الجيش اللبناني يواجه مهمات صعبة في عيده الـ64

الفياضية: بدأت عند التاسعة من صباح اليوم الاحتفالات في الذكرى 64 لتأسيس الجيش اللبناني بحضور اربعة رؤساء هم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة والرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الدفاع الياس المر وكبار الضباط يتقدمهم قائد الجيش العماد جان قهوجي، وعدد كبير من الوزراء والنواب والمراجع الروحية وممثلي رجال الدين واعضاء السلك الديبلوماسي والقنصلي وقائد قوات quot;اليونيفلquot; وكبار القضاة والموظفين والمسؤولين النقابيين واهالي المتخرجين من الضباط.

وجلس الرؤساء الاربعة الى جانب بعضهم البعض، الرئيس سليمان في المقدمة، وإلى يمينه من الخلف قليلا الرئيس بري، وأبعد بقليل الى اليسار الرئيس السنيورة، وإلى يمين بري بسنتيمترات قليلة ولكن إلى الخلف، جلس الرئيس المكلف سعد الحريري.

وبعيد وصول رئيس الجمهورية إلى المدرسة الحربية في الفياضية للمشاركة في الاحتفالات بعيد الجيش اللبناني الرابع والستين توجه لوضع إكليل من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش. ثم إلى الملعب لاستعراض القوى يرافقه وزير الدفاع وقائد الجيش.

ثم تلا وزير الدفاع الوطني الياس المر مرسوم ترقية تلامذة ضباط قوى الجيش. بعده، تلا وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود مرسوم ترقية تلامذة ضباط قوى الامن الداخلي والامن العام، وبعد ذلك قام الرئيس سليمان بتقليد السيوف لضباط دورة العميد الشهيد نجيب واكيم في ثكنة شكري غانم في الفياضية.

وتم تسمية دورة تخريج الضباط الحالية في ثكنة شكري غانم في الفياضية بدورة العميد الشهيد نجيب واكيم الذي استُشهد ابان الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006.

كلمة الرئيس ميشال سليمان في احتفالات عيد الجيش

هذا وأستهل الرئيس ميشال سليمان كلمته في عيد الجيش بتسمية دورة الضباط المتخرجين بـquot;العميد الشهيد عماد واكيمquot;، مشيرا الى ان quot;العميد واكيم قدم دمه فداء للبنانquot;. وتوجه الى الضباط المتخرجين موضحا انه quot;انتم حماة الوطن وعنوان بقاءه، تاريخ جيشكم يدعوكم للالتزام بقسمكم وأنتم الذين عصيتم على العدو وانتصرتم عليهquot;.

وأوضح انه quot;لقد عانى لبنان منذ نشأة الكيان الاسرائيلي وكانت التضحيات ترخص للبنان فتصديتم لعدوانه، وقد حاول الارهاب وتحت ستر الدين وباستخدام المخيمات ان يوجه ضربة لكم كما نشطت شبكات الارهاب، الا ان سهركم أحبط كل المؤامرات لم تقو الأعاصير على زعزعة كياننا، انتم تدافعون عن الحدود مع اليونيفيل ومع ذلك ما تزال اسرائيل تخرق القرارات الدولية وخصوصا القرار 1701quot;، مشددا على quot;ضرورة تنفيذ هذا القرار وعدم تغيير اي شيء فيه وانسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلةquot;.

ورأى ان quot;القرار 1701 ليس السلاح الوحيد لتحرير الأرض ونحرص على قوات الطوارئ كما نحرص على جنوبناquot;. وأوضح ان quot;المؤسسة العسكرية تقدم المثال بصون الحريات ونبذ التعصب وقد شهدنا استحقاقات كبرى واكبت عودة الدولة الى أماكنها الطبيعية فكانت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وجنبنا الوطن الصراعات العالمية وأعاد للوطن صوتهquot;. وأوضح للضباط المتخرجين انه quot;اجتزتم بامتياز الاستحقاق الانتخابي والسياحة وهو دليل على دوركم بالحفاط على الأمن. ولا بد اليوم ان نقف وقفة مساءلة عما قدمناه كسياسييينquot;. وتساءل quot;ترى ما الذي يمنعنا من تحقيق حلم كل شهيد بوطن حر وديمقراطي وقيام دولة بعيدة عن الفساد؟quot;، داعيا quot;لوقفة ضمير الى جانب شهدائنا وشهداء المقاومة الذين وقفوا بوجه اسرائيلquot;.

وأشار الرئيس سليمان الى ان quot;التاريخ لن يرحم والشباب الذين شاركونا في الانتخابات والذين سيبلغون سن الـ18 والمغتربين الذين سيمارسون حقهم كلهم سيحاسبوننا اذا خذلناهم، فحرام ان نسجن الوطن بأرقام وصراعات ولنخرج الوطن من هذا الصراع، والعالم يثق بقدراتنا وما من زائر الا ويعرب عن اعجابه بحيوية الشعب اللبناني فما العلة اذا؟quot;. واستطرد quot;اذا كانت العلّة فينا كمسؤولين فلنرحل واذا كانت في الدستور فلنعدله واذا كانت في الطائفية فلنعالجها ولنضع قانونا يفضي الى الغاء الطائفية السياسيةquot;، موضحا ان quot;ذلك لا يعني عدم احترام مشاركة كل الطوائف فلا مبرر ان يتملكنا خوف في مقاربة هذا الموضوع كما لا يجب ان تكون لدينا خشية في مقاربة المفارقات الدستورية، التي ظهرت وخصوصاً المتعلقة بدور رئيس الجمهوريةquot;.

وأعلن ان quot;مسؤوليتي ونحن نجري المشاورات وفي هذا الاطار أؤكد من جديد دور رئيس الجمهورية الضامن للمشاركة ودوره الحامي للديمقراطية، بعد سنوات لم نكن نقرر فيها حيث كانت تدخلات خارجية في استحقاقاتناquot;.

وأشار الى ان quot;تأخر الحكومة يدعونا الى التفكير في الثغرات الدستورية وعلينا معا ان نبتدع لها المخارج. لذا امام حكومتنا مهمات كثيرة فهي تضم كل الأطياف وينتظر اللبنانيون منها أن تباشر عملية اصلاح واسعة في القطاعات الادارية والاقتصادية والمالية والخدماتية والاجتماعية بحيث تنقل البلاد لعتبة الحداثة والتطور والى مرحلة جيدة للخروج من الهدر والفساد والدين العامquot;.

ورأى انه quot;لا يقوم وطن الا بمقدار ما يتنازل كل منا لصالح الخير العام، ولا يجوز ان نقف مكاننا بل نسعى لحل مشاكلنا فالشعب تواق الى الاصلاح وتطبيق ما تبقى من اتفاق الطائف الذي هو ضمانة للجميعquot;.

وأوضح ان quot;اتفاق الطائف يجب ان يقرأ بتمعن ويجب تحديث المؤسسات لتحقيق الانماء وآخر ما ينتظره اللبنانيون غرق المسؤولين بالمشاكلquot;. وتوجه الى العسكريين أخيرا مصرحا: quot;ايها العسكريون لكم ان تكونوا مثالا للوطنية وبكم يطمئن الوطن الى غده ومستقبلهquot;.