إيلاف من مراكش: خلال مشاركتها في فقرة حوارية، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم في دورته ال21، تمحورت حول فيلم "ماريا كالاس، مونيكا بيلوتشي: اللقاء"، لمخرجه اليوناني يانيس ديموليتساس، تلت عرضه بمتحف شهير يحمل اسم المصمم العالمي الراحل إيف سان لوران، تحدثت النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، عن مشاركتها في هذا الفيلم، مستحضرة مشهد ارتدائها للقفطان المغربي، قبل أن تشدد على أن هذا الزي التقليدي الراقي هو "رمز للأنوثة والأناقة الفائقة".
يسرى
ما عبرت عنه الحسناء الإيطالية، التي تبقى لها شرعية الخوض في كل ما له علاقة بالموضة والأزياء الراقية، يشهد عليه البساط الأحمر للمهرجان المغربي، ويتأكد في كل دورة من دوراته، بفعل إصرار نجمات السينما، المغربيات أو القادمات من مختلف أصقاع العالم، على ارتدائه.
توالت دورات مهرجان مراكش وتغيرت أسماء ووجوه المدعوات، من فنانات وفاعلات في المجتمع أو زوجات فنانين ومسؤولين ومدعوين.
ابتسام العروسي
وحده القفطان، هذا الزي النسائي التقليدي المغربي، ظل محافظا على حضوره. ولعل من اللحظات القوية التي ظلت خالدة في أذهان متابعي هذا المهرجان، في علاقة بهذا الزي التقليدي، تلك التي تتعلق بالممثلة الأميركية الشهيرة سوزان ساراندون، التي تألقت في دورته السادسة في قفطان ذهبي، بدت فيه أبهى وأجمل: ممثلةٌ ذهبيةٌ تختال في قفطان ذهبي، على سجاد كان ذهبي اللون سنتها، في أمسية كُرمت فيها بنجمة ذهبية اللون والقيمة.
ساندية تاج الدين
ويمثل القفطان عنوانا للجمال والخبرة المغربية في مجال الأزياء التقليدية، من منطلق أنه يعبر عن ثراء حضاري وإرث تاريخي، ويجر وراءه رصيداً من الفنون والألوان والتقاليد والمهارات التي تغني الثقافة الإنسانية بخبرات الإبداع المغربي الرائع. لذلك، يرى فيه المغاربة أحد العناصر المعبرة عن الغنى الحضاري والثقافي والتميز التاريخي للبلد، وهي أمور يختصرها في جمعه بين الأناقة والصنعة والنخوة والرقي.
سحر الصديقي
وفضلاً عن قيمته على المستويين الحضاري والتاريخي، صار للقفطان المغربي حضور كوني، بعد أن نال إعجاب المصممين العالميين بخصوصيته وتأثيره عليهم عبر السنوات، الشيء الذي حمله من البيوت والمناسبات المغربية الحميمية إلى العالمية على يد كبار المصممين، وجذب انتباه نساء من جنسيات أخرى، فيما صارت تقام له عروض بانتظام في عدد من المدن المغربية وفي كثير من عواصم الموضة عبر العالم.
ويرى المأخوذون بجمال وفرادة الأزياء التقليدية المغربية، في القفطان، عنواناً لشهرة وتميز الإبداع التقليدي المغربي على مستوى الأزياء، ويقولون إنه تحول إلى "أسطورة في عالم الأزياء"، من جهة أنه يُقدم للناظرين "لوحة تجمع بين الثقافة الأصيلة التي لا تتخلص من الماضي كلياً، ولا تُهمل مسايرة العصر، محافظة بذلك على أناقة المرأة المغربية وحشمتها"، على رأي المصممة المغربية سميرة حدوشي، التي ترى أن الأمر يتعلق، باختصار، بثوب كالأحلام "يمنح الأنثى شخصية أقرب إلى الملكات في ثيابهن الأسطورية".
نورة الصقلي
ولا تقف روعة وفرادة القفطان المغربي عند حدود الجمال الذي يفتن العين ويضفي على المرأة أناقة خلابة، طالما أنه "يفيض أنوثة ورقة وحشمة ووقاراً، ونطل عبره على تاريخ مغربي وحضارة حافلة بغناها وتألقها"، إذ يربط العارفون بتفاصيل الموضة تميز هذا الزي بـ "نوعية الأقمشة الفاخرة التي تُستخدم في صناعته، وألوانه الجريئة والمتناغمة، إضافة إلى التطريز بشكل كثيف أحياناً، والتصميم الذي يراعي عنصر الاحتشام، من دون أن يؤثر في الجمال العام للزي، بل ويضفي عليه، في كثير من الأحيان، نوعاً من الغموض والتألق".
التعليقات