حذّر الخبراء من أنّ فقدان الوزن في سن الشيخوخة هو تطورٌ غير طبيعي، ويمكن اعتباره جرس إنذار يشير إلى سوء التغذية أو السرطان.
لندن: بعد أن بيّنت الأرقام الرسمية أنّ عدد المرضى الذين يتم إدخالهم إلى المستشفى بسبب معاناتهم من سوء التغذية قد أصبح ثلاثة أضعاف ما كان عليه، أعدّ &فريق عمل مراقبة سوء التغذية Malnutrition Task Force دراسة في هذا الإطار.
ولفتت الجمعيات الخيرية إلى أنّ التراجع في بعض الخدمات مثل الذي يؤدّي إلى هذا الارتفاع، على الرغم من أن المسؤولين يقولون إنّ جزءاً من هذه الزيادة يرجع إلى تحسينات في تسجيل هذه البيانات.
وشمل البحث 855 متقاعداً تمّ استطلاع وجهات نظرهم حول الصحة والوزن، وتبيّن أن أكثر من الثلث يعتقد أنه لا بأس في فقدان الوزن مع التقدم في السن، في حين أن ثلاثة أرباعهم لم يقلقوا يوماً على أنفسهم أو أي شخص آخر مسنّ يفقد الوزن عن غير قصد.
وأشار فريق العمل، الذي تمولّه وزارة الصحة البريطانية، إلى أنّ النحافة ليست جزءاً طبيعياً من الشيخوخة. كما حذّر الخبراء في قسم الرعاية الصحية والاجتماعية من أنّ فقدان الوزن يمكن أن يكون علامة تحذير مبكر من سوء التغذية أو حالة خطيرة أخرى، مثل السرطان أو الخرف أو مرض الكبد.
وبحسب ليزلي كارتر، رئيسة فريق العمل: "يرتفع خطر المعاناة من سوء التغذية بشكل كبير مع التقدم في السن ويزداد تعقيده أكثر من خلال الافتراض غير الصحيح في المجتمع بأن فقدان الوزن هو جزء طبيعي من عملية الشيخوخة، بينما ينبغي في الحقيقة أن يدقّ ناقوس الخطر." وتشمل أعراض سوء التغذية التعب، وانخفاض الطاقة، والدوخة، والالتهابات المتكررة.
فقدان الشهية
في العام 2015- 2016، بلغ عدد أيام المبيت في المستشفى للمرضى الذين يعانون من التشخيص الأساسي أو الثانوي من سوء التغذية، 184528 يوماً، بعد أن كان 65048 يوماً قبل 10 أعوام.
والجدير بالذكر أنّ الكثير من المرضى يكتشفون أنّهم يعانون من سوء التغذية بعد دخولهم المستشفى مع أنّ سبب الدخول يكون السقوط أو التعرّض لإصابة ما. لكنّ عدد الليالي التي أمضاها المرضى في المستشفى باعتبار سوء التغذية هو السبب الرئيس، قد بلغ 17166، &بينما كان العدد المسجّل قبل عقد من الزمن 6704 ليالٍ.
ويُعتقد أنّ واحداً من بين كل 10 أشخاص فوق سن الـ 65 يعاني من سوء التغذية أو معرّض لخطر الإصابة به، لأنّ الشعور بالوحدة والثكل غالبا ما يؤدي إلى فقدان الشهية.
ووفقاً للخبراء، فالناس الذين يعانون من سوء التغذية هم مرّتين أكثر عرضة لزيارة الطبيب العام، وينتهي بهم المطاف في المستشفى في كثير من الأحيان، ولفترة أطول.
وقالت السيدة كارتر: "نحن نخطئ في الافتراض بأنّ سوء التغذية والجفاف قد أصبحا من الماضي، بينما الواقع هو أنّ كبار السن أو الأسر أو المتخصصين في الرعاية الصحية غالباً ما لا يتعرّفون إلى حالات سوء التغذية والترطيب". وأضافت أنّ الخوف من البدانة يعني أن الكثير من الناس يتأخرون في القلق من فقدان الوزن غير المبرر. "نحن نعلم جميعا أن البدانة تسبب مشكلات صحية خطيرة، ولكن هناك أيضا عواقب صحية وخيمة لكبار السن الموجودين في الطرف الآخر من المقياس والذين لا يأكلون بما يكفي".
تحذيرات
وقد يتجاهل الكثيرون علامات التحذير، أو ببساطة لا يولونها اهتماما عندما تبدأ بالظهور. وفي هذا السياق تقول كارتر: "قد تسقط الخواتم، وتصبح أطقم الأسنان الاصطناعية واسعة، أو الملابس فضفاضة. وقد يبدأ بعض الناس بإيجاد صعوبة في الوقوف أو حمل الأشياء، ما يجعل اعداد الوجبات أصعب، أو ربما قد يظهر البعض الآخر نقصاً عاماً في الشهية. وحتى الحاجة إلى شد الحزام قد تكون مؤشرا واضحا على أن الشخص لا يأكل بما فيه الكفاية".
وتوصي Malnutrition Task Force &بأن يتناول كل شخص يعاني من فقدان الشهية، وجبات أصغر وأكثر تواترا. وينبغي عليهم أيضاً أن يجرّبوا الحلويات والمشروبات والكعكات التي تحتوي على الحليب، والأطعمة الكاملة الدسم.
أعدّت "إيلاف" هذا التقرير نقلاً عن "التلغراف". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:
http://www.telegraph.co.uk/news/2017/03/13/losing-weight-old-age-not-normal-should-seen-alarm-bell/
&
التعليقات