بعد مقاطعة وخلافات دامت لسنوات منذ مقتل الرئيس رفيق الحريري، يفكر سعد الحريري بزيارة سوريا بعد منح الحكومة الثقة مباشرة، وبأن تكون دمشق فاتحة جولته العربية والأجنبية. في حين أكد بلمار الذي واصل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت ، ان لا موعدا محددا لصدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري التي تنظر فيها المحكمة. وتزامن طرح الحريري لزيارة سوريا مع وصول بلمار إلى لبنان التي قد تكون قد حملت معها معان سياسيّة شجعت الحريري الابن لزيارة سوريا وفتح صفحة جديدة من التعاون الثنائي


بيروت: قال رئيس الحكومة سعد الحريري في دردشة مع الصحافيين: quot;ننظر بإيجابية إلى مسألة إقامة السفارات بين البلدين، ونحن علينا أن نغير الأمور بإيجابية، خصوصا وأننا حاولنا التغيير بطرق سلبية ولم نصل إلى أي نتيجةquot;. وعن موقفه من الوزراء المتحفظين على البند السادس من البيان الوزاري، قال: quot;أنا شخص صادق، ولو أردت شخصياً التحفظ لفعلت، لكن الحقيقة أنه حتى الوزراء المتحفظين سيكون عليهم الدفاع عن البيان الوزاري وعن الحكومة عند كل محك، لأن هذا البيان توافقنا عليه في مجلس الوزراء وقبل ذلك في لجنة الصياغةquot;.
وأضاف الحريري: quot;هذا أساس هيبة الدولة ومصداقيتها، وأيّ تحفظ يمكن ان يكون في مجلس الوزراء ولكن في الخارج على كل وزير أن يدافع عن الحكومةquot;.

من جهة أخرى، نفى رئيس الحكومة ما تردد عن زيارة يعتزم القيام بها الى الولايات المتحدة، موضحاً أن quot;هذه الزيارة واردة ولكنها غير محددة بعدquot;. في حين اوضحت مصادر وثيقة الصلة بملف التحضير لزيارة الحريري لصحيفة quot;السفيرquot; أن برنامج quot;زيارة الدولةquot; وجدول أعمالها صارا شبه مكتملين ، وبات شبه محسوم أن الزيارة ستستغرق يوما واحدا، حيث سينتقل الحريري إلى دمشق، جوا يرافقه عدد من مستشاريه والوزراء، على أن يصار إلى أخذ موافقة مجلس الوزراء قبيل الزيارة مباشرة

واضافت المصادر انه من المقرر أن يكون رئيس الوزراء السوري ناجي العطري في استقبال الحريري على أرض مطار دمشق، ثم تعقد جولة من المباحثات الثنائية والموسعة، ينتقل في ختامها الحريري الى قصر الشعب للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، منهيا بتلك المصافحة صفحة من القطيعة دامت أكثر من أربع سنوات .

الى ذلك تابع مدعي عام المحكمة الخاصّة بلبنان القاضي دانيال بلمارلقاءاته واجتمع الخميس مع وزير العدل ابراهيم نجار وكان اجرى لقاءات الاربعاء مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ترافقه نائبة المدعي العام اللبنانية القاضية جوسلين تابت. واكد بلمار للمسؤولين، بحسب البيانات الصادرة عن مكتبه، انه quot;لا يستطيع ان يحدد مهلة زمنية من اجل تقديم قرار الاتهامquot;. وجدد القول ان quot;الهدف الرئيسي لزيارته هو اعادة احياء الامل لدى الشعب اللبناني ولدى الضحايا في شكل خاص، وطمأنتهم حول التزام المحكمة ببذل كل الجهود لتنفيذ مهمتها باستقلالية تامةquot;.

كما جدد quot;تفاؤله في ضوء التقدم الذي احرز في التحقيقquot;، مشيرا الى التزام المحكمة quot;اعلى المعايير التي تليق بها كمؤسسة قضائية محضة حرصها الوحيد هو فقط كشف الحقيقة في القضايا التي تقع ضمن اختصاصهاquot;. وشدد على quot;اهمية ثقة الشعب اللبناني والمؤسسات اللبنانية بنزاهة المحكمةquot;. واوضح بلمار ان مهمة مكتب المدعي العام تكمن في quot;محاكمة الارهابيين وتحقيق العدالة للضحايا والمساهمة في وضع حد للافلات من العقاب في لبنانquot;.

واشنطن: quot;حزب اللهquot; والمحكمة الدولية مشكلتان امام الانفتاح الكامل على سوريا

وفي سياق متصل تبدو واشنطن مرتاحة الى نتائج العلاقة المستجدة بين فرنسا وسوريا، خصوصاً وأن الحكومة اللبنانية تشكلت قبل وصول الرئيس السوري بشار الأسد الى باريس بأيام قليلة، لكن الادارة الاميركية تبحث في مستوى الانفتاح الذي قد تذهب اليه العلاقات الاميركية السورية . إلا أنه لحظ وجود تساؤلات حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية تريد الذهاب الى أبعد بكثير في الانفتاح على سوريا معتبرة أن المشكلة الحقيقية هي quot;حزب اللهquot;، وتعترف الأوساط الأميركية بأن سوريا لا تمسك كل المفاتيح في قضية quot;حزب اللهquot; .

ورأى البعض في الأوساط الحكومية في واشنطن وفي الكونغرس لصحيفة الحياة أن quot;مشكلة المحكمة الدولية تعيق التقدم في العلاقات الأميركية ndash; السوريةquot;، في حين ان فرنسا دعت الى عدم التحدث عن المحكمة وعدم جعلها عائقاً مع دمشق. فلا أحد يعرف ماذا سينتج من المحكمة ولا أحد لديه فكرة عن القرارات الظنية التي ستصدر، وباريس ترى أنه في اليوم الذي سيكون فيه للمحكمة قرارات ظنية، يحين الوقت لطرح مثل هذا السؤال .