تأكيد اميركي جديد...لا حلّ على حساب لبنان
بيروت: كانت بيروت محط متابعة لعواصم القرار في ضوء الزيارة التي يقوم بها المبعوث الاميركي جورج ميتشل لاطلاع المسؤولين اللبنانيين على نتائج محادثاته مع الاسرائيليين والفلسطينيين والاستماع الى وجهة نظرهم في شأن السلام ورؤيتهم للمرحلة المقبلة، ووصول المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي يعقد اليوم مؤتمراً صحافياً قبل مغادرته.
اكد الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل من بيروت ان اي حل للصراع العربي الاسرائيلي في الشرق الاوسط لن يتم على حساب لبنان موضحا ان للبنان quot;دورا اساسياquot; في التوصل الى الحل المنشود.وقال بعد اجتماعه برئيس الحكومة فؤاد السنيورة quot;نقول بوضوح انه لن تكون هناك اي حلول على حساب لبنان ونحن نتطلع قدما للعمل مع لبنان لبناء هذا الحل .ان لبنان سيلعب دورا اساسيا على المدى الطويل لبناء سلام شامل ودائم ومستقر في الشرق الاوسطquot;.وقال quot;زيارتي لبيروت كما للدول التي زرتها (...) تؤكد الالتزام القوي للرئيس الاميركي باراك اوباما لاحلال سلام شامل في الشرق الاوسط يضمن اقامة دولة فلسطينية كموطن للفلسطينيين في اقرب وقت ممكنquot;.
القرار 1701
وفي معلومات خاصة فان ميتشل الذي زار قصر بعبدا ولم يدل بأي تصريح كان مستمعا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اكثر منه متحدثا وأكد ان تنفيذ القرار 1701 هو في صلب اهتمام الادارة الاميركية ومطمئنا الى ان اي حل في المنطقة لن يكون على حساب لبنان.
اما الرئيس سليمان فابدى استعداد لبنان للمشاركة في اي مؤتمر دولي للسلام على اساس مرجعية مؤتمر مدريد والضمانات التي اعطيت للبنان في حينه مشددا على ان اي تسوية للمنطقة لا ترتكز على حل موضوع اللاجئين الفلسطينيين لا تجدي نفعا. كذلك لفت الى ان المرحلة الجديدة بعد الانتخابات هي مرحلة اصلاحات سياسية واقتصادية وتعزيز القوى العسكرية والامنية ومتابعة انعقاد طاولة الحوار.
لا حوار قريبا
في هذا الوقت، يتركز اهتمام المسؤولين اللبنانيين على المرحلة المقبلة واستحقاقاتها من انتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي وتسمية رئيس الحكومة الجديدة، وتشكيل الحكومة، ومضمون البيان الوزاري، ولا سيما ما يتعلق بسلاح المقاومة، في ضوء اعلان النائب سعد الحريري استعداده لإعطاء كل الضمانات وتشريعه في البيان الوزاري. واستبعدت اوساط سياسية مطلعة امكان عقد جلسة جديدة للحوار الوطني في وقت قريب بانتظار استكمال آليات عمل المجلس النيابي، وتشكيل الحكومة التي ستنضم إليها قيادات جديدة مثل الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والنائب نقولا فتوش، مشيرة الى ان الحوار رحّل الى ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
شروط الحريري
و ذكرت صحيفةquot;عكاظquot; السعودية ان طرح اسم النائب سعد الحريري لرئاسة الحكومة ليس نهائيا ودونه شروط وضعها رئيس كتلة المستقبل للقبول بهذه المهمة. وأفادت أن الحريري لن يقبل ان يكون على رأس حكومة تدير الأزمة، بل حكومة تملك رؤية اقتصادية واضحة، وقرارا سياسيا يحمي هذه الرؤية.
وقالت إن قرار وجوده على رأس الحكومة مرتبط بأسئلة قدمت للمعارضة حول التشكيلة، ومسألة الثلث المعطل إضافة الى اسلوب التعاطي السياسي مع الحكومة، معتبرة أن من غير المقبول على من يكون في الحكومة أن يعمد إلى معارضتها في الخارج.
الرسائل الامنية
على الصعيد الامني،توقفت اوساط سياسية عند عودة مسلسل الرسائل الامنية المتنقل بين المناطق بوجوه واشكال مختلفة امس الاول في جديدة المتن ثم في صيدا وامس في المديرية العامة للامن العام. وسألت عن مغزى ما يجري وسط ارتياح الجميع الى الانفراج السياسي السائد، مشيرة الى ان هناك متضررين من نجاح الانتخابات النيابية ونجاح الاكثرية فيها ومتضررين من تبريد الخطاب السياسي لدى كل الافرقاء.
المبنى الرقم 1
ففي تطور نوعي في زمانه ومكانه ، رصدت الأجهزة الأمنية امس عبوة ناسفة كانت معدة للتفجير في المبنى المركزي للمديرية العامة للأمن العام حالت العناية الإلهية دون تفجيرها والتسبب بسقوط ضحايا. فقد عثرت عناصر الأمن العام في المبنى الرقم 1 في المديرية في العدلية مع بداية الدوام الرسمي صباحا وأثناء كشفها على طرود بريدية معدة للارسال الى الخارج، على شحنة ناسفة كانت مدسوسة داخل طرد من بين الطرود البريدية العادية التي تصل يوميا الى المديرية. وعلى الفور تم استدعاء الخبير العسكري للكشف عليه فتبين انه يحتوي على مواد متفجرة من نوع quot;تي.ان.تيquot; وquot;سي.فورquot; بكمية تعادل نحو 200 غرام وساعة موصولة بجهاز خليوي معد للتفجير، غير ان عطلا تقنيا طرأ على بطارية الخليوي حال دون انفجارها.
