في لقاء شامل مع "إيلاف"، قال مازن تركي السديري إن السطوة الدينية أثرت في قرارات المملكة الاقتصادية، وإن التفاوت بين راتبي الرجل والمرأة يضر بالرجل، وإن الخصخصة تحمي الاقتصاد السعودي من الترهل، وخصخصة أرامكو ضرورية، وإن تأخرت، مستعيدًا بعض ذكريات والده الراحل.

إيلاف من الرياض: الجميل في الحوار مع مازن السديري، رئيس إدارة الأبحاث في شركة الراجحي المالية، والكاتب والمحلل الاقتصادي، ابن الصحافي الكبير الراحل تركي السديري، أنه يقطف من كل بستان زهرة. يتحدث لـ "إيلاف" عن تخصصه في الاقتصاد وعن الصحافة والأدب والرياضة والذكريات.

على الرغم من صغر سنه، فإن ذكرياته كثيرة، وذاكرته تصويرية. تحدث عن تفاؤله بخصخصة شركة أرامكو. وذكر أنها خطوة ضرورية، حتى وإن تأخرت. ورأى أن مشكلة التعليم تكمن في صعوبة تقييمه ومعرفة منتجه وتحديد ماهية الخلل فيه. واستغرب من التفاوت بين رواتب الرجال والنساء، ذاكرًا أن المتضرر في الآخر هو الرجل. تحدث عن العديد عن ذكريات والده، والكثير منها ليس للنشر.

بالنسبة إليه، السطوة الدينية أثرت في عدد من القرارات الاقتصادية في المملكة، والخصخصة هي الحل الوحيد لحماية اقتصاد البلد من الترهل.&

في ما يأتي نص الحوار:

• ضمن آخر المشاريع السعودية التي دشنت، كان إطلاق مشروع جودة الحياة، وصرف نحو 13 مليارًا على هذه المشاريع. ما رأيك في ذلك؟

تغيرت المؤشرات الاقتصادية أخيرًا منذ السبعينيات الميلادية، وبدأت تتطور وتهتم في التطور البشري. فالناتج المحلي للفرد لم يعد هو المهم، لأنه مقياس كمي. وفي العادة الدول النامية هي من يستخدم هذا المقياس. بالنسبة إلى الدول التي كانت فقيرة ونمت، وتعتمد على الطاقة البشرية العمالية ورخص اليد العاملة، نلاحظ أن متوسط الأعمار فيها ينخفض بسبب عوامل عدة، منها العمل في بيئة غير صحية.&

فالدول الأوروبية لا تهتم بالناتج المحلي، بصفته معيارًا لتقدم الدولة، لأنه معيار كمي. المهم هو المعيار النوعي، ويكون بارتفاع دخل الفرد ومتوسط الأعمار، إضافة إلى ارتفاع المستوى التعليمي. ومن أبعاد الرؤية والتحرر من الاعتماد على البترول كمورد وحيد هو الارتفاع بجودة حياة المواطن ورفع الوعي التعليمي والبيئي من خلال رفع المستوى العمري.

ثمة مشكلة في السعودية، وهي زيادة الأمراض، وهذا يسبب تدخل الدولة لتوفر العلاج للمواطن، وبالتالي هناك زيادة في التكلفة. عندما ترفع منسوب الوعي الصحي من خلال محاربة السمنة والتدخين مثلًا، فأنت تقلل من الأمراض القاتلة كالضغط والسكري والسرطان. المفترض إذًا رفع جودة البيئة للأفراد، فهذا ينعكس انخفاضًا في &الأمراض المزمنة.&

عندي مثال آخر: يعاني مجتمعنا كثيرًا من مرض السكر بسبب السمنة المفرطة وقلة الرياضة. فالوعي الرياضي عند الرجال شبه مفقود، إضافة إلى قوة دينية حرّمت الرياضة على المرأة في فترة ما. أذكر قبل 15 عامًا أن عدد الأندية الرياضية المخصصة للنساء في الرياض كان لا يتعدى أصابع اليد الواحدة.

