واشنطن: قال نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن إن استقلال كوسفو أمر quot;مُبرَم ولا رجوع فيه إطلاقاquot;، لا بل هو الخيار الوحيد القابل للحياة والتطبيق، بما يشكله من ضرورة لاستقرار وأمن المنطقة.

ففي كلمة ألقاها أمام برلمان كوسوفو وقابلها النواب بالوقوف والتصفيق مرات عدة، قال بايدن: quot;إن نجاح إقليم كوسوفو يشكل أولوية بالنسبة لإدارتنا.quot; وأضاف المسؤول الأميركي قائلا: quot;كان استقلال كوسوفو ويظل اليوم، من وجهة نظري ووجهة نظر حكومتي، هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق والاستقرار وهو خيار أساسي لاستقرار المنطقة.quot;

ومضى إلى القول: quot;واستقلالكم، كما سبق أن قلت في الدول التي زرتها، هو أمر لا رجوع ولا عودة عنه إطلاقا.quot; وكان بايدن قد لقي ترحيبا حماسيا حارا من قبل جماهير من العرقية الألبانية احتشدت في العاصمة بريشتينا لاستقباله.

فقد اصطف الآلاف من أطفال المدارس على جانبي الطريق المؤدي من المطار إلى المدينة، حيث راحوا يلوحون بالأعلام الأميركية ورفعوا يافطات كُتبت عليها كلمات وعبارات الترحيب والثناء من قبيل: quot;مرحبا، وأهلا وسهلا، وشكرا.quot;

أما الأقلية الصربية في كوسوفو، فقد قال بعض أفرادها إنهم بصدد التخطيط لتنظيم مظاهرات احتجاج بمناسبة زيارة بايدن للبلاد.

يُشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد لعبت دورا بارزا في حملة القصف الجوي التي نفذتها قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على بلغراد وأدت إلى طرد القوات الصربية من كوسوفو قبل نحو عقد من الزمن.

ويُعتبر بايدن أرفع مسؤول أميركي يزور كوسوفو منذ إعلان الإقليم استقلاله عن صربيا في شهر فبراير/شباط من عام 2008.

وقد اعترفت الولايات المتحدة و50 دولة أُخرى باستقلال كوسوفو، لكن هنالك أكثر من 100 دولة أُخرى في العالم، بما فيها صربيا وروسيا، لم تعترف باستقلال الإقليم بعد.

وكان بايدن قد أجرى في وقت سابق محادثات مع رئيس كوسوفو، فاتمير سيجديو، ورئيس الحكومة، هاشم تاجي، وقادة آخرين في البلاد.

كما تم تقليد بايدن، الذي يعزو العديد من سكان كوسوفو له الفضل بمساعدتهم بنيل استقلالهم عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ، الميدالية الذهبية للحرية، وهي أعلى وسام شرف في كوسوفو.

وقال بايدن أثناء حفل التكريم: quot;أنا لا أستحقها (أي الميدالية)، لكنني استلمتها باسم الولايات المتحدة.quot;

وعلى عكس الترحيب الحار الذي لقيه في كوسوفو، كان في استقبال بايدن لدى زيارته لبلغراد المئات من رجال الشرطة الذين انتشروا في شوارع المدينة التي شهدت احتجاجات للقوميين الصرب الذين عبَّروا عن غضبهم حيال الولايات المتحدة.

فقد رفع أعضاء في البرلمان الصربي عن الحزب القومي الصربي الراديكالي يافطات داخل البرلمان الذي خطب فيه بايدن، وقد كُتب عليها عبارات مناهضة للمسؤول الأمريكي الزائر ولبلاده مثل: quot;بايدن، أنت نازي وحثالة، عُد إلى بلادك.quot;

وكان بايدن قد قال في بلغراد إنه بإمكان كل من صربيا والولايات المتحدة فتح صفحة جديدة من العلاقات بينهما، وذلك quot;بغض النظر عن الاختلافات القائمة بين البلدين بشأن موضوع كوسوفو.quot;

وقال بايدن: quot;إن الولايات المتحدة لا تتوقع من صربيا، وأنا أشدد على ذلك، بأن تعترف باستقلال كوسوفو. وهذا ليس شرطا مسبقا لعلاقاتنا أو لدعمنا لصربيا لكي تصبح جزءا من الاتحاد الأوروبي.quot;

من جانبه، قال الرئيس الصربي بوريس تاديتش إن بلاده والولايات المتحدة يمكن أن يحققا تقدما quot;على أساس الحوار المتجذِّر على قاعدة الاحترام المتبادل.quot; إلا أنه أوضح بجلاء أن بلاده لن تتزحزح قيد أنملة عن مطالبها بشأن كوسوفو الذي أعلن استقلاله عن صربيا العام الماضي.

وأضاف تاديتش قائلا: quot;إن صربيا لا تعترف باستقلال كوسوفو، ولن تعترف به أبدا. فلصربيا الحق المشروع بالدفاع عن وحدة أراضيها بالطرق السلمية والدبلوماسية والوسائل القانونية المتاحة.quot;