واشنطن: بعد أسابيع من الفضائح، يتوجه الناخبون في الاباما إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء وسط تنافس على مقعد مجلس الشيوخ بين جمهوري متهم بالتحرش بقاصرات قبل عقود وديموقراطي يسعى إلى تحقيق فوز غير متوقع في الولاية التي لطالما كانت معقلا للمحافظين. 

ويرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في هذه الانتخابات التي يتابعها المراقبون عن كثب اختبارا لأسلوبه الشعبوي حيث دعا أنصاره إلى اختيار الجمهوري روي مور، وهو قاض سابق محافظ بشكل كبير تركزت الانتخابات عليه من البداية. 

ويواجه مور، الذي يرغب بإدخال نشاطه الديني إلى مجلس الشيوخ، اتهامات منذ شهر بأنه تحرش بفتاتين قاصرتين في أواخر السبعينات عندما كان مدع عام في الثلاثينات من عمره. 

ووضعت الفضيحة مقعد مجلس الشيوخ عن ألاباما بمتناول الديموقراطيين لأول مرة منذ ربع قرن. 

وهزت كذلك صفوف الجمهوريين حيث دعا قادة الحزب وأعضاء الكونغرس مور إلى التنحي لدى ورود الاتهامات لأول مرة لكن دون فائدة. والآن، بغض النظر عن النتيجة، بات الجمهوريون في وضع لا يحسدون عليه. 

ففي حال فوز مور، هناك خطر من تلطخ سمعة الحزب الجمهوري عبر ربطه بالقاضي خاصة في وقت تهز الاتهامات بالتحرش الجنسي الساحة السياسية في واشنطن بعدما تم الكشف عن سوء سلوك جنسي في هوليوود والوسط الإعلامي.

وفي محاولة لحماية مقعد ألاباما، دعم الرئيس الأميركي مور رغم الاتهامات حيث قال الاثنين "أحتاج من ألاباما بأن تصوت لروي مور". 

وأما الرئيس السابق باراك أوباما، فأعلن عن دعمه للمرشح الديموقراطي دوغ جونز لتولي مقعد الولاية حيث بإمكان أصوات الأفريقيين الأميركيين حسم النتيجة. 

وقال أوباما إن "الأمر جدي (...) أخرجوا وصوتوا". 

وأظهر آخر استطلاع أجرته شبكة "فوكس نيوز" تقدم المرشح الديموقراطي بعشر نقاط رغم أن استطلاعا أجرته شركة "ايمرسون" أشار إلى تقدم مور بنفس عدد النقاط تقريبا. ويتنافس المرشحان للحلول محل جيف سيشنز الذي تم تعيينه وزيرا للعدل. 

وتفتح مراكز الاقتراع في ألاباما أبوابها من الساعة السابعة صباحا حتى السابعة مساء (1300 حتى 0100 ت غ). 

 واستعار مور جملة من أدبيات ترمب حيث اعتبر أن الاتهامات بحقه هي "أخبار كاذبة"، وهو شعار يردده أنصاره فيما دافعت عنه زوجته كايلا. 

وأما جونز، فحاول كسب الجمهوريين المعتدلين والناخبين من الطبقات العليا الذين ابتعدوا عن مور بسبب الاتهامات بحقه. 

وقال جونز لحشد في برمنغهام "ستكون هذه الانتخابات بين الأهم في تاريخ ولايتنا". وأضاف "حان الوقت لنضع أخلاقنا وولايتنا قبل الحزب السياسي".