نائب رئيس كتلة الفضيلة في البرلمان العراقي لـquot;إيلافquot; (1/2) :
أصابع ايران في البصرة تثير مخاوف نزاع مسلح

أسامة مهدي من لندن : اكد نائب رئيس كتلة حزب الفضيلة الاسلامية في مجلس النواب العراقي الدكتور باسم شريف ان اصابع ايران في مدينة البصرة الجنوبية ثاني اكبر المدن العراقية تثير مخاوف نشوب نزاع مسلح بين احزاب المدينة وقال ان سياسة الاقصاء والتهميش التي ينتهجها الائتلاف العراقي الشيعي الموحد دفعت الحزب للانسحاب منه .

واضاف النائب شريف في حوار مع quot;إيلافquot; حول مواقف الحزب من العملية السياسية وائتلافاتها وكياناتها وعن الاوضاع المتوترة في البصرة على ضوء دعوات بتنحية محافظها الذي ينتمي الى الحزب موضحا في ما يخص عدم اشتراك الفضيلة في الحكومة الحالية ان السبب في ذلك يعود الى ان الذهنية التي تحكمت في تشكيلها فضلت المصالح الأنانية الضيقة والتنافس على المكاسب الشخصية والفئوية . معروف ان حزب الفضيلة كان احد مكونات الائتلاف قبل ان ينسحب منه في السابع من اذار (مارس) الماضي وله 15 نائبا في البرلمان وهو يتبع في مرجعيته الدينية آية الله الشيخ محمد اليعقوبي الذي يعتبر الاب الروحي للحزب .وعن اسباب انسحاب الفضيلة من الائتلاف اشار شريف الى ان الحزب حاول تغيير اداء الائتلاف لكنه لم يجد تجاوبا جديا حيث استمرت سياسة الإقصاء والتهميش لخط الفضيلة رغم انه يمتلك قواعد جماهيرية كبيرة ويطرح مشاريع جادة وهادفة وقال : يبدو ان الاخوة في الائتلاف كانوا يعملون بسياسة القبول بالامر الواقع والذي لا ينتج الا المزيد من التدهور في الوضع السياسي العراقي رغم انهم لايتحملون كل المسؤولية لكن جزءا كبيرا منها لانهم الكتلة الاكبر ولديهم نصف وزراء الحكومة العراقية .

وفي ما يلي نص الجزء الاول من الحوار مع النائب العراقي الدكتور باسم شريف :

رفض المشاركة في حكومة المالكي

رفضتم الاشتراك في الحكومة الحالية لأسباب قيل إنها تتعلق برفض منحكم وزارتي التجارة والنفط .. ما رأيكم بذلك .. وهل تنوون المشاركة في الحكومة من خلال التعديل الوزاري المنتظر وما هي الوزارات التي تطالبون بها ؟

وجدنا أن الذهنية المتحكمة في تشكيل الحكومة هي المصالح الأنانية الضيقة ،والتنافس على المكاسب الشخصية والفئوية ،ونسيان الهدف الأساسي.. وهو خدمة المواطن العراقي.quot; وهي الزهد في المواقع والوزارات مادامت توزع على شكل مزايدة
او على شكل ولاءات وتنازلات على حساب الصالح العام او عندما يرى استحقاقه الانتخابي عرضة لمناورات وتحالفات مضادة ، ليعلن انسحابه ورفضه لأي حقيبة وزارية ، وهذا قرار نادر في العراق ويعبر عن شعورنا بالمسؤولية ورفضنا دخول الحكومة الجديدة معصوبي العين وفي ظل التهافت لدى البعض على تحقيق المصالح الحزبية الضيقة.
واستمرت سياسة الإقصاء ضد أبناء الفضيلة لتصل إلى موضوع وزارة النفط حيث يرى قادة كتل الائتلاف ان وزارة النفط استحقاق للفضيلة لكن هنالك ظروفا إقليمية ودولية تمنعكم من تسنم حقيبة النفط او يقولوا أعطونا أسماء المرشحين وبعدها نرى هل نعطيكم الوزارة او لا وبينما تعطى الوزارات لمرشحي كتل وأحزاب اخرى بدون تدقيق ثم استجاب الائتلافيون إلى التوجيهات الأميركية بسلب هذه الوزارة (و هي الاستحقاق الانتخابي ) لأبناء الفضيلة ومنحها الى من رشح من قبل فلان لأنه نسيب فلان وهو أمر مقدس غير قابل للنقاش

الائتلاف العراقي وتعثر الاهداف

هل تعتقدون ان الائتلاف العراقي الموحد قد تعثر في تحقيق أهدافه مما دفعكم للانسحاب منه ؟

