زيارته ذكرت بسابقتين تاريخيتين.. جمهورية وديموقراطية
بايدن في لبنان: رسالة دعم للجيش وإشارات حول الإنتخابات

عصام سحمراني من بيروت: عام 1983 في عهد رئيس الجمهورية الأسبق، أمين الجميل، زار لبنان جورج بوش، وهو يومذاك نائب الرئيس الأميركي رونالد ريغان. جاءت زيارته في بداية العهد الذي كان من المفترض أن يكون عهد السلام بعد الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 واغتيال بشير الجميل عقب انتخابه رئيسا، فكان أكبر مسؤول أميركي يأتي إلى بيروت منذ زارها ليندون جونسون عام 1963 كنائب للرئيس جون كينيدي، وكانت زيارة دعم لما كان يتم الحديث عنه يومها من quot; شرعية quot;.

26 عاما مضت على زيارة نائب الرئيس الجمهوري تغيرت خلالها كثير من وجوه المنطقة وحيثيات الصراع، وبقي لبنان كما هو دائما وطنا للزلازل الميدانية والسياسية يستقبل بها نائب الرئيس الجديد، الديمقراطي هذه المرة، جوزف بايدن.

بايدن في بعبدا قبل الإنتخابات بأسبوعين. نائب الرئيس الأميركي الجديد يبرهن مجددا على اهتمام إدارة أوباما بلبنان تماما كما اهتمت إدارة بوش. فجاءت زيارته لتعقب زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وتضع النقاط على الحروف قبل المواقف المرتقبة لأوباما من مصر والتي ستشمل بتأثيرها العالمين العربي والإسلامي.

في لبنان وضع بايدن نقاط ارتكاز عالية الصيت تبدي انزعاجا من الوصول المحتمل لفريق المعارضة بقيادة حزب الله إلى الحكم وبالتالي ترسل تأييدا واضحا للفريق الآخر 14 آذار مع التغني بالديمقراطية التي تغلف دوما زيارات أي مسؤول أميركي. وطبعا كان لا بد له من أن يرفع من معنويات الجيش اللبناني عبر الحديث عن دعمه، وقد سبقه الدعم منذ العهدين السابقين الجمهوري في الولايات المتحدة واللحودي في لبنان حين كان الرئيس الحالي ميشال سليمان قائدا للجيش الذي استغل الأسلحة الأميركية والطوافات في حربه على تنظيم فتح الإسلام في نهر البارد صيف العام 2007.

ذلك هو الحديث الواضح والجلي في زيارة جوزف بايدن لكن ثقل منصبه وتوقيت زيارته يطرحان العديد من الإحتمالات التي يجوز تماما البحث والتساؤل عنها:

-فهل جاء بايدن ليضمن فعليا عدم فوز حزب الله وحلفائه بالأكثرية النيابية وبالتالي ضمان عدم تشكيل حكومة quot;إيرانيةquot;؟
-وفي المقابل هل إنّ الكلام الهادئ نسبيا تجاه حزب الله يشكل تهدئة أميركية من نوع ما؟
-وهل جاء بايدن ليتأكد من وقوف رئيس الجمهورية ميشال سليمان بين الطرفين، وبالتالي عدم انحياز نوابه المفترضين بعد الإنتخابات إلى فريق المعارضة بالذات؟
-وهل عاد منصب رئاسة الجمهورية في لبنان هو ميزان بلد الأرز بالنسبة للولايات المتحدة بعدما استأثر منصب رئاسة الحكومة لسنوات؟
-وهل تضع زيارة بايدن لبنان مباشرة تحت العباءة الأميركية دون أي تدخلات عربية في أقطابه على الأقل من جهة 14 آذار حيث الدعم المصري والأردني والسعودي؟

السؤال الأخير قد يكون امتداده في زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مصر والتي سيطلق فيها مواقف هامة ومؤثرة للغاية قد يكون لبنان أحد أجزائها بعد تمهيد بايدن له واختتام هذه النقطة من برنامج أوباما المقرر عبر زيارة نائبه.

خاص لإيلاف ديجيتال عدد الأحد 24-5-2009