الأصوات المؤيدة لرئيسي quot;أملquot; وquot;المستقبلquot; لن تتجاوز الـ 100
فيتو quot;قواتيquot;- كتائبي على بري وآخر عوني على الحريري
علي حلاوي من بيروت :
عمليًا وقانونيًا، دخل لبنان منذ يوم 20 من الشهر الجاري مرحلة فراغ في السلطتين التشريعية والتنفيذية الى حد ما. فقد الرئيس نبيه بري لقب quot; دولة الرئيسquot; حتى اشعار الـ 15 يوماً، هي المهلة المحددة دستورياً لانتخاب رئيس للمجلس في جلسة يدعو اليها النائب الاكبر رئيس السن عبد اللطيف الزين.
وينتمي الزين إلى quot;كتلة التنمية والتحريرquot; التي يترأسها بري، ويبدو أن مسيرة رئيس حركة quot;أملquot;نحو الكرسي الأول في البرلمان لن تكون خالية من العقد والمطبات السياسية.

ولا أن عدد الأصوات الذي ضمنه حتى الآن من اصوات يكفل عودته إلى الرئاسة خصوصًا أن لا منافس له في طائفته. فقد حصل الرجل على تأييد معلن وواضح من نواب قوى المعارضة الـ 57 بمن فيهم نواب quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; الذي يترأسه النائب ميشال عون، بعدما كان quot;الجنرالquot; أعلن في تصريحاته بعد الانتخابات الى ان الرئيس بري سيكون مرشح quot;التيار الوطني الحرquot; لرئاسة البرلمان ، مما يشير الى انتهاء مرحلة العلاقات الباردة بين الرجلين والتي أوصلتهما إلى خوض معركة جزين الإنتخابية من موقع التنافس ، وما سبقها من عدم رضى عون عن التعيينات القضائية التي مررها بري . علما أن عون ونوابه لم ينتخبوا بري لرئاسة المجلس إثر انتخابات 2005.

وفي اطار حصد الاصوات المؤيدة لرئاسته ابلغ النائب سليمان فرنجية ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان الامين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله تأييدهما ودعمهما للرئيس بري باعتباره مرشح المعارضة الى رئاسة المجلس النيابي، والموقف ذاته يتخذه حزب البعث بنائبيه قاسم هاشم وعاصم قانصوه.

اما في المقلب الاخر فتدرس الغالبية النيابية بنوابها الـ 71 - مع احتساب المستقلين منهم كالنائبين ميشال المر ونجيب ميقاتي- كل الاحتمالات قبل الاقدام على انتخاب بري وهو خطوة مصيرية بالنسبة لها، خصوصا أنها عانت الامرين على ما تعلن ، بسبب مواقفه في المرحلة السابقة، وقد اتهمته مراراً بتعطيل المجلس وقفل ابوابه . وهي ترى ان التعامل مع رجل كالرئيس بري الذي يمتاز بالحنكة والمرونة السياسية لن يكون سهلاً ، خصوصا ان كثيرين من اقطاب 14 آذار/ مارس يصفونه بالخصم المعتدل . من هذا المنطلق تنقسم الآراء في قوى 14 آذار على نفسها حيال هذا الموضوع . ويبرز اتجاهان يقود أولهما رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط، الذي يعلن صراحة تصويت كتلته المكونة من 11 نائباً للرئيس بري لرئاسة المجلس، وبذلك يضمن بري ما مجموعه 68 صوتًا كفيلة انتخابه رئيساً مع اضافة صوتين مضمونين لبري مصدرهما النائبان ميشال المر ونجيب ميقاتي. اما موقف quot;تيار المستقبلquot; فلا يبدو بعيدا عن موقف جنبلاط .

وقد ذكرت مصادر في quot;المستقبلquot; لـ quot; ايلاف quot; إن تأييد انتخاب للرئيس بري بات محسوماً وغير قابل للتعديل، لكن التيار يعمل في شكل اساسي على شرح وجهة نظره لحلفائه المسيحيين وتحديداً لحزبي الكتائب وquot;القوات اللبنانيةquot;، من دون الضغط عليهما في هذا المجالquot;.

وتشير المصادر الى ان الغالبية لا تضع شروطاً على انتخاب الرئيس بري، ولكن مثلما يسعى هو الى ضمان اكبر عدد من أصوات النواب لانتخابه رئيسا للمجلس، يتطلع quot;تيار المستقبلquot; الى ان ينال مرشحه لرئاسة الحكومة النائب سعد الحريري رقماً يفوق المئة صوت في الاستشارات النيايبة، الأمر الذي يبدو مستبعداً مع اعلان quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; ومن ضمنه كتلة فرنجية التي تضمه مع ثلاثة نواب آخرين عدم تأييده لتكليف النائب سعد الحريري تشكيل الحكومة.

وفي النتيجة يتجه الصوت النيابي المسيحي الى رفض متبادل لكل من رئاسة بري والحريري لمجلس النواب والحكومة. فالفيتو الذي يضعه عون وفرنجية على سعد الحريري، يقابله فيتو أحزاب quot;القواتquot; والكتائب والوطنيين الاحرار والنواب بطرس حرب وفريد مكاري والنائب احمد فتفت من كتلة quot;المستقبلquot;، والذي صرح مراراً أنه سيصوت ضد اعادة انتخاب بري، وسيكون التعبير عن ذلك على غرار بقية الرافضين بالأوراق البيضاء لعدم تقدم أي نائب شيعي لمنافسته. واذا ما بقيت المواقف على ذاتها فإن الاصوات التي سينالها كل من بري والحريري لن تتجاوز المئة في اقصى تقدير من أصل 128 نائباً، وهذه نتيجة لا يحبذانها أبداً.