كثيرا ما تتردد أخباروفاةرياضيين إثر سكتةقلبية وهي غالبا ما تطالفئةيظن أنها محميةمن الأعراض الفاجئة للموت كونهمتمارس الرياضة.


صعق العالم هذا العام بوفاة رياضيين مشهورين بشكل مفاجئ على الرغم من الاعتقاد بان الرياضيين بشكل خاص أقل الناس عرضة للنوبات القلبية والموت المفاجئ. في منتصف هذا العام توفيت لاعبة كرة القدم الفنزويلية فيرونيكا غوميز ولم تبلغ بعد 26 عاما بسبب أزمة قلبية وسبقها لاعب كرة القدم الايطالي بييرماريو موروسيني الذي مات وهو في ذروة مشاركته في دورة المنافسات الايطالية لكرة القدم. واستطاع الطب من انقاذ زميل بريطاني له بينما لم يتمكن الأطباء من انقاذ حياة لاعب كرة الطائرة الايطالي فيغور بوفولينتا لان نوبة قلبية ادت الى وفاته.

وخلال هذا الصيف خسر العالم بطل السباحة النروجي الكسندر دالي اون، وكان قد انتزع ذهبية بطولة العالم في حزيران( يوليو) عام 2011، فكل محاولات الاطباء لانقاذه باءت بالفشل بعد ان توقف قلبه عن الخفقان.
والملفت ان الوفيات بين الرياضيين بسبب نوبات قلبية كثرت في السنوات الاخيرة حسب تقارير لجنة الرياضة الدولية، ما دفع الى طرح السؤال هل الرياضيون عرضة للنوبات القلبية بشكل خاص وما هي الأسباب؟
يقول تقرير وضعه الدكتور شتيفان كريمر المتخصص بأمراض القلب من كلية الطب في جامعة توبنغن الالمانية تتكرر حالة الموت المفاجئ وسط الرياضيين أيضا خلال ممارستهم الرياضة وكل التشخيصات تدل على ان سبب الموت هو توقف القلب عن العمل، وأغلب المسببات هي اعتلال عضلة القلب الضخاميquot; اتش سي امquot; او التهاب العضلة القلبية. وافضل الوسائل من اجل الكشف المبكر عن هذه المخاطر الكبيرة هي إجراء فحوصات عن طريق الرنان المغناطيسي.

وفي ما يتعلق بالموت المفاجئ للرياضيين الشباب فالسبب هو في أكثر الحالات الاصابة باعتلال عضلة القلب الضخامي، وهو يصيب بشكل عام مرضى ضغط الدم المرتفع وتضيق الصمام الأبهري. فعضلة القلب تضطر لبذل جهد أكبر لضخ الدم أمام مقاومة أعلى من المعتاد والمتمثلة في ارتفاع ضغط الدم في الدورة الدموية الكبري او بسبب الجهد الكبير نتيجة صمام قلب ضيق. ويضيف الدكتور كريمر القول ان نمو عضلات القلب ( اي ان حجم القلب يصبح اكبر) لدى الرياضيين الشباب هي حالة عادية نتيجة للتمارين الجسدية المكثفة التي يقومون بها ، لكنها تصبح حالة خطيرة عندما يؤدي حدوث سماكة غير متماثلة في الحاجز البطيني الى سماكة غير متماثلة ايضا بين البطين الايمن والايسر من القلب، عندها يحدث تثبيط لتدفق الدم من البطين الايسر الى الشريان الأبهر، وهذه الحالة تسبب الموت عند بذل جهد جسدي كبير جدا، كما هي الحال مع الرياضيين.

إلا ان النمو غير المنتظم لعضلات القلب ليست نتيجة تدريب خاطئ بل له مسببات جينية أيضا. فمع أغلب الناس الذين لا يمارسون رياضة مرهقة جدا ، لا يمكن الكشف عن هذا التحول الجيني لعدم توفر الفحوصات السريرية الجيدة. والخطر من اعتلال عضلة القلب الضخامي ان الرياضي نفسه لا يشعر باي نمو غير متماثل في الحاجز البطيني، كما وان هذا الاعتلال لا يلحظه الطبيب دائما وبشكل واضح عند اجرائه تخطيطا للقلب او فحصا بالموجات فوق الصوتية، لذا فان أفضل الوسائل هي اجراء فحص بالرنان المغناطيسي، لانه يظهر بدقة حالة كل أعضاء الجسم والقلب أيضا، ما يمكّن من وضع صورة واضحة عن الحاجز البطيني اذا ما كان قد تضخم بشكل غير عادي ويسهل التشخيص ما اذا كان التضخم يعود الى إرهاق جسدي أو عامل جيني.

في نفس الوقت يحذر الدكتور كريمر محبي ممارسة الرياضة بعدم العودة بسرعة الى التمارين بعد اصابة صعبة بالبرد ولم يتماثلوا تماما للشفاء. فهذا قد يشكل خطرا اذا كانت الاصابة تخفي التهاب في عضلة القلب. فالارهاق الجسدي نتيجة الرياضة من المحتمل ان يؤدي في الكثير من الحالات وبسبب استمرار تواجد فيروسات( فيروسات البرد) في الجسم الى عدم انتظام دقات القلب وحتى الى توقف عمل القلب، وهذا يمكن ان يكشفه تخطيط للقلب او تخطيط صدى القلب.

لكن بناء عليه هل يجب ان يخضع كل رياضي محترف بشكل دائم لفحوصات الرنان المغناطسي؟

هنا يقول الدكتور كريمر ان اجراء هذا الفحص دائما امر مبالغ فيه، لكن بالنسبة للرياضيين المحترفين والذين يريد تسجيل نتائج عالية جدا، كما هي الحال مع لاعبي كرة القدم، فان اجراءه ضمن الفحوصات الطبية العادية التي يجرونها بشكل منتظم كل سنة، افضل. ويمكن للرياضيين الهواة اجراء هذا الفحص كل عامين، فلقد دلت دراسات لمعاهد رياضية في المانيا على وجود حالات التهابات لعضلة القلب بين التلاميذ.