ما زالت قضية رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين تشغل بال الرأي العام اللبناني بسبب صلتها الوثيقة بحزب الله الذي أكدت مصادر مقربة منه لـquot;إيلافquot; أن علاقة ما تربط بين مشاريع عز الدين واستثماراته ومشروع quot;وعدquot; لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية بعد حرب تموز/يوليو 2006. وهناك مخاوف جديدة لدى الحزب من أن تتأثر مشاريع إعادة الإعمار القائمة هناك بتفليسة عز الدين في ضوء ما تتناقله أوساط الحزب عن مئات من ملايين الدولارات.

بيروت: لا يمر يوم في لبنان لا تتناقل فيه وسائل الإعلام اخبارًا خاصة بقضية إفلاس رجل الأعمال صلاح عز الدين، الوثيق الصلة بـ quot;حزب اللهquot;. ولكن الجديد في الأمر ما أكدته مصادر قريبة من الحزب لـ quot;ايلافquot; عن علاقة تربط بين مشاريع عز الدين واستثماراته ومشروع quot;وعدquot; لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية بعد حرب تموز/يوليو 2006. وتشير المعلومات إلى أن هناك quot;مخاوف جدية لدى الحزب من أن تتأثر مشاريع إعادة الاعمار القائمة هناك بتفليسة عز الدين في ضوء ما تتناقله اوساط الحزب عن مئات من ملايين الدولارات المخصصة لإعمار أكثر من 150 مشروعًا سكنيًا في الضاحية كانت مودعة لدى عز الدين، وبالتالي فإن مصير هذه المشاريع سيغدو مجهولاً، وعمليات البناء عرضة للتوقف في المستقبل القريب اذا لم تحصل هذه الاموال او لم تتوافر مصادر تمويل جديدةquot;.

وتضيف المصادر أن quot;جهودًا حثيثة تبذل واجتماعات تعقد على مدار الساعة منذ اعلان التفليسة بين مسؤولين في الحزب واصحاب المشاريع والمهندسين المشرفين عليها، وكذلك مع المستثمرين سعيًا إلى تطويق التداعيات وتأمين الاموال اللازمة كي تستمر أعمال البناءquot;.

وفي الموازاة تعمل اللجان الخاصة التي شكلها quot;حزب اللهquot; لمتابعة قضية الافلاس على قدم وساق من أجل حصر خسائر المودعين وأعدادهم، وأظهرت الارقام الأولية حسبما ذكرت مصادر quot; ايلافquot; ان العدد التقريبي للمودعين تخطى الـ 1500، وأن 75 % منهم من الجنوب اللبناني وتحديدًا من قضاءي صور وبنت جبيل، وثمة نسبة مودعين غير ضئيلة من قضاءي النبطية ومرجعيون- حاصبيا، وكذلك من الضاحية الجنوبيةquot;. وتضيف المصادر أنquot; اموال المودعين في مشاريع عز الدين ترواح بين الالفي دولار للشخص الواحد ونصف المليون دولار، إلا أن الغالبية الساحقة أودعته ما بين خمسين ألف دولار ومئة ألف . اما الرقم التقريبي للاموال فقد تخطى بحسب لجان quot;حزب اللهquot; الـ 300 مليون دولار، وهناك احتمال كبير أن يتضاعف هذا الرقم ( وذلك في مقابل المعلومات غير المسندة والتي تحدثت فور شيوع نبأ إفلاس عز الدين عن مبلغ يتجاوز الملياري دولار) quot; .

وفي حين يحاول الحزب جاهدًا النأي بنفسه عن اي علاقة تنظيمية تربطه بصلاح عز الدين لا يزال رائجًا في الوسط الشيعي عمومًا وأوساط quot;حزب اللهquot; خصوصًا تداول اسماء لقادة ومؤسسات تابعة للحزب وعلى علاقة وثيقة بالرجل، من امثال نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم والمسؤول عن لجنة التنسيق والارتباط وفيق صفا والنائب السابق امين شري، وإن كان بعض هذه الأخبار يبدو مبالغًا فيه. ويلاحظ أن هذه الموجة ترتكز على تقديم عضو كتلة الحزب النيابية النائب حسين الحاج حسن دعوى قضائية في حق عز الدين بجرم اعطائه شيكًا بمبلغ 200 الف دولار من دون رصيد، مما شكّل عامل ضغط على الحزب الذي اراد من تلك الدعوى على ما يبدو تبرئة نفسه من عز الدين والظهور مظهر المتضرر كغيره من المودعين بأفعال الرجل .

وتظل عبارة لرئيس المجلس التنفيذي في quot;حزب اللهquot; السيد هاشم صفي الدين عقب تسليم عز الدين نفسه، إذ قال: quot; لقد خدعنا صلاح عز الدين طيلة عشرين عامًاquot;، ماثلة في أذهان المودعين الذين ينظرون الى الحزب على أنه كان شريكًا وإن من حيث لا يدري في ضياع اموالهم. ففي رأي هؤلاء quot; إن علاقة الحزب الجيدة بهذا الرجل هي التي اوحت لهم الثقة والطمأنينة والأمان، وهي التي دفعتهم الى ايداعه اموالهم لقاء فوائد عاليةquot;.