كيف لامرئ أن يتحدّث عن انسان نبيل وجميل، مُكلل بالأفق الرحب والليبرالية المثلى، اسمه منصور و...خالد&
وكم في الاسم واللقب من دلالات ومن مواصفات مرموقة. خاصة اذا تطابقت قولًا وفعلًا .. كما هو الحال هنا .. وهذا ما يشفع لي حين قطعت الثلوج والوديان البيضاء ناحية منطقة "سافوا" الفرنسية، التي ترعرع فيها العظيم جان جاك روسو، والمردّدة لأصداء سمفونية "الالب" للموسيقي البافاري: ريتشارد شترواس المستوحاة من تلك الجبال الفاخرة سحرا.
آتٍ .. لأقبّل ثرى الخرطوم، واتكحّل بنيلها، واحيي ابناءها المنصورين المخلدين بعبق الحرف، وعمق المعرفة، وإثراء المجتمعات، والمشاركة في صناعة متغيراتها، وفي مقدمتهم أستاذنا الجليل منصور خالد، الجامع بين السياسة والفكر واتساع الثقافة، ونصاعة الابداع. وفخامة التجربة. والحقيقة أن هذا الرجل المحتفى به اليوم هو من &افضل من يعكس روح السودان، هذا البلد الطيّب، المعطاء. كما انه من رجال السياسة القلائل الذين يمتلكون ثقافة تراثية ضاربة في محفل التاريخ، لم يلوثها التعصب والتحزب. اما ثقافته الغربية فلا جدال انها أصبحت نادرة في هذا الزمان الملتحي بالتخلف، وهيجان الخلف. وقد كان لي شرف تقديم مؤلف لاستاذنا منصور خالد اذ ظللت قبله فترة طويلة افتّش عن ما يعنيه جنوب السودان، من معنى ومبنى فوجدتّ كلّ هذا مبسّطا، واضح المعنى والمبنى في ذلك الكتاب فلكأن البيان لسحر يضيء العقل، وينير الظلمات، وقد سعدتّ كثيرا حين دعاني الاستاذ منصور خالد الى مأدبة عشاء في لندن بحضور الراحل السيد جون قرنق وعقيلته، والكاتب الكبير الراحل الطيب صالح، ومجموعة من الوجوه الشمالية والجنوبية. وكان الحوار شهيّا كالمائدة .. ومع انني كنت الضيف الوحيد من غير السودانيين، فإن دفء السودان واهل السودان جعلاني واحدًا منهم واليهم، فأصبحت عضوًا جريئًا في جدلهم، خائضًا في تضاعيف همومهم وتساؤلاتهم المتصلة بالهوية، والحقوق، والعلاقة بين جناحي السودان البديع، وغيرها من القضايا الملحة الحارقة. تداخلت الطرافة بالأفكار النيرة والمنيرة.. وكانت تلك الليلة الاخاذة قد تعالت بتجليات، الكاتب الكبير الطيب صالح كما اعتدناه، حين كان الذهاب اليه حجا والاستمتاع بحديثه لذة للسامعين، لقد كان صوفيًا عظيمًا ظل طريقه الى الكتابة فجمع بين الحسنيين. &
سيدي المحتفى به سيداتي الحاضرات سادتي الحضور
لقد كان السودان وفيًا مع غير السودانيين من حفظة الثقافة وحراس النهوض، فكرّم العقاد لاجئًا، وكذا فعل مع احسان عباس ونزار قباني وعشرات من رموز عالمنا، وها هو الان يحتفي بابنه البار، وها نحن اتينا تابعين مبايعين ومثمنيين هذا الوفاء وتلك اللفتة. &
التحية والتقدير والمودة لأستاذنا الجليل منصور، والتحية والتقدير والمودة لأستاذكم وأستاذنا الخالد ... السودان. &
&دمتم جميعًا&
* "كلمة القاها الكاتب، صباح السبت في حفل تكريم السياسي والمفكر السوداني منصور خالد"&
التعليقات