على الرغم من أن الملكة رانيا تمكنت في فترة قصيرة من كسب شعبية كبيرة محلية وعالمية، وبفضل جهودها واستطاعت ان تخدم شعبها وتكافح لمستقبل أفضل لنسائه وأطفاله،إلا أنها لم تبتعد عن واجباتها الأمومية ووضعت أولادها وعائلتها في المرتبة الأولى.

براغ: نشر الموقع الالكتروني لصحيفة quot;ملادا فرونتا دنيسquot;، الأوسع انتشارا وقراءة في تشيكيا، متابعة مطولة عن عقيلة الملك الأردني رانيا أشار فيه الى أن الأوصاف التي تطلق على ملكة الأردن عديدة، فالبعض يلقبونها بأيقونة الموضة والبعض الآخر يصفونها بحامية حقوق النساء والأطفال المضطهدين، فيما يقول آخرون بأنها المحسنة الدائمة وأنها واحدة من أقوى نساء العالم، كما يمكن ضم صفة أخرى لها وهي مؤلفة كتب للأطفال.

يضيف التقرير أن سيدة الأردن الأولى وإسمها الأصلي رانيا ياسين، ولدت قبل أربعين عامًا في دولة الكويت لأسرة أردنية من أصل فلسطيني من مدينة طولكرم في الضفة الغربية، ودرست الإعدادية والثانوية في المدرسة الإنجليزية الجديدة في الكويت، لكن العائلة اضطرت إلى ترك الكويت عندما إعتدى صدام حسين عليها وإستقرت في الأردن.

وقد إختارت ابنة الطبيب طريق إدارة الأعمال كمستقبل لحياتها حيث درست في الجامعة الأميركية في القاهرة، وحصلت منها على البكالوريوس في إدارة الأعمال. وبعد عودتها إلى عمان عملت في البداية في مصرف سيتي بنك ثم في شركة الكومبيوترات quot;أيبلquot;، وقد أكملت في عام 1995 دراستها العليا في جامعة باريس حيث حصلت على شهادة الدراسة المعمقة في العلوم الإدارية.

الملكة الأصغر سنا
تابع الموقع أنه في كانون الثاني/نوفمبر من عام 1993 توجهت للمشاركة في حفل عشاء، وهناك التقت بولي العهد عبد الله الثاني بن الحسين، حيث عقدت الخطوبة بينهما بعد شهرين، ثم تم الاحتفال بالزفاف بعد ثلاثة اشهر أخرى من ذلك، وخلال عام رزقا بالمولود الأول.

وبعد ستة أعوام من زواج رانيا وولي العهد الأمير عبد الله الثاني حدث تطور مفصلي في حياتهما فالملك حسين قرر وهو على فراش الموت بأن يصبح الحاكم القادم للمملكة الأردنية الهاشمية ابنه الأكبر عبد الله وليس شقيقه، كما كان متوقعًا، فأصبحت بذلك رانيا، البالغة من العمر 28 عامًا ملكة، الأمر الذي جعلها الملكة الأصغر سنًا. وتقول رانيا بأن وفاة الملك حسين شكل صدمة كبيرة لها، وأيضًا الوضع الجديد الذي بدأت تتواجد فيه حيث انتقلت أعباء الحكم في الأردن إلى زوجها.

وأكد الموقع أن الملكة رانيا أدت الدور الجديد بشكل ممتاز في مختلف المجالات التي ركزت جهودها فيها، فقد عمدت إلى الدفاع عن حقوق الأطفال والنساء المضطهدين، ودانت علنيًا ما يسمى بالقتل من أجل الشرف، وحاولت تحسين مستوى المدارس العامة في الأردن.

ويشير الموقع الى أن الملكة الأردنية تصارع في السنوات الأخيرة ضد الأفكار النمطية السائدة عن العرب والمسلمين في العالم، ولاسيما في الدول الغربية، لهذا أنشأت قناة خاصة بها باللغة الإنجليزية على quot;يوتيوبquot;، الأمر الذي جعلها تحصل من مشغل الخدمة في عام 2008 على جائزة quot;فيزيونير اواردquot; الأمر الذي جعلها الأولى التي تحصل على مثل هذه الجائزة.

وأوضح الموقع أن الملكة تعتمد على مواقع أخرى مثلا على الفايس بوك أو تويتر، إضافة إلى موقعها الخاص بها لتصحيح الأفكار السائدة عن العرب والمسلمين.

وتؤكد الملكة الأردنية بأن الانا في العالم الافتراضي الخاص بها يمكن أن يصبح اقرب إلى الناس من الانا الواقعية لها، بالنظر للقوة الهائلة للانترنت، وهدمه الحواجز بين الأغنياء والفقراء، وخلقه الوسط الذي تعني فيه الألقاب الشيء القليل ويستطيع الناس عبره قول ما يريدونه.

وتحاول أن الملكة رانيا أن تشيع التسامح ليس فقط عبر عالم الانترنت وإما أيضًا عبر الكتب، حيث ساهمت قبل عدة أيام في إصدار كتاب جديد يروّج للتسامح حمل عنوان quot;تغير السندويشquot; وهو عبارة عن قصة بسيطة تعتمد على التجربة الحياتية للملكة الأردنية. وتشدد الملكة رانيا على أن رسالة الكتاب هي أن على الناس ألا يحكموا على الأشياء مسبقًا، والتي لم يحاولوا التعرف عليها بشكل أفضل، وان الصداقة هي أقوى من الفروق والاختلافات.

ويختتم الموقع تقريره بالتذكير في أنه على الرغم من أن مجلة quot;فوربسquot; صنفتها العام الماضي ضمن أقوى 100 امرأة في العالم، إلا أن الملكة الأردنية الشابة تعطي الأولوية لأولادها الأربعة، حيث تقول بان ثمانين بالمئة من حياتها هو طبيعي كأي أم أخرى، تقوم بتجهيز الأطفال للتوجه إلى مدارسهم ثم تجد لنفسها بعض الوقت حيث تقرا الرسائل التي تصلها بالبريد الالكتروني، أما مساء فتفضل التواجد في المنزل مع عائلتها ومشاهدة التلفزيون.

وتحاول الملكة الأردنية أن تربي الابن الأكبر لها أي ولي العهد الحسين كي يكون مؤدبًا ومتعاطفًا مع الآخرين، وتقول له quot; انك تصبح شعبيا عندما تمتلك ما تريده، ولكن لكي تكون محبوبًا من الضروري لك أن تتحدث مع الناس بإحترام، وان تكون كريما معهمquot;.