للجواب عن هذا السؤال اقتطف هذه العبارة من بيان لسماحة اية الله العظمى الشيخ اليعقوبي حيث يقول ((( إن إجراء مراجعة لنصائحنا وتوجيهاتنا التي قدمّناها لرموز الائتلاف منذ أكثر من عام حينما بدأ الصراع على منصب رئاسة الحكومة بحيث وصلت إلى تآمر بعضهم على بعض ووجّهت لهم بسبب ذلك إهانة عظيمة حينما اُجبروا على تغيير مرشحهم لرئاسة الوزراء الذي انتخبوه داخل الكتلة بالآليات التي آمنوا بها وتابعنا معهم تشخيص كل هذه الحالات وطالبناهم بتحسين أدائهم وحماية المسيرة من الانحراف عن الأهداف التي توخّتها المرجعية الرشيدة من تشكيل هذه الكتلة. إن إجراء هذه المراجعة ستشخّص العلل وتعين العلاج الناجح لها))). ومع محاولاتنا الكثيرة وتضحياتنا لكننا لم نجد تغييرا جديا في الأداء والاحتواء حيث استمرت سياسة الإقصاء والتهميش لخط الفضيلة رغم ان حزب الفضيلة يمتلك قواعد جماهيرية كبيرة ويطرح مشاريع جادة وهادفة ويبدو ان الاخوة في الائتلاف كانوا يعملون بسياسة القبول بالامر الواقع والذي لا ينتج الا مزيدا من التدهور في الوضع السياسي العراقي ولا اقول انهم يتحملون كل المسؤولية لكن جزءا كبيرا منها لانهم الكتلة الاكبر ولديهم نصف وزراء الحكومة العراقية .

الانسحابات من الائتلاف

هل تعتقدون ان انسحابكم من الائتلاف هو بداية لتفتيته خاصة بعد انسحاب الكتلة الصدرية من الحكومة ؟

رئيس كتلة حزب الفضيلة الاسلامية باسم شريف
ليست الفكرة ان لنا عداء مع كتلة الائتلاف ونحن نحاورهم ونعرض عليهم أفكارنا ونحاول ان نقنعهم بمشاريعنا الوطنية لإنقاذ العراق لكن انسحابنا هو محاولة لتصحيح المنهج او تعديل الانحراف الذي شاب المسيرة السياسية والذي جعل كل كتلة في البرلمان تغلق على مكونها او على مصالحها الحزبية والفئوية الضيقة والتي أثبتت الممارسة العملية أنها لم تؤد الا الى مزيد من التخندق والاحتقان وأصبح البرلمان منبرا للخطاب المحتقن وكذلك زيادة أزمة الثقة بين الكتل السياسية وربما كان انسحاب الكتلة الصدرية من الحكومة هو خطوة باتجاه التفكير الجدي بتغير هذا السلوك وإعطاء الحكومة المزيد من الحرية في اختيار وزراء كفوئين بدون ضغط الكتل السياسية على رئيس الوزراء والذي أصبحت الكرة في ملعبه لأنه كان دائما يردد إني لم اختر وزرائي وانتم من اخترتموهم وانه قد قبل بهذه التشكيلة تحت ضغط المدة الدستورية وغيرها من المبررات وما زاد في الطين بلة هو عدم وجود المعارضة القوية والفاعلة داخل البرلمان وأصبحت الكتل السياسية تتستر على الأداء الضعيف للوزارات عموما.

مطلب تفكيك الكيانات والائتلافات

طرحت مؤخرا ضرورة تفكيك الكيانات والائتلافات القائمة على الطائفية او العرقية .. ما هي دوافع دعوتكم هذه ؟ وكيف تنظرون للعمل السياسي في ما اذا تمت الاستجابة إلى طلبكم ؟.

لقد انطلقنا من أطروحتنا هذه من خلال دراستنا للواقع السياسي العراقي وما يحدث على الأرض من ان تبني الخطاب الطائفي او استخدام النهج الطائفي والقومي قد اضر كثيرا بمصلحة العراقيين ولم تستطع الكتل التي تبنت منهجا طائفيا او إنها مكونة لطائفة معينة أقول لم تستطع حتى ان تلبي رغبات ناخبيها من تلك الطائفة وكذلك فان ظهور قوائم تعتبر نفسها راعية للشيعة او للسُنة فيه غبن لكثير من الحركات السياسية التي لم تفز بالانتخابات وذلك بسبب قيام الانتخابات على أساس جو مشحون بالعاطفة الطائفية وليس على أساس البرامج السياسية وكان نتيجة ذلك ان أصبح البرلمان ساحة لتصفية الخلافات الطائفية والتوتر الطائفي وازدادت أزمة الثقة بين تلك الكتل ما اثر سلبا على عمل البرلمان الذي لا يستطيع ان يمرر قانونا واحدا استراتيجيا الا بعد الجهد الجهيد لان الجميع ينظر للقانون من مصلحة كيانه او حزبه وليس من مصلحة العراق . وعلى هذا الأساس دعونا وكخطوة عملية الى تغيير قانون الانتخابات وجعله على أساس الانتخاب الفردي المباشر والدوائر المتعددة لكي يكون البرلمان أكثر تمثيلا واقرب الى حاجات الإنسان العراقي وليس اقرب الى حاجات الأحزاب والكتل وكذلك دعونا الى ان تكون الانتخابات كل سنتين لتسارع الأحداث داخل العراق وأيضا دعونا الى تقوية المعارضة داخل البرلمان من خلال تسليمها ملف الدوائر الرقابية مثل ديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة وديوان المفتشية العامة( المقترح من كتلة الفضيلة) .

