«إيلاف» من لندن: علمت «إيلاف» أن هناك محاولات لجمع الأطراف الكردية من أجل تفادي الفيتو التركي على حزب «الاتحاد الديمقراطي» الذي تعتبره أنقرة إرهابيا وذلك ما قبل اجتماع أستانة الذي من المتوقع أن يشهد جلوس الفصائل المسلحة المعارضة مع النظام السوري بعد تكثيف الفصائل اجتماعاتها في تركيا للوصول الى صيغة الموافقة النهائية، وفي المقابل من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة تنسيقا تركيا روسيّا بشكل أكبر بعد زيارة لوفد من الادارة الذاتية الكردية الى واشنطن .

‎وقال المعارض السوري الكردي زارا صالح في لقاء خاص مع «إيلاف»& إن "روسيا تصدرت المشهد السوري بقوة خاصة بعد تسوية حلب واعلان الهدنة وقد استطاعت اشراك تركيا معها كونها طرفاً داعماً ومؤثرًا على فصائل من المعارضة المسلحة خاصة وان تركيا كانت بحاجة لمقايضة ذلك مع منطقة الباب ودخولها عمليا في سوريا باسم «درع الفرات» بهدف محاربة الأكراد".

‎وأشار الى الدور الروسي في الملف السوري في ظل الغياب الاميركي والفترة الانتقالية لحين استلام دونالد ترامب السلطة في البيت الأبيض، واعتبر أن ذلك أثّر كثيرا حيث "سارع فلاديمير بوتين الرئيس الروسي بخطوات استباقية لفرض واقع جديد في صالح النظام ليصل إلى الاستانة ورعاية الحوار بين الفصائل العسكرية والنظام فقط في هذه المرحلة".&

التحكم الروسي

ورأى صالح أن نجاح استانة والهدنة هو اختبار للعمق لجهة التحكم الروسي والتركي بالملف السوري رغم اشراك ايران في البداية حيث لقاءات موسكو توجت ب "إعلان موسكو " الا أن الاختلاف والممانعة الايرانية ظهرت في حلب واليوم في وادي بردى لأنها لا تتفق مع كل ما يطرحه الروس خاصة في ما يتعلق بمصير بشار الأسد لهذا تعرقل الهدنة مثل النظام كي تكون وفق شروطه" .

‎وأكد المعارض الكردي أن روسيا يهمها اليوم جلب الطرفين العسكريين الى استانة وفق شروطها "ثم يتم الحديث عن الجهات الأخرى من " المعارضة " المعتدلة والقريبة من النظام مع "المنصات" المتعددة وقد يصبح الائتلاف ايضاً منصة ورقما فيما هو يذهب نحو الانهيار تدريجياً".

‎وحول التحركات في قاعدة حميميم واللقاءات الروسية مع الأطراف الكردية قال " روسيا عبر قاعدتها في حميميم تحاول امتلاك الورقة الكردية وأرسلت في طلب جميع الأحزاب وقد التقت معهم باستثناء المجلس الوطني الكردي الذي رفض المكان وطلب اللقاء في الخارج، وبالتأكيد فإنها تحاول ايجاد ممثلية كردية لاتحمل اسم حزب الاتحاد الديمقراطي لانه مرفوض من قبل تركيا وبعض الأطراف من المعارضة ".

‎وفي السياق&ذاته حاولت الادارة الذاتية أن تلبي الطلب الروسي وغيّرت في مؤتمر الرميلان مشروعها من " روجافا - غرب كردستان " الى "فيدرالية شمال سوريا"& الا أن صالح اعتبر أن "ذلك لن يكون كافياً لارضاء الضامن التركي. لكن المحاولات مستمرة في ذلك السياق وستكون هناك جولات أخرى قريبا ولن تنتهي قبل محادثات كازاخستان".&

جمع الأطراف الكردية

‎وحول جمع الأطراف الكردية ماقبل أستانة لتفادي الفيتو التركي قال " هناك في هذا المنحى دعوات من أكثر من جهة لضرورة حوار كردي - كردي للوصول إلى وفد مشترك. اضافة إلى ذلك وبعد أن عزز النظام مواقعه عبر الروس والايرانيين فقد بدأ يتحرك في المناطق الكردية باسماء اخرى وايهام الناس بان شيئا لم يحدث وانه عاد إلى سابق عهده، وتم مؤخراً تأسيس " ملتقى الجزيرة الوطني " من قبل المنظمة الاثورية الديمقراطية و الحزب الديمقراطي التقدمي بقيادة عبدالحميد درويش، مع شخصيات بعثية ومستقلين قريبين من تلك الدائرة والترويج باسم الوحدة الوطنية والتعايش السلمي وغيرها من الشعارات التي تهدف إلى تحرك بين الاوساط السياسية والمجتمعية خاصة الكردية وعقدت لقاءات عدة في سبيل العودة إلى حاضنة النظام رغم كل الجرائم والقتل الممنهج من قبله وكذلك من الميليشيات التكفيرية ".

‎وشدد صالح " على ان كل التحركات التي يديرها النظام بين فصائل المعارضة وبين الاوساط الكردية تهدف إلى المساعي لتشكيل " معارضة تحت الطلب " وتأتي بالتوازي مع ماتقوم به روسيا ايضاً ، ولكن بأهداف قد تتقاطع لانها اليوم عامل مهم لايمكن تجاوزه وقد يكون شريكاً متحالفا بحكم المصالح مع ادارة ترامب القادمة.

تقلص الخيارات

‎الخيارات الكردية تتقلص في ظل الظروف الحالية لأن ما يراه صالح أن المعارضة ويقصد هنا "الائتلاف بقي سلبياً في تناوله القضية الكردية رغم الوثيقة الموقعة معه نظرياً لكنه تقاطع مع رؤية النظام خاصة لجهة الطرح الفيدرالي لسوريا، وطبعاً النظام غير متوقع منه الاقرار بالحقوق الكردية، لهذا فإن البحث عن تمثيل كردي مستقل قد يكون مخرجاً ومطلبا دولياً للحضور الكردي في المفاوضات مستقبلاً رغم بعض المعوقات خاصة من طرف الاتحاد الديمقراطي وادارته الذاتية.".

‎وتبدو جميع الأطراف السياسية الكردية مطالبة بتجاوز خلافاتها اليوم حيث لفت الى أنه يجب عدم الرهان على الذين يتنكرون لحقوقهم سواء من النظام او المعارضة والبدء بحوارات جدية ومسؤولة "ترتقي لطموح الشعب الكردي في تمثيل موحد يضمن حقه في تقرير مصيره بما فيها الاستقلال او الفيدرالية وذلك يعتمد ايضاً على ازالة العقبات والممارسات التي تعيق التوافق لانها السبيل والخيار الوحيد لضمان الحقوق وشراكة مع بقية المكونات في الدولة الاتحادية.".

‎وعبّر عن&مخاوفه لأن الملفت في الأمر أن "هناك أحزابا كردية ومستقلين أكرادا يستعيدون الخطابات السابقة لهم في عهد ماقبل عام 2011 في نبرة حنين وندم لأنهم " خرجوا موقتاً " ولكي يكسبوا ود النظام فقد جددوا خطابهم المعهود في " جلد ذاتي " وانفصال عن الواقع الكردي ".