إيلاف من لندن: يعتبر "يوم الميزانية" من أهم اللحظات في الحياة السياسية البريطانية، وترافق هذه اللحظات مشاهد تقليدية لعل أهمها ذلك الصندوق الأحمر الذي يرفعه وزير/وزيرة الخزانة للصحافة حين التوجه للبرلمان للاعلان عن مشروع الميزانية.
واليوم الأربعاء، اشهرت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز الحقيبة الحمراء وهي في طريها من المبنى رقم 11 داونينغ ستريت (وزارة الخزانة) إلى قصر ويستمنستر لتقديم الميزانية لمجلس العموم.
والوزيرة ريفز هي أول وزيرة خزانة في التاريخ البريطاني، كما أنها أول وزير خزانة يحمل الحقيبة الحمراء من حزب العمال منذ العام 2010 حين هُزم الحزب في الانتخابات البرلمانية لصالح حزب المحافظين.
والحقيبة الحمراء التقليدية في التاريخ الحكومة البريطاني، وهي من نوع (حقائب الإيفاد)، ويستعملها الوزراء في الحكومة البريطانية والعاهل البريطاني لحمل الوثائق الحكومية، وهي شبيهة بشكلها لحقيبة المستندات.
وتُستعمل هذه الحقائب أساساً لحفظ ونقل الوثائق الإدارية الرسمية من مكان لآخر، تُعتبر الحقائب الحمراء هي الشكل العصري الوحيد من من حقائب الإيفاد، والتي كانت موجود في الحكومة لقرون عديدة مضت.
ويجب على الورزاء استعمال حقائب يد عادية ذات قفل لنقل الوثائق المُصنفة بالخاص أو ما دون هذا التصنيف، أما للوثائق المنصفة بمستوى سرية أعلى (مثل تصنيف سري) فيجب عليهم استعمال (حقائب الإيفاد)، وتقدم لهم هذه الحقائب مستوى أمان أعلى وتكون في الغالب حمراء اللون.
تغيير التصميم
وكان تغير تصميم الحقائب الوزارية قليلاً منذ الستينيات عما كانت عليه في القرن السابع عشر.
تُصنع الحقائب في لندن بواسطة مصنع (بارو وجيل)، وهي مغطاة بجلد كبش أحمر اللون ومنقوش عليه الرمز الملكي واللقب الوزاري، وتصنع الحقيبة ذات ال 2-3 كيلوغرام من شجر صنوبر بطيء النمو، مبطنة بحرير أسود ورصاصي، وعلى عكس حقائب اليد السائد، يقع القفل في أسفل الحقيبة، في الجهة الآخرى من المقبض والمفصلات، لضمان تأكد الشخص من إقفالها قبل حملها.
وظل اللون الأحمر اللون التقليدي لهذه الحقائب، أما البطانة الرصاصية (والتي استمرت في التصاميم الجديدة) فقد كانت معنية سابقاً لضمان غوص الحقيبة في البحر عند رميهاً في حالات الاختطاف، والحقيبة كذلك مضادة للانفجار، صُممت هذه الحقائب لكي تنجو من أي كارثة تسقط على حاملها.
وهناك بعض الحقائب مستثانة من اللون الأحمر وهي تلك الحقائب التي يحملها منظمي الأحزاب، وهي حقائب مغلفة بجلد أسود، متوفرة هذه الحقائب السوداء السرية أيضا للوزراء الذين بحاجة للسفر عبر القطار.
أول حقيبة حمراء
كانت أول حقيبة ميزانية باللون الأحمر صُنعت لوزير الخزانة ولاحقا رئيس الوزراء وليام ايوارت غلادستون عام 1860 تقريباً حيث كانت مبطنة بالحرير الأسود ومغطاة بجلد قرمزي.
وقد استخدم هذه الحقيبة كل وزير خزانة بريطاني حتى عام 2011، باستثناء جيمس كالاهان الوزير من عام 1964 وحتى 1967 وغوردان براون الوزير من عام 1997 حتى عام 2007، واللذان حصلا على حقائب جديدة بتفويض عام 1965 و1997 على التوالي.
واستعمل كل من اليستير دارلينغ الوزير من عام 2007 حتى 2010 و جورج اوزبورن الوزير عام 2010 حقيبة ميزانية غلادستون ولكنها سُحبت بعد ذلك بسبب تهالكها وتم عرضها في متحف غرفة حرب تشرشل، ومنذ شهر مارس عام 2011 اُستعملت حقيبة ميزانية جديدة بتفويض من مركز المحفوظات الوطنية.
وصُنعت حقيبة الميزانية لعام 1997 من خشب صنوبر أصفر مع مقبض وقفل نحاسي، مغلفة بجلد قرمزي ومطبوع عليها الرمز الملكي وأسفلها مكتوب وزير الخزانة.
الحقائب الملكية
ويشار في في الأخير، إلى أن الحقائب الحمراء الأخرى هي تلك التي تُسلم إلى العاهل البريطاني كل يوم من الوزارات الحكومية بواسطة خادم العائلة (باستثناء يوم عيد الميلاد ويوم الفصح)، تحتوي هذه الحقائب على وثائق مجلس الوزراء ووزارة الخارجية وشؤون الكومنولث، أغلب هذه الوثائق يجب للعاهل توقيعها والموافقة الملكية عليها قبل أن تُطبق كقوانين.
التعليقات