التحقيقات
وأفاد الخبير ان البطارية التي تشحن ساعة التوقيت او تؤمن الكهرباء غير مثبتة وغير موصولة بشكل تقني لتعطي الاشارة اللازمة للساعة التي تحدد توقيت التفجير.
وعلى الأثر، أعلنت حالة الإستنفار في كل مراكز الأمن العام والقوى الأمنية . وحضر وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الى مديرية الأمن العام واطلع من اللواء وفيق جزيني على كل المعلومات المتوفرة ومسار التحقيقات في قضية الطرد.ورأس اللواء جزيني سلسلة من إجتماعات عمل مع كبار الضباط ورؤساء الوحدات لمتابعة التحقيقات التي بوشرت على كل المستويات وبإشراف النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا الذي تبينت له اسماء المرسلين واضحة، وسيتم استدعاؤهم للتحقيق معهم.
شبكات التجسس
و كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـquot;المركزيةquot; ان ما حصل ليس مستغربا بالمعنى الأمني والمخابراتي للقضية، في ظل الجهود الإستثنائية التي بذلت في الأسابيع الفائتة على مستوى كشف شبكات التجسس وتورط عدد من العسكريين في هذه الشبكات.
وأكدت ان دخول المديرية العامة للأمن العام على خط مطاردة وكشف الخلايا الموسادية جعلها مستهدفة الى جانب الأجهزة الأمنية الأخرى، وهو أمر كانت المراجع المختصة تتحسب له في ظل المعلومات التي توفرت قبل مدة غير قصيرة، حيث تم التعميم على مختلف الأجهزة من جيش وقوى أمن داخلي وأمن دولة ان ليس من بينها من هو في منأى عن مثل هذه العمليات .
رسائل جنبلاط
الى ذلك، لا يزال النائب وليد جنبلاط يرسل رسائل سياسية ايجابية في اتجاهات عدة وآخرها كلامه عن سورية والرئيس بشار الاسد. وفي هذا الاطار أوضحت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي أن اتفاق الطائف يتحدث عن شكل محدد من العلاقات اللبنانية ndash; السورية، لافتة الى أنه بقدر ما يقترب لبنان وسورية من الالتزام بتطبيق اتفاق الطائف بقدر ما نستطيع أن نؤسس لمرحلة جديدة خارجة عن مرحلة الاتهامات السابقة التي أضرّت بالطرفين. وقالت: لم نقصّر بالسوريين وهم لم يقصّروا بنا فالخلاف كان كبيرا ومحتدما، والخروج عن اتفاق الطائف من قبل النظام السوري في المرحلة السابقة أدى الى الإساءة الى العلاقات اللبنانية ـ السورية وفي حال أبدى السوريون رغبة بالتعاطي مع لبنان كدولة مستقلة عبر القنوات الديبلوماسية وإذا قدموا نموذجا جديدا في طريقة التعاطي مع لبنان تنطلق من احترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وفق ما ينص عليه اتفاق الطائف، يكونون بذلك حققوا ما يطالب به اللبنانيون.
التعاطي الإيجابي
و أشارت المصادر الى أن موضوع المحكمة الدولية أصبح في الخارج ولا يحق لأحد التدخل في مجريات عملها، وذكّرت بمواقف النائب سعد الحريري الذي صرّح قبل سنتين وقبل أن يصدر أي كلام عن النائب وليد جنبلاط، أنه مستعد لفصل العلاقات اللبنانية ـ السورية عن المحكمة الدولية وتاليا هو المعني الأول ويحيّد مصلحة لبنان عن المحكمة ونحن نجاريه في هذا الإطار، فإذا كانت مصلحة لبنان تقتضي إعادة إنتاج علاقات لبنانية سورية على قاعدة اتفاق الطائف والاحترام المتبادل فلن نقف في طريق هذا الموضوع كما أننا مشاركون في مجلس الوزراء الذي وافق ونظّم زيارات أكثر من مسؤول لبناني الى دمشق.وإذ نفت المصادر وجود أي اتصالات راهنا بين النائب وليد جنبلاط والنظام السوري، أوضحت أن استمرار التعاطي الإيجابي السوري مع لبنان من شأنه أن يؤسس لتعاطي إيجابي بين لبنان وسورية كدولتين وبين الأطراف اللبنانية المختلفة وسورية.
الاستقرارالداخلي
ولفتت الى أن الاتصالات مستمرة مع حزب الله وهناك جهوزية لعقد لقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب جنبلاط من دون تحديد أي موعد حتى الساعة.وذكّرت المصادر بأنه عشية الانتخابات وقبل أن تصدر النتائج الرسمية ومع ظهور الأرقام الأولية التي أظهرت فوز 14 آذار وفي غمرة الانتصار، تحدث النائب جنبلاط عن عدم عزل أي طرف أكان العماد ميشال عون أو حزب الله أو أي طرف داخل 8 آذار سواء نجحوا أو لم ينجحوا في الانتخابات، مؤكدة وجود مسؤولية كبرى لدى كل الأطراف الداخلية لفتح صفحة جديدة والانطلاق نحو مرحلة جديدة عنوانها الاستقرار الداخلي والعودة الى المؤسسات وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المختلفة لنستطيع مواجهة التحديات التي تبدأ بالملف المعيشي مرورا بالكهرباء ولا تنتهي بالدين العام، بالإضافة الى التحديات السياسية.
التعليقات