خاصية "Discover" في سناب شات تعرض محتوى من مجموعة من الناشرين

لم يعد تطبيق سناب شات يقتصر على التقاط الصور وإرسالها لصديق، بل أصبح وسيلة للمراسلة الفورية وتبادل ملفات الفيديو والاطلاع على أحدث الاخبار.

لكن هل يعرض التطبيق محتوى غير لائق؟ وهل بات الأطفال في خطر؟

هذا هو محور دعوى قضائية مثيرة للاهتمام كشف النقاب عنها يوم الخميس.

وتركز القضية على خاصية "Discover" (اكتشف) الموجودة في التطبيق، حيث يهتم بها الناشرون بشدة كوسيلة لعرض أنفسهم.

وتتضمن الخاصية محتوى مخصصا لسناب شات، من ناشرين أمثال صحيفة "ديلي ميل" و"فايس" و"بازفيد" وغيرهم، ويجري تشجيع المستخدمين بشدة لتصفح القصص ومشاهدة ملفات الفيديو من هذه المنشورات.

ومن بين هذه الموضوعات "عشرة أشياء يفكر فيها الرجل حين لا يستطيع أن يصل بك إلى ذروة النشوة الجنسية" من مجلة "كوزموبوليتان".

وماذا بعد!

هذا فقط أحد المثلة التي وردت في الدعوى القضائية. وهناك أمثلة أخرى لا يمكن نشرها هنا، والتي أعتقد أنها توضح جليا سبب رفع هذه الدعوى. وهذه الأمثلة من المحتوى ليست ملائمة لموقع بي بي سي، فهل يجب على الصغار الاطلاع عليها عبر سناب شات؟

وتقول هذه القضية الجماعية إن سناب شات ينشر بصورة منتظمة مثل هذا المحتوى الخادش للحياء دون تحذير أو اعتبار لأعمار المستخدمين.

وبحسب ما جاء في القضية، التي رفعها شخص أطلق عليه اسم "جون دو" (14 عاما) من لوس انجليس: "الملايين من الآباء في الولايات المتحدة اليوم لا يدركون أن سناب شات يرعى وينشر هذا المحتوى الجنسي والفاضح تماما أمام أطفالهم".

وينص قانون الولاية على أنه ينبغي أن يظل مجهول الهوية رغم أننا نعلم أنه على ما يبدو يتمتع "بأهلية جيدة" في هذه القضية.

ووفقا للقانون الأمريكي، فإن القضية الجماعية تسمح لأحد الأطراف، وهو في هذه القضية "جون دو"، بأن يمثل مجموعة أكبر من الأشخاص الذين قد يمكن تعويضهم إذا خسرت سناب شات القضية أو نجحت في تسويتها.

ناشر أم منصة؟

أصدرت سناب شات يوم الخميس بيانا موجزا ردا على هذه الدعوى.

وقال متحدث باسم الشركة في رسالة بالبريد الإلكتروني: "نأسف إذا شعر الناس بالإساءة".

وأكد على أن منصة "Discover" "تتمتع باستقلال تحريري، وهو شيء ندعمه".

وفيما يتعلق بالجدل بشأن شبكات التواصل الاجتماعي، فإن هذا مجال مألوف للغاية بشكل كبير، وهو الجدل القديم حول كون التطبيقات ناشرا أم مجرد منصة، وهذا الجدل تتعرض له جميع المواقع في أحد المراحل.

 

سناب شات لديه أكثر من 150 مليون مستخدم نشط

من الحكمة غالبا أن تؤكد شبكات التواصل الاجتماعي كما يحدث غالبا أنها أصبحت منصة. والقيام بهذا الأمر يوفر دفاعا مؤثرا للغاية في الحالات التي ينشر فيها المستخدمون موادا تثير استياء الجمهور لأي سبب كان.

ويهدف ذلك إلى التأكيد على أن ما يفعله الناشرون على سناب شات أمر يخصهم. ويؤكد على ذلك عبارات مثل "الاستقلال التحريري".

وإذا وقع خطأ أو نشر شيء غير مناسب، فلا ينبغي إلقاء اللوم على سناب شات، إذ أنه مجرد منصة وليس ناشرا.

لكن بن ميسلس، المحامي لدى شركة "جيراغوس آند جيراغوس" للمحاماة التي تتولى القضية، يقول إن هذا الوضع لا ينطبق على دعواه.

وأضاف - عبر الهاتف: "أثر سناب شات موجود في جميع هذا المحتوى. التصميم والشكل، وما يقدم على أساس يومي، (كل هذا يجعل) سناب شات ليس مراقبا سلبيا لهذا المحتوى".

"الأمر ليس رقابة"

وذكر بن ميسلس بالطريقة التي وصف بها سناب شات خاصية "Discover" حينما أطلقها في يناير/كانون الثاني عام 2015.

وقالت الشركة حينها إنه "نتيجة تعاون مع أقطاب إعلامية على مستوى عالمي لتصميم شكل بهدف القص يمنح الأولوية للسرد".

وأكد المحامي على أن هذا التعاون يجعل سناب شات مسؤولا عن هذا المحتوى. وعلاوة على ذلك، فإن الخاصية تحظى برعاية وسيطرة بشكل كبير من جانب سناب شات على عكس تغريدات الصحف عبر موقع تويتر، على سبيل المثال.

وأعرب عن اعتقاده بأن سناب شات انتهكت قانون آداب الاتصالات الأمريكي لعام 1996، الذي ينص على عدد من الالتزامات الأساسية من بينها تقديم تحذير مسبق إذا كان سيعرض محتوى قد يكون مسيئا.

وأكد ميسلس على أن "الأمر لا يتعلق بالرقابة"، موضحا "حينما تستهدف قصر بنفس طريقة سناب شات، فإن لديك التزامات محددة إزاء الأطفال والآباء حينما تفتح الباب لهذا النادي الخاص الذي يرعاه سناب شات".

ورفض متحدث باسم سناب شات ذكر أي شيء سوى بيان الشركة المقتضب في هذا الصدد.

 

مشاكل متزايدة

ظهر تطبيق سناب شات قبل أربع سنوات فقط، وجذب نحو 150 مليون مستخدم. ومن المنصف القول إنه تطبيق يحظى بشعبية لدى الشباب.

وعلى امتداد تاريخها القصير، مرت الشركة بجميع المشاكل التي تواجهها على ما يبدو جميع الشركات الناشئة الكبيرة.

وتلقت الشركة عرضا كبيرا لشرائها، وقال رئيسها التنفيذي ايفان سبيغل إنه رفض عرضا من فيسبوك لشراء الشركة يقدر بعدة مليارات من الدولارات.

وتعرضت الشركة لمجموعة من التهديدات الأمنية والتحقيقات في سياساتها المتعلقة بالخصوصية.

ولذا، فإن هذه القضية تمثل وحداة من المحطات في مسيرة سناب شات، وتمثل رد فعل حتمي لشبكة أصبحت مؤثرا للغاية على الشباب وحققت عائدات بملايين الدولارات.

وتطالب الدعوى بتعويضات لكل انتهاك تقدر بـ50 ألف دولار.

وكما ذكرت، فإن هذه دعوى جماعية، ولذا فإذا حُسمت القضية لصالح "جون دو"، فإن ذلك قد يفتح الباب أمام العديد من مستخدمي سناب شات للحصول على تعويضات، وإذا خسرتها سناب شات فإنها ستخسر كثيرا ماديا ومعنويا.