بهية مارديني: رفضت مصادر ذات صلة واطلاع على ملف إدلب أن تتحدث عن خلاف روسي تركي حول المحافظة والاتفاق الأخير بين البلدين والمنطقة العازلة في شمال سوريا، واعتبرته "تباينا في وجهات نظر اللجان المختصة".

وقال القيادي في الجيش السوري الحر فاتح حسون في تصريح لـ"إيلاف" "هو ليس خلافا بقدر ما يمكن وصفه بتباين في وجهات نظر اللجان المختصة حول آليات تطبيق الاتفاق حول إدلب الذي تم التوصل إليه بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في قمة سوتشي الثنائية الأخيرة".

واعتبر أن "كل جهة تعمل على تحقيق مكاسب تتماشى مع رؤيتها للاتفاق ومع الخطوة التالية التي ستقدم عليها بعد الاتفاق، وكذلك تجعل هناك خططا بديلة في حال تعذر تطبيق أحد بنوده".

تخوف روسي

قال حسون إن روسيا "متخوفة من حدوث تقارب تركي أميركي يؤثر على مصالحها في سوريا وإدارتها للملف، وبالتالي تحاول كل فترة وأخرى من خلال تصريحات مسؤوليها إرسال الرسائل لتركيا بضرورة الحفاظ على علاقة متينة معها، وبأن الاتفاقيات والتفاهمات بينهما ليست قطعية بل حسب الظروف السياسية والميدانية التي تتبدل كل فترة بما يتعلق بسوريا".

وأكد على أن "أكثر نقاط التباين هي ترسيم حدود المنطقة معزولة السلاح، فروسيا تريدها أن تبدأ من الحد الأمامي لقوات النظام بعمق 15-20 كلم باتجاه المناطق المحررة المسيطر عليها من قبلنا، وأن لا تكون عمق المنطقة مناصفة بين مناطقنا والمناطق المسيطر عليها النظام، وبالتالي هذا سيجعل المنطقة المحررة غير منزوعة السلاح أقل مساحة".

يضيف: "تتعهد تركيا أن تحفظ المنطقة بقواتها العسكرية... هذا مكسب عسكري للمعارضة، حيث لا يمكن مقارنة قدرات وامكانيات الثوار بقدرات وامكانيات القوات التركية".

وحول باقي النقاط المتعلقة حول الفترة الزمنية الخاصة بالاتفاق وهل هو دائم أو موقت وبطريقي حلب حماة وحلب اللاذقية ومصير إدلب والجماعات العسكرية المصنفة، يقول حسون: "لا أعتقد أن تركيا ستترك الروس يطبقون ما يرغبون به، حيث لا&تزال اللجان المختصة تعمل على ذلك وفق محددات مختلفة، فروسيا إلى جانب رغبتها بتحقيق كامل مصالحها ومصالح النظام فهي كذلك تنظر للاتفاق كورقة ضغط تستخدمها على تركيا في حال تقاربت مع أميركا، وأما تركيا فمحدداتها تصب لصالح الشعب السوري والشعب التركي على حد سواء".

إلى ذلك، تحدثت مصادر صحافية عن وجود أربع نقاط خلاف بين موسكو وأنقرة على تفسير اتفاق سوتشي حول إدلب.

ونص الاتفاق على إقامة منطقة عازلة في مناطق المعارضة شمال سوريا، وليس ضمن خطوط التماس بين قوات النظام والمعارضة.&

كما تضمن جدولاً زمنياً لسحب السلاح الثقيل في 10 من الشهر المقبل، والتخلص من المتطرفين في 15 من الشهر ذاته.

وقالت المصادر، بحسب جريدة الشرق الأوسط، إن موسكو أبلغت طهران ودمشق وأنقرة، أنه في حال لم يتم الوفاء بالموعدين، سيتم فوراً بدء العمليات العسكرية والقصف الجوي.

خلافات حادة&

يتعلق الخلاف الأول بعمق المنطقة العازلة كما سعت موسكو لضم إدلب ومدن رئيسية إليها مقابل رفض أنقرة.