• برأيك، هل أثرت السطوة الدينية في عدد من القرارات الاقتصادية، مثل قيادة المرأة والأندية النسائية؟

الإنسان هو من يصنع الاقتصاد من خلال المؤثرات الاجتماعية والدينية. لذلك، حاربت ثقافتنا الكثير من الأنشطة في السابق، مثل الأنشطة الرياضية النسائية. السطوة الدينية وصلت كذلك إلى لاعبي كرة القدم. ففي فترة ماضية، تأثر عدد من اللاعبين بالصحوة الدينية، وظهرت عليهم سمات التدين في التسعينيات الميلادية. لكن كرة القدم أقوى من أي توجه ديني ومن الصحافة وحتى من الفن، فلم تستطع الصحوة السيطرة على معشوقة الجماهير.

عمومًا، للأسف، لم تلقَ الرياضة السعودية في فترة معينة تشجيعًا حقيقيًا من جميع الجهات، لكن هذه النظرة بدأت تتغير أخيرًا إلى الأحسن، وأنا متفائل جدًا بما هو آتٍ.&

ارتفاع الإيرادات غير النفطية
• بعد نهاية الربع الأول، شهدت الموازنة السعودية ارتفاعًا في الإيرادات غير النفطية. ما هي نظرتك إلى هذا الارتفاع؟

لا شك في أن الارتفاع أتى نتيجة الرسوم الجديدة التي أقرّتها الحكومة، على رأسها ضريبة القيمة المضافة. أما بالنسبة إلى رسوم الوافدين، فهي ترتبط بالصيف أكثر، لأنها تكون في وقت تجديد الإقامات، أي موسمية. لكن ضريبة القيمة المضافة أسهل للتحصيل، وبالتالي تؤدي إلى زيادة في الإيرادات.&

• سبق أن كتبت كثيرًا عن صندوق الاستثمارات العامة وضرورة استغلاله بالشكل الأمثل. كيف ذلك؟&

تأسس صندوق الاستثمارات العامة في السبعينيات الميلادية. أسسه الشيخ حمد السياري، عراب مؤسسة النقد، الذي كانت له إسهامات عدة في تشكيل وتكوين الصناعة البتروكيميائية في المملكة. الأصول التي يديرها الصندوق تقدر قيمتها بنحو 840 ملياراً، وفي بداية عهد الملك سلمان كانت تقدر تقريبًا بـ 500 مليار.&

كان خطأ أن يدار صندوق بهذا الحجم من داخل الوزارة المالية. كان المفترض أن يتحول إلى صندوق سيادي ويستقل. من إنجازات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ظهور صندوق بشخصية إدارية اقتصادية مستقلة، صندوق ضخم عملاق قادر أن يدفع بالحركة الاقتصادية، إضافة إلى أن تكون له مساهمات استثمارية في الخارج.&

في عام 2008، تراجعت أسعار الأسهم في العالم، وكانت فرصة ذهبية للمملكة لتستثمر. لكنها لم تستطع الإستثمار لأن النظام الإداري في ذلك الوقت لم يكن يسمح.&

• انتشرت هاشتاغات في مواقع التواصل الاجتماعي، مثل #السعودية_للسعوديين، ودعوة إلى التخلص من الأجانب في سوق العمل لتكون الأولوية للسعوديين. فما رأيك؟

الأنظمة فكرتها توفير العدالة. إنها مهمة وزارة العدل. من أساسيات سوق العمل توفير العدل بغضّ النظر عن حل مشكلة البطالة أو السعودة. طبيعي كصاحب مؤسسة، إذا توافر موظفون سأختار الأقل كلفة. مشكلة البطالة تحلها الحكومة. إذا كان الموظف الأجنبي خبيرًا وكفوءًا، فأهلًا وسهلًا به. أنا تعلمت وعملت في بلجيكا. شاهد العمالة في أميركا، معظمهم من غير الأميركيين. في فترة من الفترات، كان رئيس سيتي بنك هنديًا. لذلك، الحرص كل الحرص على تعيين الكفاءة المميزة بغضّ النظر عن الجنسية.&

• طالب أعضاء في مجلس الشورى صندوق التنمية العقارية بتقديم قروض ملائمة إلى الأسر الشابة، مراعيًا جدولة السداد بما يتماشى مع دخلها؟ ما رأيك بجهود الصندوق ووزارة الإسكان؟.

