نائبان عوني ومستقبلي يتحدثان لـ إيلاف:
آلان عون ومحمد الحجار... الحكومة ليست أمام جدار


الحريري يواجه بعزيمة العاصفة الجديدة التي أثارها عون

أسفرت زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير عن ازدياد الغموض حول الجهات التي تقفوراء عرقلة تشكيل الحكومة، كوشنير الذي أكد ان سوريا تمارس دورا منفتحا في لبنان أثار الانقسام مجددا بين فريقي المعارضة والموالاة حول مصدر عرقلة التشكيل، بالانتظار الى ما سيفضي اليه لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري مع الجنرال عون. ونقل كوشنير عن الحريري الذي أقام له مأدبة غداء، تأكيده انه quot;سيواصل الجهود التي يبذلها والتي يجب دعمها، وانه سيثابر على مواصلة العمل الذي يقوم بهquot;.

بيروت: رأت أوساط سياسية متابعة لملف تشكيل الحكومة اللبنانية ان ابرز ما حققه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في زيارته الى بيروت التي استغرقت يومين إقراره بوجود مؤثرات خارجية تعيق تشكيل الحكومة، وتبرئة سوريا منها، مع تأكيده quot;ان دمشق احترمت بالفعل ما وعدت به بان لا يكون لها اي تأثير في تشكيل الحكومة وأن لا تضع أي شروط مسبقةquot;، مضيفاً quot;أنا لا اقول ان سوريا هذا البلد المجاور الكبير لا تلعب أي دور، ولكن اعتقد انها فعلياً بدت أكثر حكمة واستشرافاً مما كانت عليه في الماضيquot;.

وتوقفت هذه الاوساط عند اختيار كوشنير quot;بيت الوسط quot; حيث يقيم الرئيس المكلف سعد الحريري لاطلاق تصريحاته المتعلقة بالدور السوري، لما في ذلك من دلالة على وجود اجواء جديدة منفتحة على سوريا تواكب مسار التكليف الثاني خلافاً لما كان عليه الأمر مع التكليف الأول، حيث طلعت اصوات في الأكثرية تتهم دمشق بمحاولة تعطيل ولادة الحكومة تعبيراً عن استيائها مما رشح عن وجود اتجاه لدى المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالعودة الى دائرة اتهام سوريا بالضلوع في هذه الجريمة، ومحاولتها ادخال مسألة الحكومة في مقايضة دولية واقليمية تفضي الى سحب اتهامها من ادراج المحكمة في لاهاي مقابل الافراج عن الحكومة اللبانية الجديدة.

ما جاء على لسان كوشنير دحض النظرية السابقة على حد قول الاوساط السياسية نفسها، الا انه فتح الباب واسعاً امام التكهنات والاستنتاجات عن الجهة او الجهات التي تعرقل تشكيل الحكومة، والتي لم يكشف الوزير الفرنسي عن هويتها، مكتفياً بالقول انها quot; خارجية quot; من دون ان يستبعد العامل الداخلي في هذه المسألة.

ازاء هذا الغموض في كلام كوشنير وعدم تسميته الاشياء باسمائها راح كل فريق في الاكثرية والمعارضة يفسر المقصود بـ quot; الخارجية quot; على هواه.

الفريق الأول، وان كان البعض في صفوفه لم يقتنع بتحييد الوزير الفرنسي للدور السوري، يحمّل طهران المسؤولية عبر استخدامها عملية تشكيل الحكومة اللبنانية ورقة ضغط لتحسين موقعها التفاوضي مع الدول الست حول الملف النووي، وذلك بالايعاز لـ quot;ابنها المدللquot; حزب الله القيام بمناورات سياسية بقيادة الجنرال ميشال عون من شأنها عرقلة التشكيلة الحكومية. وهذا ما المح اليه صراحة القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش في حديث اذاعي بقوله quot;ان علينا ان ننتظر ما ستفضي اليه نتائج المفاوضات الجارية بشأن ملف ايران النووي حتى نتبين مصير تشكيل الحكومةquot;. فيما ذهبت قيادات في الأكثرية وفي مقدمها رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية لـ quot;القوات اللبنانيةquot; الدكتور سمير جعجع الى التأكيد بأن قوى 8 آذار غير راغبة في تشكيل حكومة.

المعارضة من جهتها، تشير بأصابع الاتهام الى الادارة الاميركية quot; غير المتحمسة لتولي الحريري رئاسة الحكومة والراغبة في الابقاء على الرئيس فؤاد السنيورة في السراي quot;. ويقول قطب بارز في المعارضة لـ quot; إيلاف quot; : quot; حين كنا نعيب على قوى 14 آذار تنفيذها تعليمات اميركية كانت ترد علينا باستهزاء وبالتأكيد على حرية قرارها واستقلاله اما اليوم فضبطناها بالجرم المشهود من خلال quot; إعترافات quot; السفيرة الأميركية ميشيل سيسون التي ادلت بها امام رئيس اللقاء النيابي الديمقراطي النائب وليد جنبلاط قبل ان تؤكدها علناً بالقول انهما من تشكيل حكومة تراعي نتائج الانتخابات النيابية أي حكومة من لون واحد أبلغها جنبلاط رفضه المشاركة فيها واعتبرها بمثابة الاقدام على الانتحار quot;.

وسط هذه الاتهامات المتبادلة التي خلفتها زيارة كوشنير ثمة في الاوساط السياسية من لا يستغرب تحول عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الى قضية دولية وحجته في ذلك اعلان الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد قبل يومين في مؤتمره الصحافي مع الرئيسة الفنلندية عن أمل سوريا برؤية حكومة وحدة وطنية تشكل في لبنان تضع حداً للاضطرابات والانقسام في المجتمع اللبناني، وانتهاز الرئيس الاميركي باراك أوباما أمس الذكرى الـ 26 لتفجير مقر quot; المارينز quot; قرب مطار بيروت ليعرب عن أمله ( أيضاً ) في تشكيل حكومة سريعاً في لبنان للعمل معها على استقرار للشرق الاوسط. وقبل الأسد وأوباما كلام لوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن دعم الرئيس الحريري في مهمته.

كوشنير قال كلمته في لبنان ومشى مخلفاً وراءه حالة ترقب لما سيؤول اليه quot;اللقاء الحاسمquot; بين الرئيس المكلف والعماد عون الذي كان يتوقع مده بـ quot;شحنة quot; دفع ممن وصف نفسه بـ quot;المبادرة quot; لكنه حملها معه في حقائب السفر عائداً بها الى باريس.