ويتناول الخلاف الثاني طريقي حلب – اللاذقية، وحلب - حماة، ذلك أن روسيا تريد أن تعودا إلى دمشق قبل نهاية العام، في حين تتمسك أنقرة بإشراف روسي - تركي عليهما.

ويخص الخلاف الثالث مصير المتطرفين، بين رغبة أنقرة في نقلهم إلى مناطق الأكراد، وتمسك موسكو بـ"قتل الأجانب منهم".

ويختلف الجانبان حول مدة اتفاق سوتشي حيث أن "موسكو تريده موقتاً مثل مناطق خفض التصعيد في درعا وغوطة دمشق وحمص، فيما تريده أنقرة دائماً، مثل منطقتي (درع الفرات) و(غصن الزيتون).

"جيش العزة" يعلن رفضه الاتفاق الروسي التركي

أعلن الفصيل السوري المعارض "جيش العزة" في بيان صدر السبت رفضه &للاتفاق الروسي التركي حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في مناطق سيطرة الفصائل في محافظة ادلب ومحيطها، في أول رفض علني يصدر عن تنظيم "غير جهادي".

وينص الاتفاق الروسي التركي على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل عند أطراف إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة وتحديداً ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي.

وأعلن فصيل "جيش العزة" الذي ينشط تحديداً في ريف حماة الشمالي، في بيان على حسابه على موقع تويتر، رفضه أن "تكون المنطقة العازلة فقط من جانبنا" مطالباً بأن تكون "مناصفة"، أي أن تشمل أيضا مناطق تحت سيطرة قوات النظام. كما أعلن رفضه تسيير "دوريات الاحتلال الروسي على كامل أراضينا المحررة".

ويتضمن الاتفاق الذي جنّب ادلب، آخر معقل للفصائل، هجوماً واسعاً لوحت به دمشق، أن تسلّم كافة الفصائل الموجودة في المنطقة العازلة سلاحها الثقيل بحلول 10 أكتوبر، وينسحب "الجهاديون" تماماً منها بحلول 15 أكتوبر، على أن تنتشر فيها قوات تركية وشرطة عسكرية روسية.

وقال قائد "جيش العزة" الرائد جميل الصالح لفرانس برس "نحن ضد هذا الاتفاق الذي يقضم المناطق المحررة ويعمل على إعادة تعويم بشار الأسد".

وأكد الناطق باسم الفصيل مصطفى معراتي لفرانس برس أن لا خيار أمامهم في حال عدم الاستجابة لمطلبهم الا أن "نقاتل في سبيل حريتنا".

ويضم "جيش العزة"، وفق المرصد السوي لحقوق الانسان، قرابة 2500 مقاتل ينتشرون خصوصاً في منطقة سهل الغاب واللطامنة في ريف حماة الشمالي. وتلقى الفصيل خلال السنوات الماضية دعماً أميركياً وعربياً ثم تركياً. لكن علاقته ساءت مع أنقرة مؤخراً بعد رفضه الانضواء في صفوف الجبهة الوطنية للتحرير التي تشكلت مطلع الشهر الماضي بإيعاز تركي.

ويعد رفض "جيش العزة" للاتفاق، الأول الصادر علناً عن فصيل معارض، بعدما كانت الجبهة الوطنية للتحرير، تحالف فصائل معارضة بينها حركة "أحرار الشام"، رحبت مطلع الأسبوع بالاتفاق، مع تأكيدها "عدم ثقتها" بالجانب الروسي.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) ومجموعات جهادية أخرى أقل نفوذاً منها، بينها تنظيم حراس الدين المرتبط بتنظيم القاعدة، على نحو 70 في المئة من المنطقة العازلة المرتقبة، وفق المرصد.

ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من الهيئة التي كانت أعربت سابقاً عن رفضها "المساومة" على السلاح، معتبرة الأمر بمثابة "خط أحمر"، في حين أعلن تنظيم "حراس الدين" قبل أسبوع في بيان جرى تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي وأكده المرصد رفضه "لهذه المؤامرات وهذه الخطوات كلها".&