في الجسم أجهزة متعددة ومنها الجهاز المناعي فهو يعمل في داخل كل الاجهزة الأخرى للدفاع عن الجسم ضد كل شئ يؤذيه كوسيلة لبقاء النوع البشري في معركة الحياة ،ولمّا كان عدد المحسِسات لايعد ولايحصى.


تختلف أنواعالحساسية الجسمانية (وفي مختلف أجهزة الجسم)تتنوع بالمكان الذي تظهر فيه ، في الحدّة والشدّة والشكل والاتساع والأعراض والعلامات وفترة بقائها وآلية اختفائها، كمية الجرعة المحسِسة التي دخلت الجسم او تعامل معها اضافة الى الفصل الذي تحصل فيه الحساسية ،وتلعب ايضاً عوامل الوراثة والوضع الصحي للشخص، دوراً مهماً في الوضع المناعي للانسان، علماً ان مصدر المحسِس ربما يكون نباتي او حيواني ، كيمياوي او فيزياوي ،والحساسية ربما تحصل جراء الاستنشاق أو الملامسة أو عن طريق الطعام والشراب او عن طريق ادخال مواد الى الجسم كما يحصل في زرق الابر او استخدام مواد تشخيصية.
والانسان ربما يتحسس من مواد غذائية ،الاصباغ التي تستخدم في الطعام او في مواد التجميل أو لأغراض أخرى ،من المبيدات والمعقمات ومن معطرات الجسم ومعطرات الجو، من الادوية ، من الشمس ومن الغبار والاتربة ،من حبوب الطلع، من المحروقات ومن ريش الطيور وعث الفراش..الخ

والحساسية ربما تظهر في كل الجهاز الجسماني الذي يتعامل مع المحِس او بجزء منه. والحساسية ممكن تصيب الجهاز التنفسي او الجهاز الهضمي او الجلد ..الخ.
لذا فواحد من أهم اجهزة الجسم الذي تظهر فيه أنواع الحساسيات هو الجهاز التنفسي كونه يتعامل مع ملايين الأنواع من المحسِسات التي يحملها الهواء الذي يتعرض له أي انسان يومياً.
وبشكل عام فان الحساسية هي تفاعل معقد جداً بين الجهاز المناعي لذلك الجزء من الجسم مع المحسِس، ينتج عن هذا التفاعل مواد بايوكيمياوية معقدة التركيب كالهستامين والذي يتسبب بظهور كل اعراض وعلامات الحساسية(كالاحمرار والحكة وغيرها) وربما تكون موضعية او عامة.
ان الأعراض والعلامات التي تصيب الجهاز التنفسي تتداخل بين الحساسية وبين الزكام ولكن يمكن التفريق فيما بينهما من خلال:ـ
1.الحساسية على الأغلب تحصل في فصل معين من السنة كالربيع او الخريف(وتسمى بالحساسية الموسمية) ـ وربما تحصل بفصول أخرى،وتتوقف بانتهاء الفصل أما الحساسية الدائمية فتحصل في أي وقت من أوقات السنة، بينما الزكام ليس له علاقة بفصل من السنة ولكنه يحصل جراء تعرض الشخص الى تغير بتيارات الهواء او عن طريق العدوى من شخص اخر.
2.الحساسية تمتاز بحكة العينين وافراز مواد مخاطية من الانف وكذلك العطاس وحكة الحلق، مع ضيق (صعوبة) التنفس ولايحصل ضيق النفس بالزكام الاّ جراء المضاعفات وبالتالي سيتحول من زكام الى مرضٍ آخر.
3.الحساسية لها علاقة بالعامل الوراثي والذي ربما يتم تحفيزه في أي وقت وبواسطة أي محفّز ،اما الزكام فليس له علاقة بالجينات الوراثية.
4.الانسان معرض للاصابة بالزكام عدة مرات وكذا الحال حين حصول النوبة التحسسية، علماً ان الحساسية ربما تزول او تختفي نهائياً.
5.هناك تحصين(تطعيم)ضد الحساسية وخصوصاً الموسمية حيث تتم اجراءات الاختبارات على الشخص المصاب لتحديد نوعية او أنواع الموادة او المواد المحسِسة.
أكثر انواع حساسية الجهاز التنفسي شيوعاً هي حساسية الانف حيث يُصاب بالانسداد وحكة شديدة والحرقان مع نزول مواد مخاطية ونوبات عطاس شديدة وفي الكثير من الاحيان تصاب الاذن بنفس الحساسية فتؤدي الى التهاب الاذن الوسطى والجيوب الانفية والتي تسبب الصداع الشديد. وتعد حبوب الطلع (حبوب اللقاح) والاتربة والغبار من المهيجات الرئيسة للحساسية التنفسية، وهذا لايعني عدم التحسس من مواد تعد مخرشة للنسيج المخاطي للانف او الغشاء المبطن للمسالك التنفسية، فالعطور والمعقمات المنزلية تعد من اخطر انواع المحسسات للجهاز التنفسي بل اكثرها مخرشة، علماً ان العامل النفسي يلعب دوراً في الكثير من الأزمات التحسسية، وقد تم تسجيل عدد غير قليل من الحساسية التنفسية جراء ريش الطيور والصوف وجلود العديد من الحيوانات خصوصاً البيتية كالقطط والكلاب، او جراء تلوث ادوات المنزل ببول وبراز تلك الحيوانات ، وكذلك من الحساسيات المعروفة حساسية الصرار التي تنتشر في البيوت.
وقد لاحظ العلماء ان الشخص المصاب بالحساسية التنفسية ربما لديه نوع واحد على الاقل من انواع الحساسية في اجزاء اخرى من جسمه كالاكزما ،وكذا الحال بالنسبة للعامل الوراثي حيث تم تسجيل العديد من حالات وانواع حساسية عند الأبوين لتظهر على شكل حساسية تنفسية لدى الابناء.

