بيروت، وكالات: حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الاثنين بيروت من مغبة دخول حزب الله الشيعي في الحكومة المقبلة. وقال نتانياهو لصحافيين خلال جولة في جنوب اسرائيل quot; ليكن واضحا ان الحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولية اي هجوم يأتي من اراضيها اذا اصبح حزب الله رسميا جزءا منها quot;. واضاف quot; آمل الا تحتاج اسرائيل للجوء الى رد من هذا النوع quot;. وكان نتانياهو يزور مستوطنين اسرائيليين سابقين من قطاع غزة تم اجلاؤهم منه ونقلهم الى منطقة لاخيش جنوب شرق تل ابيب.

وفي الوقت الذي ينظم quot;حزب اللهquot; لمهرجان 14 آب في الضاحية بيروت الجنوبية حيث من المتوقع ان يلقي السيد حسن نصرالله خطاباً وجه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون امس تحذيراً شديد اللهجة الى quot;حزب اللهquot; وقال في تصريح للإذاعة العامة الاسرائيلية: اذا مس quot;حزب اللهquot; شعرة لأحد ممثلي إسرائيل في الخارج او حتى لسائح، سيتحمل النتيجة التي ستكون قاسية جداً، وأضاف: نحن نتعامل مع هذه المعلومات بجدية كبيرة. نعرف ان quot;حزب اللهquot; عمل ولا يزال يعمل في مصر وفي بلدان اخرى على الإعداد لهجمات ضد المصالح الإسرائيلية. إن إسرائيل ستحمل quot;حزب اللهquot; ولبنان نفسه المسؤولية عن اي محاولة لاغتيال اسرائيليين في الخارج وستنتقم لذلك، والنتيجة بالنسبة الى quot;حزب اللهquot; ستكون على ما اعتقد خطيرة للغاية، وللبنان ايضاً. وتابع: من الأهمية ان ننقل هذا التحذير الى لبنان المسؤول عن quot;حزب اللهquot;.

وردا على التهديدات طمأن الرئيس نبيه بري اللبنانيين وقال انه يستبعد شن حرب إسرائيلية على لبنان في العام 2009 إلا إذا حصل تطور دراماتيكي غير محسوب، واضعاً التهديدات الإسرائيلية الأخيرة في سياق التهويل النفسي والإعلامي الذي لا يمهد بالضرورة لعدوان قريب.

واعتبر بري ان إسرائيل تضع في أولويتها خلال الاشهر المقبلة محاولة إضعاف الرئيس الاميركي باراك أوباما وإنهاكه، وبعد ذلك يمكن ان تطلق العنان لمخططاتها العدوانية، معتبراً ان اسرائيل باشرت في استنزاف اوباما والضغط عليه، مستشهداً في هذا المجال بالحملة العنيفة التي تنظم ضده في الولايات المتحدة من قبل الأوساط والمنظمات اليمينية، على خلفية الاعتراض على مشروع الإصلاح الصحي الذي يقترحه، والتي وصلت الى مستوى تهديد بعض اعضاء الكونغرس الديموقراطيين.

من جانبه قال رئيس المجلس التنفيذي في quot;حزب اللهquot; السيد هاشم صفي الدين انه إذا كان تهديد وزير الحرب الإسرائيلي باراك جدياً، وأنا استبعد ذلك ولا ارجحه، فعليه ان يعلم انه اذا اخطأ او ارتكب حماقة ضد لبنان وضد جنوب لبنان فسيكتشف حينها ان حرب تموز وآب 2006 لم تكن الا مزحة بسيطة.

بدوره لم يخف رئيس quot;اللقاء النيابي الديموقراطيquot; وليد جنبلاط مخاوفه من احتمال قيام اسرائيل بشن حرب على لبنان واعتبر ان سوريا قادرة على حماية الدروز من تداعيات هذه الحرب. وقال في هذا السياق quot;ن الأوان لإجراء مراجعة شاملة لمواقفه السياسيةquot;.

جنبلاط وفي إحتماع حزبي رأى انه سيكون لهذه الحرب في حال حصولها تداعيات على الصعيد الداخلي في لبنان أبرزها اضطرار quot;حزب اللهquot; باعتباره يشكل رأس حربة في مواجهة العدوان الى التمدد باتجاه مناطق لبنانية غير موجود فيها بالأساس لحماية وجوده السياسي، quot;وهذا يستدعي منا التعامل بمرونة وانفتاح وتجاوز ما حصل من إشكالات بهذا الشأن في عدوان تموز (يوليو) 2006quot;.

وأضاف جنبلاط انه يدعو quot;تيار المستقبلquot; الى الانفتاح على quot;حزب اللهquot; وأن تواصل امينه العام السيد حسن نصر الله مع الحريري يجب ان يبقى قائماً لتبديد أجواء الاحتقان بين السنة والشيعة من جهة ولقطع الطريق على اية تداعيات يمكن ان تسهم في تأزيم العلاقة بينهما لما سيترتب عليها من آثار سلبية لا تخدم الرغبة في تحصين جبهتنا الداخلية لمواجهة كل الاحتمالات.

إلى ذلك قدّمت سفيرة لبنان لدى بريطانيا إنعام عسيران دعوة المملكة المتحدة الى اتخاذ موقف من التصريحات الاخيرة لكل من رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك اللذين هددا لبنان بتوجيه اعتداءات ضد أهداف لبنانية تشمل الدولة بمساحتها الكاملة وليس فقط ضد اهداف لـquot;حزب الله quot;.

وذكرت quot;النهارquot; وزير الدولة للشؤون الخارجية المعني بملف الشرق الاوسط آيفن لويس حاشى الانتقاد العلني لتهديدات رئيس وزراء اسرائيل ولوزير دفاعه بضرب لبنان خلال مقابلته مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مطلع الاسبوع الماضي غير انه أكد ان لندن ضد الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة الجوية اللبنانية والمتمثلة بالخروق اليومية، وكشف أن سفارة بلاده لدى اسرائيل وجهت مذكرة خطية في هذا الصدد الى وزارة الخارجية الاسرائيلية.