بغداد: تثير ظاهرة ازدياد أعداد ضحايا ( عضّة الكلب ) في العراق قلق المواطنين والجهات الصحية مع استمرار انتشار قطعان الكلاب السائبة في الطرقات والساحات .
يتخوف مسؤلون من انتشار الأمراض التي يمكن ان تنتقل عن طريق الكلاب ، لاسيما وأنها تودي بحياة العديد من الاشخاص بسبب إصابتهم بداء الكلب الذي استشرى في أغلب المحافظات العراقية, خصوصا بين الأطفال الذين تقل عندهم المناعة ضد الفيروس الذي تحضنه تلك الكلاب. ومن ضحايا هذه الظاهرة الطفل أيوب احمد (9 سنوات) الذي تعرض الى هجوم كلب سائب وهو في طريقه الى مدرسته الريفية في قرية العوادل جنوب محافظة بابل(100 كم جنوبي بغداد ).
وفي ناحية الحمزة الغربي ( 110 كلم جنوبي بغداد) توفي صبي لإصابته بالسعار نتيجة عضة كلب، سببت له التهابات في الدماغ اصيب بها بسبب السعار وهو مرض يؤدي إلى التهاب حاد في الدماغ ويصيب الإنسان ومعظم الحيوانات. وما يزيد من مخاطر الظاهرة ضعف الوعي الصحي ، وتقاعس البعض عن علاج ( عضة الكلب ) ، في ظل ارتفاع واضح في اعداد الضحايا. ويشير سعيد القريشي ( مراقب صحي ) الى مجاميع الكلاب التي تجد في الجيف وأكوام القمامة ، مرتعا خصبا للتغذية ، حيث تتناسل في الأماكن الواقعة على هوامش المدن .
التوالد المستمر
ويشير القريشي الى نحو عشرة من الجراء الحديثة الولادة والتي تتجول حول مكان للقمامة ليس بعيدا عن الاحياء السكنية في دلالة على التوالد المستمر لهذه الحيوانات مما يزيد من أعدادها. وتتناسل الكلاب بسرعة ، وتلد أنثى الكلب مرتين في العام الواحد، تنجب فيها خمسة إلى ستة جراء تقريباً. ويخمّن الطبيب البيطري حميد كامل أعداد الكلاب السائبة في كل محافظة عراقية بنحو أربعين الف كلباً ، و يقدر عدد الأشخاص الذين يصابون بداء السعار، نحو عشرين شخصا شهريا في كل محافظة بحسب كامل. وينتشر مرض (داء الكلب) في الكثير من دول العالم ويتسبب بوفاة ما لا يقل عن 50000 شخص سنوياً ومعظمهم من الأطفال.
وبحسب دراسة لجامعة بغداد فان أعداد الكلاب السائبة في بغداد وحدها يبلغ نحو مليون كلب العام 2008 . وإذا اخذنا بعين الاعتبار التكاثر السريع للكلاب فان هذا العدد قد وصل الى الضعف عبر السنوات التالية لذلك العام .
أساليب القتل
يقول المحامي أركان ماجد ان قانون العقوبات العراقي ينص على معاقبة مالك الحيوان الذي يتسبب في أذى الناس . سعد حميد ، معلم ، يعاني كثيرا من كثرة الكلاب السائبة في الساحة أمام بيته ، مما اضطره الى استخدام مواد سامة لغرض التخلص منها . وسمّم حميد بقايا الأكل واللحوم الموجود في القمامة قرابة منزله على أمل التخلص من الكلاب لكن ذلك لم يجد نفعا واستمرت الكلاب في التناسل . ويلجأ بعض المواطنين ايضا الى الاستعانة بحبوب (الستركلين) السامة و ذخيرة البنادق للتخلص من الكلاب اضافة الى استخدام الاغذية السامة. ويقول حميد إن حملات قتل الكلاب التي جرت في أكثر من مناسبة من قبل الجهات البلدية والبيطرية لم تثمر عن نتيجة.
ويتابع : الأمر لا يقتصر على الكلاب السائبة ، فلطالما تعرض مواطنون الى عضات كلاب الحراسة التي تحرس البيوت والمزارع وكذلك كلاب الفلاحين في القرى وأصحاب المواشي في المدن .
واحدى الحالات ما تعرض له مربي الماشية ، ابو مطر ، الذي تعرض لهجوم كلب شرس في منطقة الشوملي جنوب محافظة بابل . يقول أبو مطر: امتلك ثلاث كلاب تحرس القطيع تشتبك في الغالب في معارك مع كلاب سائبة ، وبسبب قربي من الواقعة ومحاولتي طرد الكلاب الغريبة تعرضت الى عضة في الفخذ مما استدعى نقلي الى المستشفى . ويمتلك بعض العراقيين كلاباً شرِسة وتصنف على انها خطرة لأغراض الحراسة والدفاع عن النفس.
التعليقات