*دراسة ترمي إلى تسليط الضوء على منهج الاعتراض النحوي وأدلته

إيلاف - أبوظبي: صدر كتاب جديد بعنوان quot; الاعتراض النحوي عند ابن مالك واجتهاداته quot; لمؤلفه الدكتور ناصر محمد عبدالله آل قميشان، وتكمن أهمية هذا الكتاب في أنه وعلى الرغم من شهرة ابن مالك ومكانته بين علماء العربية إلاّ أن ثمة جانباً ثرياً من الفكر النحوي عنده لم يطرق من قبل أو لم يعط حقه، وهو quot;الاعتراض النحويquot;، وما ينتج عنه من مظاهر التجديد والاجتهاد في مجال الدراسة النحوية. وهنا تكمن أهمية هذه الدراسة التي تسلط الضوء على مضمار الاعتراض النحوي عند ابن مالك، ومنهج الاعتراض وأدلته، وأخيراً اجتهادات ابن مالك وأثرها في الدرس النحوي.

ويصدر الكتاب في إطار الاحتفاء بالذكرى المئوية لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد الأول اعتزازاً بمسيرة البناء التي يتابعها اليوم أحفاده الكرام، وهي الاحتفالية التي أطلقتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مايو 2009.

وجاء في مقدمة الكتاب للدكتور ناصر محمد عبدالله آل قميشان quot;لقد اعتمدت على ما اجتهدت في الوقوف عليه من مصنفات ابن مالك النحوية، وهي quot;تسهيل الفوائد وتكميل المقاصدquot;، وquot;شرح التسهيلquot;، quot;وشرح عمدة الحافظ وعدة اللافظquot;، وquot;شرح الكافية الشافيةquot;، quot;شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيحquot;، وquot;الألفيةquot;.

وقال الدكتور ناصر محمد عبدالله آل قميشان إن أهمية دراسة quot;الاعتراض النحوي عند ابن مالك واجتهاداتهquot; تبرز في جانبين، الجانب الأول في 4 أمور هي الظرف الزماني والمكاني الذي أحاط بابن مالك، تعدد مصنفات ابن مالك وتنوعها بين مختصرات ومطولات، واهتمام المتأخرين بتراثه واشتغالهم الكبير بمصنفاته، إلى جانب أن ابن مالك نفسه أصبح عند المتأخرين والمعاصرين علماً على بعض الآراء والمصطلحات واشتهرت نسبته إليه، أمّا الجانب الثاني فهو فكرة الاعتراض ذات العلاقة بـ quot;علم الجدلquot; الذي يتجاوز في مضمونه الرأي والدليل، ليسبر أغوار طرائق التفكير ومنهجية الاستدلال، فالاعتراض من شأنه أن يكشف عن فكر صاحبه في عدد من الجوانب.

وأوضح الكاتب أن الهدف من هذا البحث يتجلى في أمرين رئيسين، الأول وهو الكشف عن جانب خطير من الفكر النحوي عند ابن مالك، يتمثل في اعتراضاته على النحويين، وما قادت إليه هذه الاعتراضات من اجتهادات في التأليف والاصطلاح والاستدلال والرأي، أمّا الهدف الثاني من الكتاب فيكمن في إظهار مدى التقارب بين تنظير الأصوليين لعلم الجدل والاعتراض، وما سار عليه أحد أبرز النحويين من تطبيق لهذه الأصول، فهي دراسة ترمي إلى المقارنة بين نظريات الاعتراض وتطبيقاتها.

ويضم الكتاب 3 أبواب تشتمل على 10 فصول، ويتحدث الفصل الأول عن مضمار الاعتراض النحوي في مصنفات ابن مالك، ثم دراستها وتصنيفها في حقول متجانسة، أمّا الفصل الثاني فتناول فيه اعتراضاته على أدلة النحويين، واشتمل الباب الثاني من الدراسة على 3 فصول تحدث فيها المؤلف عن منهج الاعتراض النحوي عند ابن مالك وأدلته، أمّا الباب الثالث من الكتاب فتضمن الحديث عن اجتهادات ابن مالك وأثرها في الدرس النحوي، لما أسفرت عنه مسائل الاعتراض من تفردات واجتهادات لابن مالك في باب الدراسة النحوية.

وختم المؤلف مقدمته بالقولquot; إن أبرز ما يجده الباحث من صعوبات في بحثه ندرة المصادر والمراجع أو قلّتها، فإن الصعوبة التي واجهتني عكس هذا الأمر، فمع الرغبة في الوقوف على ما كتبه السابقون والابتعاد عن التكرار وإكمال ما وصلوا إليه والتطرق لما لم يطرقوه، لذا واجهتني صعوبة تتمثل في وفرة الدراسات عن ابن مالك، وتشتت مصادرها في أرجاء الوطن العربي، وكون معظمها دراسات علمية لم يكتب لها الظهور فبقيت حبيسة مكتبات الدراسات العليا في الجامعات العربية، وأمر آخر لا يقل صعوبة هو الوقوع على بعض المؤلفات وتواصل صدور بعض الدراسات ذات العلاقة بهذا الموضوع، فأجدني كثيراً ما أنسج شيئاً ثم أنقضه رغبة في المزيد وتحقيق ما هو أفضلquot;.