لندن: محبو الكتاب لا يترددون في شراء رواية جديدة رغم انها قد لا تكون عملا عظيماً يضاهي أعمال ديكنز أو سيرفانتيس.& ولكنّ&محبي الاوبرا يتجنّبون حضور الأعمال الاوبرالية الجديدة لأنها لن تكون بمستوى النتاجات الاوبرالية التي تشكل القسم الأعظم من آثار هذا الفن. &

ومن اسباب هذه المشكلة آلية إيصال العمل، فالاوبرا لا تكون متاحة بقدر توفر الكتاب الجديد وهي عموماً أغلى من الكتاب. &

ويتمنى البعض لو أمكن تقديم الاوبرا كما يُقدم المهرجان السينمائي. وهذا ما تحاول القيام به مهرجانات أكثر فأكثر، بما في ذلك تقديم اوبرا "كسر الموجات" للمؤلفة الموسيقية وعازفة البيانو الاميركية ميسي مازولي خلال احتفال مهرجان بروتوتايب في نيويورك بموسمه الخامس، وفي مركز كندي أقامت فرقة اوبرا واشنطن الوطنية مهرجاناً مصغراً للاحتفال بمرور خمس سنوات على الفعالية التي أطلقتها بعنوان "مبادرة الاوبرا الاميركية".&والهدف هو إعطاء الفرقة وفنانيها حرية تجريب اشياء خارج قيود الإنتاج التقليدي، ويُلاحظ ان المؤلفين الموسيقيين الشباب ليسوا كلهم مستجدين تنقصهم الخبرة. وان محمد فيروز الذي كتب اوبرا "زوجة الدكتاتور" يبلغ من العمر 31 عاما ولكن برنامج هذا العام سيشهد تقديم العرض الأول لاثنين من أعماله الاوبرالية الكبيرة اولهما "الأمير الجديد" على مسرح اوبرا نيدرلاندز في امستردام في مارس المقبل. &

وتستند اوبرا "زوجة الدكتاتور" التي تشكل محاولة اوبرالية في السخرية السياسية الى نص مسرحي كتبه محمد حنيف، مؤلف اغاني الاوبرا، في 2008 عن زوجة دكتاتور واسع الثراء في بلد غير محدد مع إضافة شخصيات اخرى للنسخة الاوبرالية من النص بينهم متظاهرون يطالبون بوقف الحرب تارة وبشن الحرب تارة اخرى. &

عمل ساخر

كما ان فكرة اعتبار العمل هجاء ساخرا يتناول ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الاميركي الجديد لم تكن فكرة موفقة، والحقيقة ان "زي" الدكتاتور الغائب هو طقم من الطراز الذي يرتديه ترامب مع ربطة عنق حمراء كتلك التي يرتديها ترامب، ولكن رغم الاشارات الى الحقيبة ذات الشفرات اللازمة لاستخدام اسلحة نووية وهتافات المتظاهرين عن سقوط هذا الجدار وذاك الجدار لم تكن في الحقيقة حادة بما فيه الكفاية لتكون مؤثرة بل بدت الأوبرا وكأنها عمل ساخر عن بلد من بلدان العالم الثالث، كما لاحظت الناقدة آن ميجيت في واشنطن بوست.& لكنها أثنت على فيروز قائلة انه يكتب باقتدار للصوت الاوبرالي. &

واستعرضت الناقدة ميجيت اعمالا اوبرالية اخرى شهدتها المسارح الاميركية في الايام الماضية بينها مدام بترفلاي للموسيقار بوتشيني وثلاث اوبرات كل منها 20 دقيقة الواحدة تلو الأخرى قائلة ان الاوبرا ذات العشرين دقيقة جنس فني صعب يتحدى مبدعيه ليس لايجاد منافذ تتيح الأداء فحسب بل وتقديم قصة يمكن ان تمارس تأثيرها الدرامي في مثل هذه الفترة القصيرة. &

وفي فبراير ومارس ستقدم فرقة الاوبرا الوطنية الويلزية عملين اوبراليين جديدين لمؤلفين موسيقيين اميركيين ما زالا على قيد الحياة هما جايك هيغي وتيرينس بلانشارد.& وارتفعت شكاوى من محبي الاوبرا التقليديين من هذا التجديد.& ولكن زيادة شعبية فن الاوبرا تتطلب تمكينها من احتضان الجديد ايضا.& فان محب الكتاب لا يريد ان يكتفي بقراءة بروست ومحب الاوبرا لا يريد ان يكتفي بالاستماع الى مدام بترفلاي.& &

أعدت «إيلاف»&هذا التقرير بتصرف عن «واشنطن بوست».& الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.washingtonpost.com/entertainment/music/opera-as-lively-art--or-not-so-lively/2017/01/15/abffc070-db4b-11e6-b2cf-b67fe3285cbc_story.html?utm_term=.17c9feb346e9&wpisrc=nl_most-draw14&wpmm=1