، بحيث تنمو إلى خلايا جذعية دماغية، ثم تحاكي نمو الدماغ في المختبر. وأضاف إن العلماء يستطيعون دراسة نمو الدماغ وما يحدث من خلل، عندما يتعرّض للمرض بطريقة لم يتمكنوا من استخدامها في السابق.

واعتبر الدكتور لايفسي أن تنمية نسيج دماغي من خلايا جلدية اختراق كبير. والقشرة المخية هي المنطقة المسؤولة عن غالبية عمليات التفكير الأساسية، مثل الذاكرة واللغة والوعي.

وفي حين أن العلماء تمكنوا في السابق من تنمية خلايا دماغية بشرية باستخدام خلايا جذعية، فإنهم اعتمدوا في ذلك على خلايا جذعية جنينية. وانتجت المحاولات الرامية إلى تنميتها باستخدام خلايا جلدية خلايا عصبية، لكنها من النوع غير الموجود في قشرة المخ.

وتمكن الدكتور لايفس وزملاؤه من خلق نوعين مهمين من الخلايا العصبية، التي تدخل في تركيب قشرة المخ، بإعادة برمجة خلايا جلدية، وأظهروا أنها مطابقة لتلك التي أُنتجت من استخدام الخلايا الجذعية الجنينية المثيرة للجدل.

وقال الدكتور لايفسي إن هذا الاختراق يمكن أن يؤدي في النهاية إلى علاجات جديدة، من خلال الاستعاضة عن أنسجة دماغية تالفة بخلايا عصبية جرت تنميتها في المختبر من عينة مأخوذة من جلد المريض. وأضاف إنه بالإمكان تنمية عدد كبير من الخلايا العصبية لقشرة المخ بأخذ عينة من جلد أي شخص، وبالتالي فإنه من الممكن مبدئيًا زرع هذه الخلايا العصبية في دماغ المريض.

وقال الدكتور سايمون ريدلي رئيس قسم الأبحاث في معهد أبحاث الزهايمر البريطاني إن الاختراق يعد بمعالجة أمراض دماغية معقدة، مثل الزهايمر.