ينظم فندق "بارك حياة فينا" ذو الخمس نجوم السهرات الثقافية للكلاب، ويتيح للناس الإقامة بصحبة كلابهم أو قططهم، ويسعى أن يكون صديقاً للحيوانات الأليفة على أفضل وجه ممكن.

إذا رغب الضيف في قضاء ليلة في العاصمة النمساوية بدون اصطحاب كلبه، ولكن لا يرغب في أن يشعر حيوانه الأليف بالوحدة في غرفة الفندق، فبإمكان موظفي الفندق المساعدة في هذا الموقف.

فبالإضافة إلى حاجة الكلاب المعتادة لقضاء حاجتها، يمكن أن يرتب الفندق لاصطحاب أحد الموظفين للكلب إلى المسرح.

تقول مونيك ديكر، المديرة العامة للفندق: "إذا رغب الحيوان الأليف في الذهاب لحضور الأوبرا بمفرده فيمكننا أن نحجز له تذكرته إذا كانت دار الأوبرا تسمح بذلك، وإذا رغب في حضور عرض 'السيدة الفراشة' فعلى الرحب والسعة".

في غضون ذلك، طلب ضيوف آخرون كانوا يصطحبون كلابهم من الفندق ترتيب مواصلات خاصة للكلب بمفرده.

وعن ذلك تقول الآنسة ديكر: "كان هناك كلب استقل سيارة ليموزين لأن أصحابه الضيوف كانوا في مكان آخر، وفجأة رغبوا في أن يلحق بهم كلبهم. بالنسبة لنا، كل شيء متاح وممكن".

"كلاب مهمة جداً"

بينما لا تقدم الفنادق الصديقة للحيوانات الأليفة نفس مستوى من الخدمات التي يقدمها فندق "بارك حياة فينا"، إلا أن ذلك يشي بالنمو الكبير في السنوات الأخيرة في عدد الفنادق التي تسمح للناس بالإقامة فيها باصطحاب كلابهم، وقططهم، وغيرها من الحيوانات الأليفة.

الفندق مايلستون في قلب لندن لديه موظفون يصطحبون الكلاب للتمشية، أو لقضاء حاجتها

ويقول موقع "هوتيلز دوت كوم" على الإنترنت: "لقد شهدنا زيادة كبيرة في الطلب على الفنادق الصديقة للحيوانات الأليفة، وكذلك في عدد النزلاء الراغبين في السفر مع حيواناتهم الأليفة. والطلب يزداد عاماً بعد آخر، مع وجود نسبة كبيرة من الفنادق حول العالم لا تسمح فقط بإقامة الحيوانات الأليفة، ولكن أيضاً تروج لهذه الخدمة".

ويقول الموقع إن ربع الفنادق المسجلة لديه، والبالغ عددها 325 ألف فندق حول العالم، تسمح للناس بالإقامة مع حيواناتهم الأليفة.

وبالنسبة لمعظم الفنادق الصديقة للحيوانات الأليفة، يتعين على النزلاء الراغبين في اصطحاب حيواناتهم أن يدفعوا مبلغاً إضافياً في البداية.

على سبيل المثال، فإن برنامج "الكلب المهم جداً" الذي يقدمه فندق بارك حياة فينا يكلف 35 يورو (40 دولار). أما الطعام والخدمات الأخرى، مثل اصطحاب الكلب لقضاء حاجته، أو مصاحبته للخروج في أوقات محددة، أو في رحلة إلى الأوبرا، فهناك مبالغ إضافية مقابل ذلك.

فطائر اللحم

وتقول جورجيا وود، التي تعمل موظفة للاعتناء بالحيوانات الأليفة في فندق مايلستون في وسط لندن، إن الفندق "يقدم كل ما في وسعه لتستمتع الحيوانات الأليفة بإقامة طيبة هنا كنزلاء".

وتضيف: "نقوم بإرسال نموذج لتعبئته عن سلوك الحيوان الأليف قبل وصول صاحبه إلى الفندق، وأنا فقط أسأل عن سلالة الكلب، وحجمه، وإذا كان لدى الكلب طعام مفضل."

