إيلاف من سان فرانسيسكو: في قلب التحول الرقمي الذي تعيشه السعودية، تقف "الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي"، المعروفة باسم سدايا، كقوة دافعة أعادت تعريف العلاقة بين المواطن والدولة من خلال التكنولوجيا.
تأسست سدايا عام 2019 لتقود مستقبل البيانات في المملكة، وتربط المؤسسات والمنصات ضمن منظومة موحّدة تنطلق من مبدأ بسيط: البيانات هي البنية التحتية الجديدة.
منصة "توكلنا"، التي بدأت كأداة لمواجهة الجائحة، تحوّلت إلى تطبيق يومي يضم أكثر من 140 خدمة حكومية في متناول اليد. تجديد الوثائق، التحقق من الهوية، إدارة المواعيد... كلها باتت بضغطة زر.
ما يميز سدايا ليس فقط توظيف التقنية، بل ربطها بسياسات حوكمة صارمة.
فقد وضعت الهيئة مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وساهمت في إقرار قانون حماية البيانات الشخصية، وأشرفت على ضمانات التشفير والتحقق متعدد العوامل. كل ذلك ضمن بيئة توازن بين الابتكار والخصوصية.
قصة نجاح: "توكلنا" من أداة صحية إلى بوابة رقمية شاملة
في عام 2020، أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) تطبيق "توكلنا" كأداة لمتابعة الحالة الصحية للمواطنين والمقيمين خلال جائحة كورونا. لكن بفضل البنية التحتية الرقمية المتقدمة التي أسستها سدايا، تطوّر التطبيق بسرعة ليصبح منصة رقمية متكاملة تقدم أكثر من 140 خدمة حكومية، مثل تجديد الوثائق الرسمية، حجز المواعيد، وإدارة التصاريح.
هذا التحوّل السريع والفعّال جعل "توكلنا" نموذجًا عالميًا في تقديم الخدمات الرقمية، حيث حصل على جائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة في عام 2022، وتم تصنيفه كأفضل منصة حكومية في مؤشر نضج التجربة الرقمية في المملكة لعام 2024.
اليوم، لا يُمكن الحديث عن التحول الرقمي في السعودية دون ذكر سدايا.
هي أكثر من هيئة... إنها البوصلة التي توجه خطط الدولة نحو اقتصاد معرفي، وتجربة رقمية تحترم المواطن، وتحمي بياناته، وتخدم مستقبله.
التعليقات