أبوظبي: أوصى المشاركون في الملتقى التربوي الذي أقامه مجلس أبوظبي للتعليم في فندق فيرمونت أبوظبي بهدف تدارس أفضل السبل لتعزيز صورة المعلم ومكانته في المجتمع وتحفيز المواطنين الذكور للالتحاق بسلك التدريس .. بضرورة وضع خطط طويلة الأجل وأخرى قصيرة الأجل لتعزيز مكانة المعلم وتعزيز صورته في المجتمع ليحتل المكانة التي تتناسب وما يقوم به من جهد كبير وما يحمله من أمانة ومسؤولية ورسالة سامية تتمثل في تعليم الأجيال وتنشئتهم التنشئة الصالحة وتهيئتهم لمواجهة تحديات المستقبل .

وأكد المشاركون خلال الملتقى الذي حضره مغير خميس الخييلي مدير عام المجلس ومديرو الإدارات بالمجلس وعدد من مديري المدارس ضرورة وضع تصور تفصيلي لتنفيذ بعض المبادرات التي من الممكن أن تسهم بصورة فاعلة في تحقيق المزيد من الارتقاء بصورة ومكانة المعلم في أسرع وقت ممكن ووضع الحلول المناسبة لمشكلة عدم إقبال الخريجين المواطنين الذكور على الالتحاق بسلك التدريس وتحفيزهم ماديا ومعنويا للانخراط في هذه المهنة النبيلة.

ودعا المشاركون إلى وضع السبل الكفيلة بجذب الكفاءات في مجالات العلم والتعليم من دول العالم للعمل في حقل التعليم بأبوظبي والاستفادة من التجارب العالمية المتميزة للارتقاء بالتعليم والوصول بالمخرجات التعليمية في مدارسنا إلى أعلى المستويات العالمية والعمل على وضع سياسات واستراتيجيات للاحتفاظ بالكفاءات التربوية العاملة في حقل التعليم بالإمارة وإعطائهم الدافع للانتماء لوجودهم ضمن هذه المهنة السامية.

وتضمنت التوصيات العمل على إحداث نقلة نوعية في التواصل مع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لإبراز الصورة والمكانة الحقيقية التي يستحقها المعلم في المجتمع والتي تليق به أسوة بما يتمتع به من مكانة متميزة وصورة مرموقة في دول العالم المتقدم كباني للأجيال وللمستقبل .

وأكد الخييلي ما يوليه المجلس من اهتمام بالمعلم وتقدير دوره ورسالته وتعزيز مكانته في المجتمع باعتباره حجر الزاوية في تنفيذ خطط وبرامج تطوير التعليم وحرص المجلس المستمر على توفير كافة سبل التحفيز والاستقرار للعاملين في حقل التعليم لما يحملونه من رسالة نبيلة من أجل بناء الأجيال.

وذكرأنه تم خلال الملتقى عرض دراسات عالمية ركزت على أهم المحاور الرئيسية التي تؤثر في صورة المعلم ومكانته في المجتمع وما تتميز به صورة المعلم من خصوصية واضحة وما يحظى به من تقدير في تلك المجتمعات كما بحث المشاركون ما ينبغي على المجلس القيام به لتغيير الصورة النمطية عن المعلم وفق المعطيات الرئيسية والخصوصية الاجتماعية والاقتصادية لأبوظبي وما تسعى إلى تحقيقه من خلال رؤيتها الاقتصادية الفاعلة 2030 والنواحي الأخرى التي تهم المجتمع والمعلم على حد سواء.

وقال الخييلي انه كان لابد ألا يقتصر حضور هذا الملتقى على الإدارة العليا للمجلس بل تطلب وجود مدراء مدارس من ذوي الخبرة في الميدان التربوي لما لهم من باع في العمل بسلك التدريس والتدرج في الوظائف التربوية المختلفة حتى وصلوا إلى وظائفهم الحالية مشيرا إلى أن المحاور التي تم التركيز عليها خلال الملتقى استنبطت من نظريات الإدارة الحديثة والتي تركز على الاحتياجات الإنسانية للمعلم كإنسان بوجه عام ومنها نظريتا quot; مازلوquot; وquot;هيرتزبيرجquot; وما تشتملان عليه من محاور رئيسية تستهدف رفع مكانة المعلم ومن هذه المحاور المردود المادي والامتيازات الأخرى وبيئة العمل و طبيعة العاملين في مجال العمل من حيث الجنس والعمر والخبرة بحيث لا يكون لهذه الطبيعة أثرها الواضح في تفاوت المردود المادي والامتيازات الأخرى و المؤهلات والمعايير المطلوبة للعمل و الإدارة أو الإشراف وطبيعة العلاقة بين الأفراد في مجتمع العمل و التقدير والترقيات و الشعور بتحقيق الذات والثقة بالنفس.

وأوضح الخييلي أنه تم خلال الملتقى عرض نتائج الدراسة التي قام بها المجلس على شريحة من المعلمين والمعلمات العام الماضي بلغ عددهم أكثر من الف و 400 معلم ومعلمة من كافة المناطق التعليمية في إمارة أبوظبي والتي استهدفت قياس مدى الرضا الوظيفي للمعلم وبشكل عام في مدارس أبوظبي حيث تمت مناقشة كل محور من المحاور التي اشتملت عليها الدراسة ومنها المدرسة كمكان للعمل والحوكمة والقيادة وإدارة التغيير بالمدرسة ومدى ارتباط المعلم بأولياء الأمور والمجتمع وطبيعة التدريب المهني الذي يتلقاه المعلم والممارسات التربوية التي يقوم بها المعلم في المدرسة وطبيعة الموارد التقنية المتاحة للمعلم ومدى قيام المعلم بإرشاد الطلبة وخاصة في المرحلة الثانوية عن مستقبله وفرص التعليم العالي المتاحة أمامه .

وتم خلال الملتقى تقسيم المشاركين إلى مجموعات عمل للتركيز على أهم العوامل المؤثرة في صورة المعلم وأهم المبادرات التي يمكن أن يخطط لها المجلس لتعزيز صورته ومكانته في المجتمع وتحفيز المواطنين على الالتحاق بسلك التدريس .

ودارت المناقشات خلال الملتقى حول نتائج هذه الدراسة والتوصيات التي تمخضت عنها والتي ستكون متوفرة بشكل كامل على الموقع الإلكتروني للمجلس لاحقا .