متاعب الفضيلة في البصرة

هل تعتقدون ان انسحابكم من الائتلاف يقف وراء خلق متاعب لكم في البصرة من قبل المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في تحريك تظاهرات تطالب بتنحية المحافظ المنتمي إلى الفضيلة ؟.

نحن نعتقد ان هنالك مساعي حثيثة لتهميش خط الفضيلة بمختلف الوسائل وقد بدأت تلك المحاولات منذ اليوم الأول لتسلم محافظ البصرة لمهامه وتزامنت معه محاولات إقصاء الفضيلة من تولي أي منصب حكومي عام( مثل سفير مدير عام وكيل وزارة) او وزاري في بداية تشكيل حكومة الدكتور الجعفري وحتى الان . وبعد انسحاب الفضيلة من الائتلاف وصلت هذه الأمور الى ذروتها خاصة وان عددا من شخصيات الائتلاف صرحوا بتصريحات متشنجة بعد ساعات قليلة من انسحابنا بدون اللقاء بنا وتفهم طبيعة موقفنا والوقوف على أسباب انسحابنا .

ان المحافظ منتخب من مجلس المحافظة بطريقة ديمقراطية وان طريقة عزله يجب ان تكون حسب القانون النافذ بثلثي أصوات مجلس المحافظة (28 عضوا) مشفوعة بأسباب موثقة مثل العجز عن أداء مهمته او سوء الادارة او الفساد المالي ولعدم استطاعة قائمة البصرة الاسلامية ( رغم ان قادة تلك الأحزاب الموجودين في بغداد أعلنوا صراحة وأمام مجلس النواب ان لا علاقة لهم بتظاهرات البصرة ولم يتبنوها سياسيا) تحقيق تلك الشروط لجأوا الى طريقة التظاهرات التي تأكدنا ان الهدف منها ليس للمطالبة بالخدمات( وهذا حق يكفله الدستور ولا غبار عليه) وإنما وسيلة لقتل المحافظ واحتلال مبنى المحافظة وبعض الدوائر المهمة وإثارة الفوضى العارمة في المدينة مضافا إليها ولاء بعض قيادات وأفراد أجهزة الشرطة الى تلك الجهات وسلب الصلاحيات الأمنية من قبل المحافظ وتسليمها الى جهات تعمل ضد البصرة ومحافظها لتحقيق أطماع سياسية معروفة .

ولو كان التظاهر لوحده يقيل المحافظ اذن يجب إقالة معظم محافظي الوسط والجنوب فقد خرجت تظاهرات ضد العديد من المحافظين في مدن شيعية في كربلاء والسماوه والحلة والديوانية والكوت والعمارة تنادي بأبسط الخدمات وتشكو من سوء الادارة وبسبب البطالة وعدم توفير فرص عمل رغم قناعتنا ان كثيرا من المطالب ربما تحتاج الى ان توفر من الحكومة المركزية وكذلك التظاهرات التي تخرج يوميا ضد الحكومة لتقصيرها الواضح في تقديم ابسط الخدمات للناس .

مخاوف من تطور النزاع بين احزاب البصرة

الى أي مدى تتخوفون من تطور النزاع بين القوى السياسية في البصرة حول قضية المحافظ الى صدامات مسلحة بين المطالبين بتنحيته والمؤيدين له ؟

هذا التخوف المذكور في سؤالكم اشرنا إليه بوضوح في جلسات البرلمان وطالبنا الحكومة بالتدخل لمنع نشوب نزاع مسلح لا تحمد عقباه ويتضرر فيه المواطن البصري البسيط على الرغم من ان خط الفضيلة ملتزم بالتهدئة وملتزم بفتوى الشيخ اليعقوبي التي أطلقها عدة مرات من انه يحرم القتل حتى على مستحقيه ضمانا لعدم الإخلال بالنظام الاجتماعي العام لكن هنالك موارد قد تصل الى الدفاع عن النفس او ان أمورا قد تحدث من قبل الجماهير يصعب على الحزب السيطرة عليها بسبب التركيبة العشائرية لمدينة البصرة .

هل تعتقدون ان لايران أصابع في تحريك الاوضاع ضد محافظ البصرة خاصة وان مصادر من الفضيلة قد حذرت من دخول أسلحة من ايران لتأجيج النزاع في المدينة ؟.

هذا على الأقل ما نشعر به ربما بسبب ارتباط الجهات التي تحاول زعزعة الوضع في البصرة بإيران او لوجود علاقة وثيقة معهم وقد نقلنا مخاوفنا هذه للايرانيين .. وقد التقى السفير الإيراني بآية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي وحاول ان يطمئن الشيخ وحزب الفضيلة إلى ان ايران تسعى للتدخل لحل المشكلة سلميا وإنها مع الخيار الديمقراطي أما قضية ارتباط ايران بتهريب أسلحة الى البصرة فهذا الموضوع يخص امن البلد ونسمع تصريحات عراقية واميركية تتهم ايران بهذا الأمر .