عبّر نبيه بري صراحة عن استيائه من تصرفات السفيرة الأميركية لدى لبنان ميشيل سيسون في تعاطيها مع الموضوع اللبناني وتجاوزها للأصول والأعراف المنصوص عنها في اتفاقية جينيف التي حددت دور السفير الممثل لبلاده في هذه الدولة أو تلك وإطار التحرك الذي عليه الالتزام به وعدم تجاوزه. وبعد ان تجاهل بري طلبين تقدمت بهما سيسون الى مكتب رئاسة المجلس من اجل تحديد موعد لها لزيارته، استقبل رئيس البرلمان السفيرة الاميركية اخيرا وبحثا التطورات في الجنوب وموضوع الحكومة.

بيروت: لم تكد السفيرة الأميركية لدى لبنان ميشيل سيسون تغادر مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بعد لقائها رئيس مجلس النواب نبيه بريالأربعاء وإدلائها بتصريح عند مدخل المقر ، حتى سارع المكتب الاعلامي لبري الى الرد عليها معتبراً أن ما أوردته يجافي حقيقة ما دار في اللقاء وجاء quot;مبتوراًquot; .

وجاء موقف بري ليعكس استياءه من تصرفات سيسون في تعاطيها مع الموضوع اللبناني وتجاوزها للأصول والأعراف المنصوص عنها في اتفاقية جينيف التي حددت دور السفير الممثل لبلاده في هذه الدولة أو تلك وإطار التحرك الذي عليه الالتزام به وعدم تجاوزه .

وعلمت quot;إيلافquot; ان الرئيس بري استقبل السفيرة الأميركية على مضض بعد ان تجاهل طلبين تقدمت بهما الى مكتب رئاسة المجلس من اجل تحديد موعد لها لزيارته . وذكرت اوساط قريبة من بري ان quot;تجاهلquot; الأخير للطلب الأول مرده امتعاض رئيس المجلس من الموقف الأميركي المعطّل لتشكيل الحكومة والذي كشفت عنه سيسون صراحة امام رئيس اللقاء النيابي الديمقراطي النائب وليد جنبلاط برفضها صيغة 15-10-5 المعتمدة لتأليف الحكومة ومطالبتها ان تشكل الحكومة من الأكثرية عملاً بالنتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة .

أما عدم التجاوب مع الطلب الثاني فجاء تعبيراً عن استياء رئيس المجلس من الموقف الأميركي الرافض لتقرير غولدستون الذي يدين اسرائيل لارتكابها جرائم حرب في غزة . وفي هذا الاطار نقلت الاوساط القريبة من بري عنه تساؤله كيف يمكن لمن يعتزم احلال السلام في المنطقة والقيام بجهود مع الأطراف المعنية كافة للوصول الى هذه الغاية ان ينتصر للمعتدي ويتجاهل الضحية.

وكانت سيسون خلال اجتماعها مع بري ، حاولت التركيز على ما شهده الجنوب في الآونة الأخيرة من أحداث اعتبرتها انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701 منطلقة في سردها من عملية اطلاق صاروخ كاتيوشا على مستعمرة كريات شمونة الاسرائيلية ليل الاربعاء الماضي ، وقبلها انفجار مستودع الاسلحة التابع لحزب الله في بلدة خربة سلم، ووقوع حادث آخر في بلدة طير فلسيه قبل أيام ما زال التحقيق جارياً بشأنه لمعرفة حقيقته.

الا ان الرئيس بري استوقفها مبدياً استغرابه لتجاهلها ما تقوم به اسرائيل من خروقات يومية للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً ، متسائلاً عن سبب التزامها الصمت امام هذه الاعمال التي تشكل اعتداء صارخاً على لبنان وطعناً بالقرار 1701 . وقال بري لزائرته quot; لم اسمع رأيك في اجهزة التجسس التي زرعتها اسرائيل داخل الاراضي اللبنانية وتم اكتشافها في بلدة حولا. ولم نسمع بأي رد فعل صادر عن ادارتك حول تأكيد اسرائيل اصرارها على القيام بطلعاتها الجوية فوق لبنان ومواظبتها التجسس على كل بقعة فيه quot;.

وفي ما يتعلق بعملية تشكيل الحكومة اللبنانية اعربت سيسون لرئيس البرلمان عن املها في ان تحل عملية تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن ، مشيرة ان شكل وتكوين الحكومة هو بالطبع شأن لبناني.

وبعد ان تحدثت السفيرة الاميركية عن تطلع بلادها للعمل مع حكومة لبنانية من اجل تعزيز الاستقرار في المنطقة والازدهار لشعبها ، قال لها بري : quot; استعجالكم تشكيل الحكومة لافت وكلامكم عن التعاون معها أمر مستجد وربما اردتم بذلك التعويض عن قيامكم بتعطيل عملية التأليف طوال الأشهر الماضية quot;.