الولايات المتحدة
Getty Images
الولايات المتحدة هددت باستخدام حق النقض ضد القرار في صيغته الأولى

أدت معارضة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإجهاض إلى إضعاف قرار دولي للأمم المتحدة يهدف لإنهاء العنف الجنسي في الحروب.

وأزالت الولايات المتحدة جميع الإشارات إلى الصحة الجنسية والإنجابية في القرار النهائي الذي صدر من مجلس الأمن الدولي.

وأسقط القرار، المقدم من ألمانيا، كل هذه الإشارات. وكانت الصين وروسيا قد انضمتا إلى الولايات المتحدة في التهديد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار.

وعارضت إدارة ترامب عبارة في القرار على أساس أنها تعني تأييد الإجهاض.

وجاء تمرير القرار المعدّل بموافقة 13 عضوا من 15 عضوا في مجلس الأمن، مع امتناع روسيا والصين عن التصويت.

وانتقد سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، قرار استبعاد الإشارة إلى الصحة الجنسية، معتبرا أن هذا يقوض كرامة المرأة.

وقال السفير الفرنسي "من غير المقبول وغير المفهوم أن يكون مجلس الأمن غير قادر على الاعتراف بحق النساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف الجنسي في مناطق الصراعات في الإجهاض، رغم أنهن لم يخترن الحمل".

وتقول العبارة المحذوفة "اعترافا بأهمية توفير المساعدة في الوقت المناسب للناجيات من العنف الجنسي، تحث كيانات الأمم المتحدة والجهات المانحة على تقديم خدمات صحية غير تمييزية وشاملة، تماشيا مع القرار 2106".

وهناك اعتقاد بأن هذه العبارة كانت بمثابة تخفيف لما جاء في نسخة سابقة، تضمنت وصفا أكثر تفصيلا للخدمات الصحية التي تقدم للناجيات "بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية، والدعم النفسي والاجتماعي وتوفير سبل الحياة".

وقد استخدمت هذه اللغة من قبل في قرارات سابقة متعلقة بالعنف الجنسي، بحسب وسائل إعلام أمريكية.

ويدين القرار الجديد استخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب، ويعرب عن قلق مجلس الأمن الدولي بشأن التقدم البطيء في التصدي للعنف الجنسي في مناطق النزاعات.

لكن في الوقت الذي تطالب بضرورة تحسين العدالة للضحايا، فإن النسخة النهائية من القرار أزالت أيضا إشارة إلى دور هيئة تابعة للأمم المتحدة في الإبلاغ عن أعمال عنف جنسي.

وحصل القرار الأولي على تأييد واسع النطاق. وحضرت محامية حقوق الإنسان الدولية أمل كلوني اجتماع مجلس الأمن يوم الثلاثاء، وحثت الأعضاء على التصويت لصالحه.

وقالت أمل لأعضاء مجلس الأمن "هذه فرصتكم للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ".

أمل كلوني
Getty Images

وحضر الجلسة أيضا حائزا جائزة نوبل للسلام عام 2018، وكلاهما ناشط في مجال مكافحة الاغتصاب: أخصائي أمراض النساء الكونغولي دينيس موكويجي، والناشطة العراقية نادية مراد، وهي أيزيدية تعرضت للتعذيب والاغتصاب على أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وانضم وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إلى الممثلة والناشطة الأمريكية، أنجيلينا جولي، في كتابة مقال بصحيفة "واشنطن بوست" في 22 أبريل/ نيسان، يدعو إلى تبني القرار.

واستنكرت شخصيات دولية موقف الولايات المتحدة لإضعافها القرار.

وأشارت النائبة البريطانية عن حزب العمال، إميلي ثورنبيري، إلى القرار باعتباره مبعث قلق إزاء زيارة الرئيس الأمريكي إلى بريطانيا، المقررة في يونيو/ حزيران المقبل.

وهاجمت النائبة العمالية حكومة المحافظين بقيادة تيريزا ماي، لموافقتها على استقبال ترامب.

وقالت إميلي "في نفس اليوم الذي يهدد دونالد ترامب باستخدام حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة يحظر استخدام الاغتصاب كسلاح حرب، فإن تيريزا ماي تواصل خططها لتكريمه بزيارة دولة إلى بريطانيا".

حائزو نوبل للسلام
EPA
دينيس موكويجي ونادية مراد انضما إلى أمل كلوني في المطالبة بمساعدة الناجيات من العنف الجنسي طبيا ونفسيا