أصبحت تطبيقات الهاتف الذكي نمط حياة لا غنى عنه لملايين الأشخاص في أنحاء العالم ، وخاصة الولايات المتحدة حيث تُستخدم في الحياة اليومية من التسوق واللعب والقراءة الى المواعيد والتعلم وأشياء كثيرة يمكن الوصول اليها بأطراف الأصابع.


قالت الاميركية اماندا سولواي انها تستخدم هاتفها الذكي حتى وهي نائمة. ففي كل ليلة تفتح سولواي تطبيقا على هاتف آيفون يُسمى quot;دورة النومquot; Sleep Cycle وتحضن هاتفها ثم تستغرق في النوم. ويراقب هذا التطبيق أنماط نومها ويوقظها في الوقت الذي تختاره.

وقبل ان تغادر سولواي الفراش تلقي نظرة على الهاتف لمعرفة أحوال الطقس في ذلك اليوم ثم تدخل عالمها الخاص عن طريق فايسبوك والبريد الالكتروني. وكل ذلك عن طريق هاتفها الذكي. وحين تغادر البيت تربط سماعاتها بالهاتف كي يبحث لها عن موسيقى تمشي على أنغامها الى الجامعة بفضل التطبيق المتاح في هاتفها. وبين المحاضرات يهتز تطبيق التقويم لتذكيرها بمواعيدها المهمة قبل 10 دقائق.

ولدى سولواي أكثر من 100 تطبيق على هاتفها كل تطبيق منها يؤدي غرضا مختلفا. فهي تستخدم تطبيقا مصرفيا لتسديد فواتيرها وتدقيق رصيدها وآخر لمعرفة مواعيد وصول الحافلات ومغادرتها وتبعث برسائل نصية الى أصدقائها بتطبيق مختلف وتحرر صورها الفوتوغرافية بواحد من 18 تطبيقا مختلفا خاصة بالصور. في غضون ذلك يعتمد ملايين الأميركيين الآن على كومبيوترات جيب للتسوق والقراءة والتعلم وعقد صداقات والتعلم وممارسة التمارين الرياضية والتقاط الصور ومعرفة الأماكن واتجاهات الوصول اليها.

وأطلق نمط حياة الأميركيين المرهون بتطبيقات هواتفهم ثورة جديدة في عالم الكومبيوتر انتشر أسرع من أي ثورة تكنولوجية قبلها. ولاحظ محللون ان العالم أقبل على الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية بسرعة تفوق 10 مرات سرعة اقباله على الكومبيوترات الشخصية في الثمانينات وتفوق مرتين سرعة اقباله على الانترنت في ذروة انتشارها إبان التسعينات و3 مرات سرعة اقباله على الانضمام الى شبكات التواصل الاجتماعي في الألفية الجديدة ، كما نقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن مصدر في شركة quot;فلاريquot; التي تتابع تطور التطبيقات.

ولكن هذه الحقبة الجديدة في الصناعة الالكترونية الاستهلاكية بدأت في الواقع بعد عام على ظهور اول هاتف ذكي. ففي عام 2008 فتحت شركة ابل الأبواب الرقمية لمخزن تطبيقاتها الذي كان بمثابة سوق على الانترنت للمبرمجين في انحاء العالم يبيعون فيها تطبيقاتهم الجوالة. واستطاع مبرمجو آيفون من ابل والهواتف العاملة بنظام اندرويد التشغيلي من غوغل أن يوظفوا أدوات ليست متاحة على غالبية الكومبيوترات الشخصية مثل الشاشات اللمسية والكاميرات واجهزة الاستشعار والبوصلة وتقنية تحديد المواقع والارتباط بالانترنت خلويا وحقيقة ان الأشخاص اصبحوا يحملون هذه الأجهزة معهم طوال الوقت. وسرعان ما ظهرت تطبيقات تغطي عمليا كل الاحتياجات اليومية.

وفي غمرة هذه الثورة التكنولوجية الجديد اصبح الاميركيون لا يبالون كثيرا بخصوصيتهم بعدما كانوا يحمونها بغيرة ، كما على سبيل المثال بريدهم الذي كانوا يعتقدون ان ليس من حق أحد ان يطلع عليه وما فيه من رسائل. ولكن هناك اليوم شركات تقدم خدمة البريد الالكتروني مجانا مقابل الاطلاع على الرسائل الواردة لتوجيه المواد الاعلانية في ضوئها.

وفي حين ان إعدادات الخصوصية قد تبدو هلامية فان الاشخاص هم الذين يختارون في النهاية ما يريدون تبادله وتقاسمه مع الآخرين على الانترنت وكيف يبثون هذه المعلومات.وقالت الكاتبة شيري تاركل لصحيفة كريستيان ساينس مونتر quot;ان ترتكز حياتي على تكنولوجيا واحدة فان هذا أمر مريح جدا ومخيف جداquot;.