الحريري يدخل حكومته الأولى بعد quot;بناء الثقةquot; مع المعارضة تساؤلات ما إذا كان هناك تأخير أو تسهيل في صياغة البيان الوزاري |
بالرغم من تشكيل الحكومة اللبنانية بعد أزمة طال أمدها، لا يزال حزب الله يثير مخاوف الغرب من تحوله الى قوة اقليمية تسعى لمحاربة اسرائيل والقضاء عليها، وتفرد مجلة quot;التايمquot; الأميركية في عددها الصادر اليوم تقريرا عن انعكاسات دخول حزب الله في التشكيلة الحكومية الجديدة التي تدعمها سوريا وسياسة الادارة الأميركية الجديدة quot;الأقل عدوانية في دعمها للحكومة اللبنانيةquot;.
تعد مجلة quot;التايمquot; الأميركية تقريراً تحليلياً تحت عنوان quot;فيما وراء صفقة لبنان السياسية الجديدة، تكمن مخاوف من نشوب أعمال عنفquot;، وفي مستهل الحديث، تقول المجلة إنه في الوقت الذي وضعت فيه صفقة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة حدا ً للأزمة السياسية التي عاشتها البلاد على مدار ثلاثة أعوام وأوصلتها إلى شفا حربا ً أهلية، إلا أنها لم تعالج المسألة الأساسية في النزاع وهي: هل للبنان أن يصبح ساحة سياحية غربية المظهر أم معقلا ً لمقاومة إسرائيل ؟
وتشير المجلة إلى أنه وبالرغم من نجاح المسار الغربي في التفوق على الموقف المتشدد لحزب الله في انتخابات يونيو / حزيران الماضي، إلا أن النظام السياسي الضعيف في لبنان، الذي يُنظم طائفياً، بالإضافة لوضعية حزب الله كواحد من أخطر جيوش العالم غير الحكومية، كل هذا يضمن للتنظيم الشيعي المسلح أن يبقى قوة يُحسَب لها حساب في السياسة اللبنانية. كما تلفت المجلة إلى الاتهامات التي وجهها حزب الله، منذ الحرب التي خاضها ضد إسرائيل على مدار 33 يوما ً في صيف عام 2006، إلى الائتلاف الحاكم الذي يحظى بدعم من جانب واشنطن والرياض بأنه يقوم بعمل إسرائيل من خلال السعي وراء نزع سلاح الجناح المُسلح للتنظيم.
وتمضي المجلة لتقول في تحليلها إنه وبعد أن تسبب ذلك في إثارة موجة من التظاهرات الحاشدة والاعتصامات لمدة تزيد عن العام وسط بيروت، حاول حزب الله تسوية الأمور على الطريقة القديمة في أيار/مايو عام 2008، بمهاجمة المواقف المؤيدة للحكومة في غرب بيروت. وفي الوقت الذي كان يتمكن فيه مقاتليه المدربين تدريبا ً عاليا ً من اجتياح أنصار الحكومة بكل سهولة، جاءت تلك الخطوة لتصيب كثير من اللبنانيين بالنفور، وقد ثبت أن فرصة انتصار الديمقراطية ndash; التي منحت الجناح العسكري لحزب الله الغطاء السياسي الذي يرغبه - أمرا ً بعيد المنال. وبينما حصل حزب الله وحلفائه بسهولة على أغلبية أصوات الشيعة، مُني الحليف المسيحي الذي كان يحتاجه لتشكيل حكومة بهزيمة ساحقة في استطلاعات رأي هذا المجتمع.
وترى المجلة في سياق تحليلها أنه وبالرغم من تقبل حزب الله للهزيمة في محاولته لكسب السيطرة على الحكومة في صناديق الاقتراع، إلا أنه يناور منذ ذلك الحين فيما وراء الكواليس للتلاعب في تشكيل الحكومة لصالحه. فقد طالب في البداية بحق النقض على كل القرارات، لكنه قَبِل في نهاية المطاف صيغة توفيقية تركت الائتلاف الحاكم بلا أغلبية كبيرة تكفي لاتخاذ قرارات مؤثرة من تلقاء نفسه. ومع عدم اكتفائها بذلك، شقت المعارضة طريقها للسيطرة على نظام الاتصالات السلكية واللاسلكية في لبنان، الامر الذي سيمنح حزب الله أمنا ً تشغيليا ً إضافيا ً من المخابرات الإسرائيلية ndash; لكنه قد يساعده أيضاً على إعاقة أنشطة محكمة الأمم المتحدة المنوطة بالتحقيق في واقعة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
تنتقل المجلة بعد ذلك لتقول إن المتنافسين اللدودين في لبنان منذ أمد بعيد وخطر العنف الماثل دائما ً، جعلا السياسيين اللبنانيين حذرين بشأن التصرف من جانب واحد، وهو ما كان سببا ً وراء توجيه سعد الحريري الدعوة لحزب الله وحلفائه للانضمام للحكومة في المقام الأول.
إلى هنا، تلفت المجلة إلى أنه وفي الوقت الذي نظرت فيه إدارة بوش إلى انسحاب سوريا من لبنان عام 2005، كنتيجة للضغوطات الدولية والاحتجاجات التي ضربت الشارع اللبناني، على أنها واحدة من أكبر نجاحاتها في الشرق الأوسط، إلا أن إدارة أوباما الجديدة ظهرت بصورة أقل عدوانية في دعمها للحكومة اللبنانية الموالية للولايات المتحدة. وتختم المجلة بالإشارة إلى أن رضوخ الحكومة لحزب الله وسوريا عملية سيكون له عواقبها: أهمها أنها رسالة لأولئك الموجودين في لبنان ndash; والشرق الأوسط الكبير ndash; ممن يضعون ثقتهم في الولايات المتحدة والإصلاح السياسي، بأن المدافع لازالت أقوى من الأصوات الانتخابية.
التعليقات