يشعر الأهل بالتوتر والقلق حيال اكتشاف أطفالهم لأعضائهم التناسلية، فقد يلجأ البعض الى ردود فعل سلبية تنطوي على سلوك عنيف لمجرد ان يلمس الطفل&الأمكنة الحساسة في جسده، إلا ان الطب يرى في تلك التصرفات مرحلة تطور لاكتشاف الجسد تزول مع الوقت.


سان خوسيه: يقول طبيب الأطفال فلورنسا بولكاني مارتنيس في تقرير له بمجلة هيومين جورنال الطبية ان سلوك الطفل الجنسي يبدأ بعد فترة قصيرة من الولادة، فالكثير من الأطفال ينظرون الى أعضائهم التناسلية خاصة الصبيان بحشرية، وعليه فان تصرفاتهم البدائية تؤكد إدراكهم غير الواعي لوجودها.

فالطفل في سن مبكرة يجد يديه للمرة الاولى خاصة عندما يكون مستلقيا على ظهره فتقع عيناه عليها وهو يحركها في الهواء فينظر اليها مبهوتا وقد يعثر على أصابع قدميه فيجد متعة في الوصول اليها والامساك بها ووضعها في فمه، وليس غريبا ان يبدي نفس الاهتمام حينما يرى أعضائه الجنسية فيحاول الامساك بها والتلهي بها عبثا كما يلهو بأذنه او أصابع قدميه، لذا فان اللعب بالأعضاء التناسلية أمر شائع بين الأطفال من الجنسين ما بين سن الثانية السادسة من العمر.

العادة لا ترتبط بالمشاعر الجنسية

وحسب رأي مارتنيس فان لعب الأطفال بأعضائهم التناسلية لا يدل على ان الطفل لديه مشاعر جنسية وانما تعني ان العضو الجنسي عنده ذو فعالية يجتذب انتباهه منذ صغره وقد يلاحظ الوالدان أثناء مراقبة أطفالهم الذكور والإناث على السواء خلال سنيهم الأولى انهم يقومون بمداعبة أعضائهم التناسلية فيجب ان لا يقعوا في خطأ الظن بانها تعادل عادة اللعب والاستنماء عند الكبار، وانما تدل على وجود ردود فعل لدى استكشاف تلك الأعضاء.

وهذه المداعبات البريئة قد تلازم الطفل فتشغله زمنا غير قصير لكنها عادة ما تكون عابرة ولا تتخذ في نفسه حيز العادة بل ينساها كما ينسى كثيرا من حوادث وقعت له في صغره، ولا يتشابه الأطفال في سلوكهم الجنسي المبكر بل يختلف بعضهم عن بعض بنسبة الاختلاف بين البيئات والعادات والتربية البيتية.

ويدرك مارتنيس مخاوف الأهل لكن يقول ان بعض الآباء والامهات يشعرون بالفزع لدى استكشاف أطفالهم لأعضائهم الجنسية، لكن هذا الفزع غير مبرر ولا يجب أبدا اللجوء الى تعنيف الطفل أو إنزال العقوبة به او إظهار الاشمئزاز، فقد يحدث ذلك أثرا ضارا على العادات التي تغرس في الطفل، وتؤدي بالفعل الى تحويل انتباهه الى الجهة لتي لا يريدون ان يركز انتباهه عليها.

عادة تغيب مع الوقت

وينصح مارتنيس بعدم إبداء الاهتمام والتعامل بلين مع الطفل والتحدث معه كما يحدث عندما يتحدث الأب أو الأم معه عن عادات غير مستحبة مثل إدخال الاصبع في الانف او التمخظ بكم الثوب. فقد ثبتت التجارب ان عادة اللعب بالأعضاء التناسلية تهمل مع الوقت عند غياب عنصر التعنيف او انزال عقوبات. فهناك اباء يصل بهم التعنيف الى ربط ايدي اطفالهم، او القول بان هذه العادة ستمرضه او تضعف ارادته او انها خطيئة مميتة او عادة قبيحة او التهديد بانه سوف يفقد قضيبه اذا ما استمر.

ويؤكد الطبيب ان لعب الاطفال بأعضائهم التناسلية لا يسبب أي أذى نفسي أو عقلي ولا يضعف القوى لكن اذا كان الطفل يكثر منها فعلى الوالدين الهاءه بامور جميلة يحبها وتثير انتباهه واهتمامه وإتاحة فرصة اللعب مع أقرانه مع مراقبتهم من قبل انسان يعرفونه او قريب يرشدهم الى الأمور الصحيحة.

وحسب التقرير الطبي فان الاطفال الذين يلعبون بأعضائهم التناسلية بكثرة هم غالبا تعساء أو ربما من مشكلة ما فهي ليست سوى وسيلة من الوسائل العديدة التي يظهرون بها اضطراب أمورهم. عدا عن ذلك فان التجارب التي اجريت في عدد من رياض الأطفال أظهرت ان الأطفال الذي يولون أعضاءهم الجنسية أكثر من اهتمام عابر يكونون في تصرفاتهم الأخرى اكثر انفعالا وتوترا من غيرهم مع غلبة الخجل على سلوكهم.