يرىباحثون أن فقدان المرأة للرغبة الجنسية له أسباب جسدية إضافة الى الأسباب النفسية.


كثير من النساء يعزين انصرافهن عن الجنس الى عوامل لا تقع تحت مسؤوليتهن، فهن مثلا قد يعزين قلة الاهتمام بالجنس الى نقص جسدي. فهل صحيح ان قلة رغبة بعض النساء بالجنس ترجع الى أسباب عضوية ونفسية؟

تقول دراسة وضعتها مؤسسة البحوث الجنسية والعلاقات الاجتماعية في ميونيخ ان معظم الباحثين الاجتماعيين قد يجيبون على هذا السؤال بالايجاب، ولكنهم عندما يبحثون الأسباب الجسدية للبرود الجنسي لدى المرأة يعددون مجموعة من الامراض التي تؤثر على الاعضاء التناسلية النسوية، والواقع ان المرأة قد تكون فعلا مصابة باضطراب في الاعضاء التناسلية ولكنها مع ذلك لا تفقد الرغبة او الاستجابة.
وقلما كانت هناك حالات جسمية تفضي في حد ذاتها بالمرأة الى البرود الجنسي، وقد عالجت الدكتورة تيريزا غونتر اورت وهي طبيبة نفسية شاركت في الدراسة، عالجت هذا الموضوع وتقول في الدراسة ان الحالة الجسمية التي قد تفضي بالمرأة الى البرود الجنسي هي ضمور مبيضيها وعجزهما عن القيام بوظائفهما، وحتى هذه الحالة تحدث إرباكا في نفسيتها.

وحسب الدارسة انه قد يكون بين المصابات بهذه الظاهرة من لا يهمها ان تكون امرأة، ومنهن من يرغبن في ان يكن كسائر النساء، وقد يتزوجن وينعمن بالعلاقة الزوجية، ولكنهن يبقين على برودهن وعدم إخصابهن. ن اي مرض يسبب شدة التعب للمرأة او يحدث لها ازعاجا في الاعضاء التناسلية يضعف رغبتها بطبيعة الحال. فسوء التغذية مثلا قد يضعفها جسديا، والأمراض المزمنة والاضطرابات الغددية وأي مرض ينتج فقر الدم او الحمى يصيب المرأة بالارهاق ويمنعها من الشعور بالرغبة الجنسية.

وأودرت الدراسة شكوى أحد الازواج للطبيبة الالمانية من برود زوجته وانصرافها عنه اسابيع كثيرة. وقامت الطبيبة بفحص الزوجة لمعرفة سبب ذلك فعلمت منها انها تعاني مرض الربو وانها خلال المدة الأخيرة تصاب بنوبات عنيفة من هذا المرض كل ليلة تقريبا. وانها لا تستطيع في الحالات العادية ان تتنفس بسهولة وبالتالي لا يترك لها المرض فرصة لمبادلة زوجها الحب، ولو ان زوجها كان اوسع افقا لفهم حالتها وساعدها على مقاومة نوبات الربو بدلا الالحاف بالانانية على امر لا تستطيعه بسبب مرضها.

ان اصابة الاعضاء الجنسية بالمرض قد يجعل المعاشرة صعبة كالتهاب المهبل والخراجات، فهذه تجعل المعاشرة عذابا أليما. كما وان هناك جراحات قد تخلف ندوبا تجعل العلاقة الطبيعية مؤلمة. وقد تؤدي الجراحة أحيانا الى تضييق المهبل مما يجعل الامر محفوفا بالآلام المبرحة.
وقد ورد في الدارسة أيضا عن البرود الجنسي لدى المرأة أسباب أخرى منها ضيق المهبل الذي يرافقه في كثير من الأحيان تقارب عظام الردفين وهبوط الرحم الى القناة المهبلية وتشوه الحوض، لكن كل تلك المشكلات تعالج جراحيا.

وقد تتسبب بعض العقاقير الطبية في حدوث البرود الجنسي، وفي مقدمتها مهدئات الأعصاب التي تحدث النعاس او تقلل اهتمام المرأة بما يجري حولها. وقد افادت احدى السيدات ان رغبتها الجنسية تتلاشى تماما عندما تضطر الى تناول دواء معين ضد التحسس، وقالت ان هذا الدواء يصيبها بغثيان شديد ونعاس ويقضي تماما على استجابتها الجنسية الطبيعية، وعندما غيرت الدواء تحسنت حالتها وعادت الى طبيعتها.
وهناك الكثير من السيدات يعزين فقدان استجابتهم الجنسية الى استئصال الرحم جراحيا، وفي مثل هذه الحالات فان البرود الجنسي قد يكون قائما على أسباب نفسية وليس جسدية، اذ من المعروف ان الرغبة الجنسية لا تزول من المرأة حتى في سن اليأس، وهي حالة شبيهة الى حد ما بحالة استئصال الرحم، وكثير من النساء يبقين محتفظات بنشاطهن الجنسي حتى بعد الثمانين.

وتوجد نساء حررهن استئصال الرحم من الخوف من الحمل، وبدلا من ان تضعف رغبتهن الجنسية بعد العملية الجراحية تزداد هذه الرغبة، تماما كما يحدث لبعض السيدات اللواتي تزداد رغبتهن الجنسية بعد بلوغهن سن اليأس، لذا فان هذه حالات خاصة لا يصح اعتبارها مقياسا يسري على جميع النساء.

ويحدث مع تقدم السن جفاف في الغشاء الرطب الذي يبطن القناة المهبلية، وهذا يجعل المعاشرة أمرا صعبا، وبوسع الطبيب عندما يهتدي الى السر ان يصف علاجا مرطبا يقضي على أسباب الشكوى. وتقول الدراسة، يتضح مما تقدم انه مع إمكان رد معظم حالات البرود الجنسي الى حالات نفسية، فانه لا يصح إغفال الأسباب الجسدية التي تحدث شعورا بالانزعاج، وهذه الأسباب الجسدية شأنها في ذلك شأن الأسباب النفسية بالامكان معالجتها والقضاء على الشكوى.