يتواصل اهتمام الصحافة العالمية بمدينة صباح الأحمد البحرية في الكويت، هذا فيما يتواصل العمل على إنشاء المدينة التي تقارب بمساحتها حي مانهاتن في نيويورك.
يتواصل اهتمام الصحف ووسائل الإعلام العالمية بإلقاء الضوء على مشروع مدينة صباح الأحمد البحرية في الكويت. وهي المدينة التي يتم بناؤها في الوقت الحالي على الحدود الواقعة بين الكويت والسعودية، بعدما قام مهندسون بريطانيون بإدخال مياه البحر إلى هناك مسافة 6 أميال عبر نظام مبتكر من بوابات المد والجزر.
ورغم أن المنطقة التي اختيرت لبناء المدينة منطقة صحراوية متقدة الحرارة، وربما كان يتصور كثيرون أنها لا تبدو المكان المثالي لبناء مدينة جديدة، إلا أنها المكان الذي اختير في الأخير لبناء المدينة التي تقدر بمساحة حي مانهاتن نفسه في نيويورك.
ورغم تراجع أسعار النفط على مدار العام الماضي، إلا أن الكويت لا تزال غنية للغاية. ومن منطلق إدراك قادتها أن النفط سينضب يومًا ما، فقد قرروا استثمار ثرواتهم المادية في أصول من شأنها أن تمنح البلاد مستقبلاً مزدهراً في مرحلة ما بعد النفط.
سميت المدينة بهذا الاسم نسبةً إلى الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت الذي يبلغ من العمر 86 عامًا، والذي تولى مقاليد الحكم في البلاد عام 2006. وذلك في الوقت الذي يدعم فيه أيضاً مشروعاً آخر أكثر طموحاً هو مدينة الحرير المقترح بناؤها على جزيرة بوبيان القريبة من الحدود العراقية، لكن بعد بناء جسر ضخم فوق خليج الكويت.
لفتت بهذا الخصوص صحيفة الدايلي ميل البريطانية إلى أنه قد تم الانتهاء بالفعل من بناء مدينة صباح الأحمد البحرية، وأن المسؤولين يضعون الآن الخطط التي تعنى بتحويلها إلى مدينة حضرية يعيش فيها 250 ألف شخص خلال بضع سنوات من الآن.
استلهمت فكرة مشروع المدينة من مطور العقارات الكويتي الراحل، خالد يوسف المرزوق، الذي قام بتمويله كاملاً عبر شركته "لآلئ الكويت"، وها هو المشروع يخرج الآن إلى النور بفضل الجهود المتواصلة التي يبذلها في هذا الصدد نجله فواز المرزوق.
وقال ايان ويليامز، مدير المشروعات لدى شركة لآلئ إنه لا يمكنه تحديد كلفة المشروع برمته، لكنه أكد أنه يقدر بمليارات الدولارات. وأضاف في تصريحات أدلى بها للصحيفة "تم تصميم المشروع في ثمانينات القرن الماضي، لكن لم يتم البدء في تنفيذه عملياً على أرض الواقع حتى عام 2003. ويتم وقف العمل بالموقع في فترة الذروة الصيفية (بين يونيو وأكتوبر) بين الساعة الـ 11 صباحاً والـ 4 مساءً. وبينما قد تصل درجات الحرارة هناك إلى أكثر من 50 درجة سيليزية، فإن العمال المشاركين لا يتعرضون لظروف شديدة الصعوبة".
هذا ويعمل في لمشروع ما يقرب من ألفي عامل من 20 دولة أبرزهم الهند. وتم نقل ملايين الأطنان من الرمال بوساطة 29 جرافة، 70 حفاراً و113 شاحنة تفريغ عملاقة. واستخدم الرمل في بناء المدينة بحيث يمكنها التعامل مع ارتفاع منسوب البحر.&
وقامت شركة الاستشارات الهندسية Buro Happold بتصميم نظام بوابات خاصة بالمد والجزر (لإدخال المياه الى المدينة مسافة تقدر بحوالي 6 أميال من الخليج العربي) وتم اختبار نموذج من ذلك النظام في معهد الهيدروليك الدنماركي في كوبنهاغن. وتم تصنيع البوابات وتثبيتها من قِبل شركة بريطانية يوجد مقرها في كارديف. ويتوافر خبراء تربة يساعدون على تغذية بذور جديدة لنباتات الأيكة الساحلية (التي تعرف باسم المانغروف) بحيث يمكنها الصمود أمام ارتفاع ملوحة المياه.
وأضافت الصحيفة أن النباتات والمانغروف وحدائق المشاتل المرجانية ستعمل جميعها على إعادة الحياة مرة أخرى إلى المنطقة والبحر المحيط بها. كما سيتم تزويد المدينة بمياه محلاة من 17 برجاً خرسانياً مميزاً يعني توفير المياه بشكل مستمر. ويتم العمل كذلك الآن على توفير الطاقة الكهربية، الاتصالات والإنترنت هناك.&
&
التعليقات