من الصعب أن تضع الثقل كله على الصندوق العقاري ووزارة الإسكان. لا أحد يظن أن رسوم الأراضي البيضاء ستحل أزمة الإسكان. الطلب أعلى من العرض، والتزايد السكاني مستمر. لا ننسى أن قروض البنك العقاري هي بفوائد&رمزية، لذا هي عبء على الدولة. لذلك، تم اللجوء إلى البنوك كي تقوم بالإقراض.

عمومًا، الإصلاح العقاري في المملكة جزء من إعادة هيكلة اقتصاد المملكة. تخيل 65 في المئة من سكان المملكة يعيشون في ثلاث&مدن (الرياض وجدة والدمام)، وهذا يمثل ضغطًا على العقار في المدن. ظهور مناطق سكنية جديدة مهم جدًا، وكذلك تطور وسائل البناء مهم جدًا، فوسائل بناء المنازل في السعودية قديمة من القرن التاسع عشر!! يجب أن تتطور وتواكب الوسائل الحديثة في بناء المنازل.

مع الخصخصة
• أهذا ما يجعلك تكرر دائمًا أن الخصخصة هي ما يحمي اقتصاد البلد من الترهل؟&

لا شك في أن الخصخصة هي الطريق الوحيد لذلك في دول العالم كلها. نحن دولة متأخرة في هذا المجال. لكن الخصخصة ليست بالسهولة التي يظنها البعض. الكلام هو أن تجعل أصولك مربحة ومغرية، وهي أصلًا أصول خدماتية، فهذا تحدٍّ قوي. لكن الجميل هو البدء بالطريق الصحيح.&

• وصفت تجربة خصخصة أرامكو بأخطر تجربة في تاريخ الاقتصاد السعودي. لماذا؟

على الرغم من غناء دول، مثل النروج، مع ذلك تمتلك ثمانين في المئة من شركة ستات أويل، والصين تمتلك ثمانين في المئة من شركات النفط، وهي شركات مخصخصة. السعودية ستستمر مسيطرة، لكن ماذا لوحظ على الشركات في النروج والصين عندما خصخصت شركات النفط؟.. انخفاض التكلفة الإدارية، وانخفاض إنتاجية البرميل. خلال سنوات، كان أعضاء مجلس إدارة أرامكو وزراء، ومع كامل احترامي: ما مدى معرفة هؤلاء الوزراء بصناعة البترول؟، فهم غير متخصصين فمثلًا لماذا لا يكون رئيس سابك عضوًا في مجلس إدارة أرامكو؟ ما المانع؟، فسابك أكبر عميل لأرامكو، وثاني رافد بعد المواصلات هو البتروكيميائيات.&
فيجب أن يكون أعضاء مجلس الإدارة متنوعين، ومن شركات عدة، كي تعرف ما يدور في العالم من مستجدات، ويساعدوا على رفع المستوى العام للشركة.&

هدف الأمير محمد بن سلمان من الخصخصة أن يكون للشركة نظام حوكمة يحميها. فالشركة كانت في خطر أن تنهار مرتين، إحداهما في الثمانينيات، حين حصل خلاف عنوانه: هل تستحوذ عليها شركة بترومين أو لا؟، كانت وزارة البترول في ذلك الوقت في عهدة أحمد زكي اليماني، وكانت تسعى إلى أن تكون أرامكو تحت إدارة بترومين الصغيرة. نتيجة لذلك، هدد عدد من أعضاء مجلس الإدارة، ومن ضمنهم علي النعيمي، بالاستقالة!"، لأنه من غير المنطقي أن تدير شركة صغيرة شركة أرامكو، والملك فهد رحمه الله رفض هذا القرار، وتمت نتيجة لذلك تغييرات جذرية في الوزارة، وصادف خروج أحمد زكي من الوزارة في ذلك الوقت". برأيي، من أهم إنجازات الملك فهد الكبيرة هي سعودة أرامكو بهدوء.&

