توصلت دراسة حديثة إلى أدلة من شأنها إثبات أن المواد الكيميائية البيئية التي تحاكي تأثيرات هرمون الاستروجين قد تساهم في زيادة فرص إصابة السيدات ببعض السرطانات.


في كشف يعزز وجود علاقة بين الملوثات البيئية وزيادة معدلات الإصابة بسرطان الثدي، وجدت تلك الدراسة أن السيدات اللواتي ينتظمن في تناول أطعمة تحتوي على مستويات عالية من عنصر الكادميوم، تتزايد لديهن أخطار الإصابة بسرطان الثدي، مقارنةً بغيرهن ممن يرتكزن على قدر أقل من المواد الكيميائية الصناعية في وجباتهن.

وتعتبر الحبوب الكاملة والبطاطس وغيرها من الخضروات والمحار من المصادر الغذائية الرئيسية لعنصر الكادميوم، الذي يمكن أن يصبح محمولاً في الجو أيضاً كمادة ملوثة حين يتم حرق الوقود الحفري، وربما يتم استنشاقه مثلما يتم بلعه. ووجدت الدراسة أن من بين الـ 55987 سيدة اللواتي تجاوزن سن اليأس، وشملتهم الدراسة، قد تزايدت نسبة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 21 % لدى الثلث من السيدات اللواتي تناولن أكبر قدر من الكادميوم مقارنةً بالثلث الذي تناول أقل قدر.

وبين السيدات البدينات، لم تجد الدراسة أي زيادة في معدلات الإصابة بسرطان الثدي عند التعرض لمستويات مرتفعة من عنصر الكادميوم. وقال خبراء إنه في الوقت الذي جاءت فيه تلك الدراسة لتكشف عن وجود علاقة بين المواد الكيميائية البيئية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، إلا أنها لم تثبت وجود علاقة سبب ونتيجة في هذا الشأن.

وأوردت صحيفة quot;لوس أنغلوس تايمزquot; الأميركية في هذا الصدد عن رودولف رول، عالم الأبحاث في معهد كاليفورنيا للوقاية من السرطان ببيركلي، قوله :quot; يحظى الكادميوم باهتمام كبير هذه الأيام نظراً لما يحظى به من خصائص استروجينيةquot;. وأضاف رول، الذي لم يشارك بتلك الدراسة لكنه يجري أبحاثاً على التأثيرات التي يحظى بها الكادميوم، أن العلماء غير متأكدين من أفضل الطرق التي يمكنهم الارتكاز عليها لقياس مدى تعرض السيدات للمادة الكيميائية. وتابع quot; وتلك هي الحقيقة التي صعَّبَت من إظهار الدرجة والطريقة التي تزيد من خلالها تلك المادة الإصابة بالسرطانquot;.