إيلاف: أن يكون لبنان أولا من حيث نسبة الاصابة بالسرطان،بين دول غرب آسيا، هو خبر مثير&للقلق خاصة مع تفاقم مشكلة التلوث،جوا وبرا وبحرا &في البلاد. وبات جليا أن الواقع البيئي يواجهه غيابا تاما للبرامج والحلول الجذرية من قبل المرافق المعنية في الدولة، مما يزيد من القلق حيال إمكانية ازدياد حالات الاصابة بالسرطان مع مر السنين.

حسب تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ومنظمة الصحة العالمية، يأتي لبنان أولا من نسبة الاصابة بمرض السرطان مقارنة مع عدد السكان.

يقول الطبيب الجراح اللبناني المتخصص بجراحة الأورام السرطانية د.سامي حراجلي ان سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم هما أكثر أنواع السرطانات انتشارا في صفوف النساء. ويقابله سرطان المثانى ثم الرئة لدى الرجال.

أما بالنسبة لسبب ارتفاع نسبة الاصابة بالسرطان في لبنان يقول د.حراجلي انه يصعب على الطب تحديد سبب رئيسي للاصابة بالسرطان علما ان الأسباب المحيطة حولنا هي دون شك كثيرة جدا، ولكل نوع من السرطان أسبابه. ويضيف مستشهدا بسرطان القولون فمن المتعارف عليه حسب د.حراجلي ان الطعام المشبع بالدهون يلعب دورا رئيسيا في تأجيج المرض، لذا ترى تراجعا في&نسبة الاصابة بسرطان القولون لدى الدول الآسيوية التي تعتمد في مطبخها على الخضار أكثر من البروتينات في وجباتها اليومية.

ومما لا شك فيه فان العامل البيئي مثل التغيير المناخي وتفاقم أزمة التلوث في لبنان دفع بتلك النتائج قدما، ولفت د. حراجلي الى مخاطر استخدام المبيدات في المزروعات على صحة الانسان خاصة اذا استخدمت دون تحديد معايير خاصة بها من قبل الوزارات المعنية. وهي تصب حتما في مائدة طعامنا اليومي .

وأشار د.حراجلي الى العامل المادي الذي يتدخل في رفع نسبة الاصابة بالمرض في لبنان خاصة لدى المرضى الذي لا يستطعيون تغطية تكاليف الفحوصات الأولية والتي تساعد على كشف المرض باكرا.
وتطرق الى أهمية الكشف المبكر عن المرض في تحقيق العلاج والشفاء التام منه، وهو ما لا يتوفر في لبنان في ظل غياب الرعاية الصحية في لبنان والتي من شأنها ان تؤمن الفحوصات والصور المخبرية للمواطن بصفة مجانية. فكثير من المرضى يكتشفون المرض في مراحل متقدمة، وعندها يتعذر على العلاج انقاذ الكثير من الحالات وشفائها.

ودعا د.حراجلي الى ضرورة تنظيم حملات مجانية لاجراء فحوصات دورية لكافة المواطنين إسوة بدول مثل فرنسا واليابان وغيرها من الدول التي احدثت فرقا من خلال حملات الفحوصات المجانية التي تعم المدن والقرى داعية المواطنين للخضوع لها بهدف الكشف المبكر عن المرض وتداركه في الوقت المناسب. ولفت الى ان أكثر الحالات السرطانية التي ترد الى العيادات الطبية في لبنان تكون قد قطعت مراحل متقدمة من المرض ودخلت في مرحلة الأعراض السريرية مما يعرقل عملية العلاج ويؤخر من فعاليته . &

وكان تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان أظهر إصابة 242 بالسرطان بين كلّ 100 ألف لبناني، وتم تسجيل 17 ألف إصابة جديدة عام 2018، فضلاً عن 9 آلاف حالة وفاة.

وسجل التقرير 8976 حالة وفاة بالسرطان عام 2018 مع حوالي 17394 إصابة جديدة في لبنان هذا العام. لافتا إلى أن عدد المصابين بالسرطان في خمس سنوات بلغ نحو 41843 شخصاً، من بينهم 22250 من النساء، و19593 من الرجال. وتبين في الدراسة أيضاً أن حالات إصابة النساء بهذا السرطان في لبنان هي الأعلى في العالم، والسبب يعود للتعرض للملوثات الكيميائية والمائية والتدخين.
&