يمكن للأحماض الدهنية المتوسطة السلاسل ان تكون مفيدة لصحة الإنسان، لكن الأحماض الدهنية المشبعة الطويلة السلاسل فيه يمكن أن تسبب أمراض القلب، بحسب تحذير ألماني.

ايلاف من برلين: يتعامل الناس حتى الآن مع الجانب الايجابي من تناول زيت جوز الهند، لأن شركات انتاجه تقول في دعايتها انه يساعد على تخفيف الوزن، ويحسن من مستوى الطاقة، ويعين في عملية الهضم، كما أنه يساعد في مقارعة البكتيريا والفطريات، لكنهم ينسون النسبة العالية من الأحماض الدهنية المشبعة فيه، والتي قد يسبب الاكثار منها أمراض القلب.

وحذرت انتيا غال، المتحدثة الرسمية باسم "الجمعية الألمانية للتغذية"، من الاكثار من تناول زيت جوز الهند بسبب مخاطره على القلب.

ودعت خبيرة التغذية إلى التحفظ في استخدام زيت جوز الهند في المطبخ، لأن الأحماض الدهنية المشبعة في مادته البيضاء اللذيذة تسبب أمراض القلب والدورة الدموية.

وأضافت غال، في حديث مع مجلة "الطبيب الألماني"، ان زيت جوز الهند نال سمعة طيبة في الآونة الأخيرة "مع الأسف". واستشهدت بالعديد من الدراسات العالمية التي تؤكد مخاطر زيت جوز الهند على الصحة.

وأشارت إلى شيوع استخدام هذا الزيت بالفترة مع شيوع التغذية النباتية والفيغانية الخالصة، ومع "عولمة المطابخ".

لا خطر على من يستخدمه بتحفظ

ليس على الناس الذين يستخدمون زيت جوز الهند بين الحين والآخر أن يقلقوا من خطورة الأحماض الدهنية المشبعة فيه، ولكن على من يستخدمه يومياً أن يحذر فعلاً، بحسب تصريح الخبيرة الصحية من "الجمعية الألمانية للتغذية".

ان الاعتقاد بأن زيت جوز الهند يساعد على تقليل الوزن في غير محلة، بحسب غال. ونصحت بالاستعاضة اليومية عن زيت جوز الهند بزيت اللفت وعباد الشمس وبذور الكتان وغيرها من الزيوت النباتية التي تقل فيها الأحماض الدهنية المشبعة.

وكان زيت جوز الهند والعصائر المستخلصه منه من "نجوم" المعرض الدولي للتغذية في كولون (ألمانيا) سنة 2011.&

وكان عصير جوز الهند الصافي، الطبيعي، أو المخلوط مع الفواكه الأخرى من نزعات ذلك المعرض. هذا اضافة إلى مشروب الكوكوفينا 100% أو المخلوط مع الكيوي والتفاح من شركة فاين براند، وشركة "سي دي آي" السكوتلندية التي قدمت "غو كوكو"، المشابه أيضاً للمشروب السابق، مع الغاز أو بدونه. كما طرحت شركة "سمارت اورغانيك" بروتين جوز الهند الخالص في السوق.

سمعة بيئية سيئة أيضاً
&
البروفيسورة إلكا بيترسون، الخبيرة في شؤون البيئة والتغذية في "بنك البيئة الدولي"، قالت ان سمعة زيت جوز الهند البيئية سيئة أيضاً.

وذكرت لمجلة "الطبيب الألماني" ان انتاج وزراعة جوز الهند باستخدام الاسمدة الضارة، وكذلك طرق نقله البعيدة، تضر بالبيئة.

وأشارت بيترسون إلى عدم تجاوب منتجي زيت جوز الهند مع ملاحظات بنك البيئة الدولي واستمرار انتاجهم بالطرق الضارة بالبيئة.

تطرقت بيترسون إلى "ميزان بيئي" سلبي لزيت جوز الهند. والمقصود بذلك تفوق أضراره البيئية على منافعه الصحية والاجتماعية.

فضلاً عن ذلك، فإن العاملين في مزارع جوز الهند يعانون من انخفاض الرواتب وانعدام شروط العمل الصحية، بحسب تقارير بنك البيئة الدولي/فرع ألمانيا. وتتراكم الأرباح بيد بعض الشركات التي تحتكر مزارع وصناعة جوز الهند.&

ودعت بيترسون إلى تحسين شروط عمل وزيادة مداخيل الفلاحين في الحال.

هل زيت جوز الهند "سم خالص"؟

تأتي ردود فعل الخبيرتين الألمانيتين في اطار الجدل الواسع حول فوائد ومضار زيت جوز الهند، الذي أثارته الطبيبة الألمانية المتخصصة كارين ميشلز. إذ وصفت ميشلز، في محاضرة لها أمام جمعية فرايبورغ الطبية (جنوب)، بعنوان "زيت جوز الهند وأخطاء غذائية أخرى"، زيت جوز الهند بالـ"سم الخالص".

ودعت ميشلز، وهي مديرة "معهد الوقاية والأورام والأوبئة"، إلى الحذر في تناول واستعمال زيت جوز الهند.&

وأرست ميشيلز تحذيراتها على أساس نسبة الدهون المشبعة التي يحويها زيت جوز الهند، والكفيلة برفع مستويات الكوليسترول، وبالتالي احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأشارت إلى ان الدهون المشبعة تشكل نسبة 80%، وهذه ضعف النسبة الموجودة في شحم الخنزير، وأكثر من نصف النسبة الموجود في شحوم لحم البقر.

جدير بالذكر ان العلماء الألمان لايقفون بمفردهم في مواجهة الترويج الإعلامي (بحسب تعبير ميشيلز) لزيت جوز الهند، لأن علماء أخرين لهم نفس الرأي.

ونشرت جمعية أمراض القلب الأميركية في السنة الماضية تصريحات تقول إن الأميركيين بدأوا بشراء زيت جوز الهند بكثرة تحت تأثير الإعلانات، على الرغم من أن 37% فقط من خبراء التغذية يعتبرونه غذاء صحياً.