خلال محاضرة له في برلين شدد طبيب الصحة العامة رالف شوبرت على أهمية المشي لانه الوصفة السحرية التي تساعد على تخفيف حدة أمراض القلب والسكري والبدانة والكآبة، وكما قال إنها أسهل وأبسط طريقة رياضية.


ينصح الطبيب الالمانيرالف شوبرتكل انسان بالمشي لمدة خمس واربعين دقيقة ثلاث مرات في الاسبوع. فلقد اكتشف الباحثون ان المشي الحثيث يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع وفي خفض الوزن دون اتباع حمية غذائية، كما انه يعدل من مستوى الشحوم في الدم ويقلل من الحاجة الى تناول الانسولين لدى المصابين بالسكري في سن الرشد، فضلا عن انه يخف من الام الظهر والرأس، وحتى انه يحسن المزاج وطاقات التفكير.

ويوصي الدكتور شوبرت خاصة النساء المتقدمات في السن ويعانين من هشاشة العظام بالمشي لانه يحسن من قوة أبدانهن ونشاطهن وتوازن عضلاتهن وكثافة عظامهن كما ان المشي يحسن من مستوى نوعية الحياة وربما إطالة العمر. وتدل الأبحاث التي اجراها على مدى عشرين سنة على ان المشي المنتظم يعود في الواقع بفائدة مضاعفة، لان الأشخاص الذين يمشون تسعة كلم او اكثر اسبوعيا، يتعرضون لخطر الوفاة بنسبة تقل عشرين في المائة عن اولئك الذين لا يمشون أبدا، كما وان من يمشي من ثلاثين الى اربعين كلم في الاسبوع يجني الفائدة القصوى.

فالمشى بشكل منتظم يساعد في منع الاصابة بامراض القلب الشريانية كما انه احد افضل السبل للمساعدة على الشفاء بعد عملية جراحية او نوبة قلبية. والمشى المنتظم يقوى عضلة القلب مما يجعل القلب ينضح بمعدل اقل ويستريح فترة اكبر بين النبضة والنبضة. والمشي يُغني الجسم كثيرا بالاوكسجين، ويساعد الخلايا على استخدام هذا الاوكسجين بكفاءة أعلى، واستخدامه بهذه الكفاءة مهم بشكل خاص لدى الاشخاص المصابين بأمراض القلب الشرياني الذين تؤثر دورتهم الدموية المعرقلة في تقليل كمية الاوكسجين التي تغذي الجسم.

والمشي الحثيث يفيد في تنشيط المصابين بالذبحة الصدرية او قصور العضلة القلبية لانه يحسن من حالتهم دون اللجوء الى التمارين الأخرى التي قد تسبب عبأ كبيرا على قلوبهم الضعيفة اصلا. والمشي المنتظم والحثيث لا يقل فائدة عن الركض في تخفيف الوزن وإذابة الشحم الزائد، فالمشي لمدة كلم ونصف بخطى حثيثة يحرق حوالي مائة وحدة حرارية من الجسم متوسط الحجم، كما ان له مزايا ثابتة تفوق اتباع الحمية الغذائية وحدها.

ويقول الدكتور شوبرت ان الغالبية العظمى ممن يظنون انهم يعانون من زيادة الوزن هم في الحقيقة يعانون من زيادة الشحوم، وما يحتاجونه هو التخلص منها لا من زيادة الوزن، فالمشي يبني العضلات وهذه من الامور التي يرغب الكثيرون في الحصولها عليها، وربما أدى المشى كعادة ملازمة طيلة الحياة الى الحيلولة دون الترهل في الوزن الذي يعاني منه الأشخاص كلما كبروا في السن.

والمشي الحثيث بالاخص له فوائد اخرى، فهو ينظم ضغط الدم افضل بكثير مما تفعله العقاقير لدى بعض الاشخاص. وغالبا ما يجد من يعاني من ارتفاع طفيف او متوسط في ضغط الدم ان هذا الضغط قد عاد الى طبيعته بعد بضعة أسابيع من البدء بتمارين المشي. عدا عن ذلك فان مستويات الدهن في الدم تتغير لدى الاشخاص الذين يثابرون على المشي الى توازن افضل صحيا، كما والدهون الدموية التي يعتقد بانها تحمي من امراض القلب قد يرتفع مستواها ارتفاعا كبيرا لدى الشبان البدينين ايضا الذين مشوا بخطى حثيثة لخمسة أيام في الاسبوع، ولمدة تسعين دقيقة يوميا خلال ستة عشر أسبوعا، وفائدتها كانت مضاعفة لدى الذين اعتمدوا المشي الحثيث مع تخفيف الوزن، اذ ان مستوى هذه الدهون في الدم قد تضاعفت فائدتها.

عدا عن ذلك فان الذين يمارسون المشى الحثيث ويتبعون اسلوبا لتخفيض وزنهم قد يفقدون حوالي خمسة وعشرين في المائة من كمية الشحوم في اجسامهم، على الرغم من انهم تناولوا كميات من الطعام اكبر قبل قيامهم بتمارين المشي، اذ ان ما تبقى من الشحوم يهبط ببطء لكن بثبات الى ما دون مستواه قبل التمارين، وبالنسبة لمرضى السكري فان حاجتهم للانسولين قد انخفضت بحوالي اربعين في المائة، لان قدرة العضلات على امتصاص سكر الدم قد ازدادت.