وتتابع: "وعندما نحصل على هذه المعلومات، يمكننا بعدها أن نجهز الغرفة المناسبة، ونعد فراش الكلب قبل الوصول".

وبالإضافة إلى توفير خدمة اصطحاب الكلب للتمشية، أو لقضاء حاجته، يوجد لدى فندق مايلستون قائمة طعام زاخرة للكلاب والقطط، والتي يمكن طلبها في الغرف على مدار 24 ساعة في اليوم.

وتشمل الأطباق "فطائر اللحم" (عبارة عن فطيرتي بطاطس مشويتين مع نقانق كبيرة بسعر 5.5 جنيه استرليني)، وكذلك "ميني منشر" (وهي قطع من اللحم تقدم مع بطاطس مهروسة بسعر 7.50 جنيه استرليني).

تكلفة الأضرار المحتملة

تقول وود إن الفندق يستضيف ما معدله من ثلاثة إلى أربعة حيوانات أليفة في الأسبوع. وغالباً ما تكون هذه الحيوانات من الكلاب أو القطط، ولكن أحياناً يصطحب النزلاء حيوانت أخرى مثل الببغاوات، والأرانب.

إذا وصل النزيل مع حيوان أليف، فمن المفضل أن يكونوا واثقين بأن الحيوان يتصرف بطريقة حسنة، لأن فندق مايلستون والزاخر بأثاث تقليدي، يتقاضى 1000 جنيه استرليني قابلة للاسترداد كتأمين في حالة حدوث أي أضرار للأثاث.

وتقول كريستسن فالتون، المسؤولة عن العناية بالأثاث في فندق شسترفيلد مايفير بوسط لندن، إن الفنادق التي تسمح للحيوانات الأليفة بالنزول فيها تتميز بكرم الضيافة.

وتضيف: "فهي تجعل النزيل يشعر بأن الفندق عبارة عن بيته الذي يقيم فيه".

وتتابع فالتون: "فريقنا يستمتع بالجدية التي نتعامل بها مع استضافة حيوانات أليفة في الفندق، سواء كان ذلك في مساعدة الكلاب لقضاء حاجتها، أو الجلوس مع الحيوانات لرعايتها بينما يكون أصحابها يقضون وقتاً ممتعاً في لندن."

وتقول فالتون إن العديد من إن العديد من موظفيها لا يستطيعون إقتناء حيوان أليف لأسباب متعددة، "وهذا يعطيهم فرصة لمصاحبة حيوان والمكوث بصحبته لبعض الوقت".

تسافر نادين قيصر، وهي مؤسسة جمعية خيرية للكلاب اسمها "وايلد أت هارت"، بانتظام إلى البلدان الأوروبية بصحبة زوجها وكلبين ترعاهما، وهما "بالي" من فصيلة رومانيان شيبرد، و"آيفي" من فصيلة روتويلر-لابرادور المهجنة.

يمكن للنزلاء الطلب من موظفي الفندق السهر على راحة كلابهم

وتقول قيصر: "السؤال الأكثر أهمية الذي نطرحه دائماً: هل يسمحون للكلاب بالإقامة في الفندق؟ البعض يسمح لهم بأجزاء معينة في الفندق، وهو أمر مناسب لنا، طالما كان بالإمكان أن يبيتوا معنا في نفس الغرفة".

وبالعودة إلى فينا، تقوم سولين دولايس، المديرة العامة لفندق بريستول الصديق للحيوانات الأليفة، باصطحاب كلبها بريكس إلى العمل كل يوم.

وتقول دولايس إنه لا يكفي أن تتسامح الفنادق مع وجود الحيوانات الأليفة، ولكن ينبغي أن تجعلها تشعر حقيقة بالترحاب.

وتضيف: "الترحيب بالنسبة للحيوانات الأليفة يحتاج إلى أن يكون صادقاً، وإلا فإن الأمر لا يتعدى في نظرك كونه مجرد دعاية وتسويق".

وتتابع بالقول: "كلبي مثل طفلي، لذا إذا تعامل الفندق بلطف مع كلبي، كما هو التعامل مع أم مع أطفالها، فإن ذلك يشكل لي سبباً للرضا الكبير".

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على صفحة BBC Entrepreneurship .