من أهم إنجازات علي النعيمي حماية أرامكو في موقفين: الأول عندما رفض إدارة بترومين للشركة، والثاني عندما كانت أرامكو في خطر الإنهيار، وهذا ذكره النعيمي في كتابه "من البادية إلى عالم النفط" راويًا أنه في عام 1998 أتت شركة أميركية وأقنعت الأمير سعود الفيصل بأن تتولى عمليات التنقيب وزيادة الطاقة الإنتاجية لأرامكو مقابل أخذ الامتيازات. رفض النعيمي في ذلك الوقت ذلك، ودافع عن قدرة أرامكو وكفاءة شبابها في العمل. استدعى الملك عبدالله رحمه الله غازي القصيبي في ذلك الوقت، وسأله عن رأيه في موضوع الشركة الأميركية. رد القصيبي أن المملكة تملك وزير نفط تتمنى كل شركات أميركا النفطية أن يعمل فيها، فيجب أن نسمع كلام النعيمي في هذا الموضوع.&

تخيل لو حدث العكس، لكانت المملكة لم تستفد من الطفرة النفطية التي حدثت في عهد الملك! لذلك، لا تستطيع بناء استقرار شركة على أفراد، بل يجب البناء على نظام حقيقي.&

ففائدة الخصخصة ترتفع كفاءة الشركة وشفافيتها. أنا متفائل في خصخصة أرامكو، لكن الخوف يكمن في ألا تتم الخطوة بتوازن بل باندفاع. المملكة تدرك خطورة الخطوة، لكنها تعي بأهميتها ووجوب اتمامها، حتى لو تأخرت سنوات.&

بين الاقتصاد والسعادة
• أخيرًا قامت دبي بتوحيد أجري الرجل والمرأة. هناك مطالبات في مجلس الشورى بتوحيد فجوة الأجور بين الرجل والمرأة. بعضهم يرى أن هذه الفجوة طبيعية وعالمية، وليست موجودة في السعودية فحسب.&

يجب أن تكون الأجور مرتبطة بنوع المهنة بغضّ النظر عن الجنس، فلماذا التفاوت؟.. على فكرة، هذا التفاوت مستقبلًا يضر الرجل لأن الفتاة تؤدي العمل نفسه براتب أقل. مؤشرات البنك الدولي تركز على مدى مساهمة المرأة في بناء المجتمع، لأن المرأة هي المجتمع، والأم إذا كانت فاسدة يخرج لنا ابن لص، وبالتالي المجتمع ينحط. لكن عندما يأتي دخل مناسب للأم تستطيع من خلاله أن تعيش أولادها وتدرسهم وتعالجهم، ولا تتذلل لرجال المجتمع. يخرج لك أبناء صالحون، وبالتالي يصلح المجتمع. تخيل لو انحرفت الأم، يخرج لك أولاد فاسدون بلا قيم، وبالتالي ينحط المجتمع. انحطاط المجتمع خطير، وعودة إصلاحه ليست بالسهولة ولا بالسرعة المتوقعة، فهي تأتي بعد جيل كامل، وأحيانًا بعد أجيال.&

• برأيك، هل سعادة الفرد مرتبطة بالاقتصاد المرتفع؟

الاقتصاد مؤشر من المؤشرات، لكن ليس صحيحًا أن يقرن بالسعادة. أهم شيء هو سعادة الإنسان، والسعادة مفهوم نسبي. السعادة ليست معناها ثروة ولا فلوسا، الدول الإسكندينافية من أغنى الدول، ومع ذلك من أكثر الشعوب كآبة. سعادة الإنسان هي أن يجد الأساسيات في حياته: تعليم وصحة، وهذا لا يتم إلا بوجود اقتصاد قوي، والاقتصاد يتطلب متطلبات عدة، على رأسها استقرار أمني وتعليم مميز، ثم يتبعها قوانين ونظام مصرفي قوي وشبكة مواصلات مهمة، لذلك المهم هو الرضا النفسي للفرد.

• &ما رأيك بمستوى التعليم وأداء المؤسسات التعليمية في المملكة؟
التعليم في العالم كله سيئ، وأميركا من أسوأ الدول في التعليم الأولي. مشكلة التعليم الأساسية أنه غير مرتبط بمؤشر اقتصادي، فأنت لا تعرف عن مستوى هذه المدرسة ومنتجها. أساس التعليم هو المدرّس، وهذه وظيفة أخلاقية لا تعرف كيفية قياسها، وهنا المشكلة الرئيسة. لكن يجب أن يكون هناك تطور تقني، فالمناهج يجب ألا تكون مطبوعة، وهناك تساؤلات تدور في&ذهني مثلًا لماذا يجب أن يدرس الطالب 12 سنة، لماذا هناك نظام ثانوية عامة، أنا لا أعرف إجابتها، ولا أعرف أن أنفيها. أذكر في فرنسا أن الطالب في الابتدائي يدرس أربعة أيام وثلاثة أرباع دوامه تجده أكثره رعاية، لأن والديه&في العمل.