الربو....حالة مزمنة

أما الربو وهو حالة مزمنة غير جرثومية وغير معدية، ينعكس على شكل ضيق نفس ناتج عن التفاعلات البايوكيمياوية بين الجهاز المناعي وبين المادة المحسِسة فيسبب تورمات الأنسجة المخاطية وإفرازات مواد في داخل المسالك التنفسية وخصوصاً الدقيقة منها وكذلك التهابات موضعية في جدران القصبات وبالتالي تضييقها(وخصوصاً أثناء الليل والصباح الباكر) مما تؤدي الى سماع الصفير اثناء التنفس مع ضيق بالشهيق والزفير،الحالة تصاحبها سعال جاف او لزج ،الشدّة تتفاوت بين مريض واخر والوضع الصحي للمريض يلعب دوراً مهماً بحصول النوبة اضافة الى التعرض للرطوبة وانخفاض درجة الحرارة أو ارتفاعها والتدخين(الايجابي والسلبي) ،ويعد الأسبرين (ومن انواعه الاسبجك)من اخطر العلاجات حينما يستخدمها المصاب بحساسية المسالك التنفسية والذي ربما يودي بحياته.
بالنسبة للأطفال فقد تظهر الحساسية في الأشهر الأولى من العمر على شكل التهاب القصيبات ، وغالباً ماتكون أعراض وعلامات الحساسية التنفسية واضحة بين 4 ـ 5 سنوات من العمر.
لاحظ العلماء ان حشرة الفراش المنزلية(العث)هي السبب الأوسع في حصول الاصابة بالحساسية التنفسية ،فالعث حشرة كائن مجهري تتواجد في المخدة والفراش ولعب الاطفال والموبيليا والسجاد، وافرازاتها هي التي تسبب الهيجان التنفسي.
ان تكرار الاصابة بالرشح او التهابات المسالك التنفسية الفايروسية وخصوصاً لدى الرضع والاطفال تكون عاملاً مهما من عوامل الحساسية التنفسية، ولاحظ العلماء ان الرضع المولودين لأمهات مدخنات هم عرضة للحساسية أكثر من غيرهم من الأطفال.
التشخيص :ـ يتم من خلال
1.التاريخ المَرَضي للمصاب والتاريخ العائلي.
2.الفحص السريري.
3.الفحوصات الشعاعية.
4.فحص وظائف الرئة.
5.فحص البلغم.
6.فحص الدم.
7.اختبارات الحساسية.

العلاج:

1.موسعات القصبات، عن طريق الفم او بالوريد وللاطفال هناك جهاز اسمه (نوبيولايزر) يوضع على انف الطفل لغرض استنشاق موسع القصبات.
2.استنشاق الأوكسجين في الحالات الحادة.
3.الكورتيزونات اما عن طريق الفم او عن طريق الابر ،ولكن استخدام الكورتيزونات لها محاذير خصوصاً في الاعمار قبل البلوغ مسببةً لين العظام وقصر القامة وأكتناز الشحوم وارتداد السوائل فتؤدي الى زيادة الوزن ..الخ.
4.هناك علاجات محدودة الاستعمال تقوى وتدعم الجهاز المناعي للجسم.
5.وتبقى الوقاية مهمة جداً لتقليل حدة النوبة وكذلك تقليل عددها، ناهيك عن ان التوعية الصحية بالموضوع يعد مفتاح محاربة التحسس.
أثبتت الدراسات ان أكثر من 50% من الاطفال يشفون من حالة التحسس والربو في حالة استخدام وسائل الوقاية بشكل سليم والتي تتمثل بالابتعاد الكلي عن كل المحسِسات من خلال منع التدخين في البيت او حتى اقتراب المدخن من المصاب ،الحذر من استخدام المنظفات والمعقمات والاصباغ ، تجنب تربية الحيوانات في داخل البيوت، استخدام افرشة واغطية مصنوعة بشكل عام من القطن، تنظيف السجاد بين اوان واخر منعاً لتجمع وتكاثر حشرة العث، عدم استخدام المعطرات ..الخ بحيث يشمل المنع او الحذر كل المواد التي يُشتبه بها.
بامكان المصاب بالربو ان يمارس الرياضة ولكن بصورها البسيطة وليست التنافسية. الحامل المصابة بالربو يجب ان تكون تحت الرعاية الطبية كون قلة الاوكسجين تؤثر على الجنين علماً ان جميع ادوية الربو لاتؤثر لا على الحمل ولا على الجنين.

معلومات مهمة:
1.حساسية حبوب الطلع تكون اشد في حالة نزول الامطار ،اما في حالة حصول العواصف الرعدية فتكون النوبات اشد بسبب انفجار حبوب الطلع لتخرج منها حبيبات ادق تدخل في اعماق الرئة.
2.تأثير مخلفات الحيوانات المنزلية تبقى في البيت ما لايقل عن سنة.