التكريم الأصدق
• تم أخيرًا إقرار جائزة باسم الراحل تركي السديري، ثم تكريم من صحيفة عكاظ. فالتكريمات تتوالى للراحل.&

عكاظ مؤسسة من أهم المؤسسات العربية، والتكريم من المنافس هو أعظم تكريم، لأنه الأصدق، ولأن المنافس هو أفضل من يراك، والشكر للأستاذ جميل الذيابي، فهو من رؤساء التحرير الشباب، كان يرى فيه الوالد رحمه الله ادراكُا ووعيًا في تطور العمل، ولديه وعي في الإعلام الحديث وتواضع جم.&

• سبق أن كتب الأستاذ منصور النقيدان مقالا بعنوان "تأبين فارس"، وتحدث فيه عن الراحل تركي السديري، وذكر قصة تبيّن قوة علاقة الملك فهد بتركي السديري. حدثنا عن هذه العلاقة.

دعني أذكر هذه الحادثة: أجرى المذيع غالب كامل لقاءً مع أحد الوزراء في الثمانينيات الميلادية، وكان اللقاء جريئًا تضايق منه الوزير، وعوقب غالب كامل بسبب هذا اللقاء. شاهد الوالد اللقاء فكتب مقالًا أثنى فيه على غالب كامل وعلى الحوار. قرأ الملك فهد المقال، وطلب الحلقة لمشاهدتها، وأعجب بها، وطلب توجيه مكافأة وشكر&لغالب كامل. كان الوالد يؤخذ برأيه أحيانًا لدى القيادة وتقرأ مقالاته، ولطالما اتصل الديوان الملكي به في المنزل، ويكون هناك تواصل في حدود العمل، وكان له تواصل خاص مع الملك فهد، وأحيانًا يخالفه الرأي، لكن الملك كان يعرف أن آراءه نابعة من حب ووطنية، وأنه لا يتبع أجندة وأيديولوجيا معينة. كان له تواصل كذلك مع الملك عبدالله والأمير سلطان والأمير نايف رحمهم الله جميعًا. أما في ما يخص الملك سلمان فاللقاءات كثيرة جدًا، وعلاقتهما قوية تصل إلى حد الصداقة.

• لك مقالة عن &الكاتب الراحل غسان الإمام. يبدو أنه كانت هناك علاقة خاصة به؟

بداية معرفتي بالأستاذ غسان الإمام هي صفحة لآلئ وأصداف، التي كان يكتبها في "الشرق الأوسط"، وكان يلفتني أن آراءه وتوقعاته كانت دائمًا تخالف الجميع وتصدق. مثلًا، معظم الصحافيين اللبنانيين في فترة ما توقعوا سقوط حافظ الأسد، عدا غسان الإمام، والآن تشاهد مات حافظ، وأتى بشار بعده، وما زال حافظ يحكم سوريا من قبره. غسان الإمام عانى كثيرًا من حافظ الأسد، إلا أنه كان دائمًا منصفًا يصفه بالذكاء. القصد هو أن الأهواء والعواطف والدولار لا تتحكم بآراء غسان الإمام.
&
كان غسان رحمه الله قارئًا دقيقًا، وله قراءات نوعية. كان يقرأ "الأهرام" بشكل يومي، و"القدس العربي" لأنها معارضة، وتتابع إسرائيل من الداخل. القصد تنوع آرائه، ومنابع ما يريده من الصحف. كان رحمه الله يطالب الصحافي بالحياد، وألا يكون مطبلًا ولا من نوعية "خالف تعرف". كان كاتبًا يساريًا، أحبه الملك سلمان، وطلب منه الكتابة للشرق الأوسط واستمر يساريًا حتى بعد كتابته في الشرق الأوسط. كان يقول مشكلة الصحف العربية أنها غير معتمدة على نفسها، وتضطر إلى أن تطلب المعونات من الحكومات.
&