منال السليمي من الرياض: تعد زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان إلى مملكة البحرين امتدادًا للعلاقة الأخوية التي تربط المملكتين منذ التأسيس.&

وتاريخ العلاقات بين الشقيقتين انطلق قبل ما يقارب 90 عاما حيث كانت في عام 1930م أول زيارة رسمية للمؤسس الملك عبدالعزيز إلى البحرين، وجسد هذا التواصل في جسر ربط الأخوة والمحبة المتمثل في جسر الملك فهد عام 1986، ومن أجل سهولة الوصول بين المملكتين، فقد قرر في عام 2003 م تسهيل إجراءات تنقل مواطني البلدين بالهوية الوطنية. ليحظى الشعبان بالألفة والاستقرار فيما بينهم، واستمرت العلاقات بين الملوك حتى أهدى ملك البحرين "السيف الأجرب" للملك عبدالله بن عبدالعزيز أثناء زيارته في عام 2010.

ويسجل التاريخ استجابة المملكة العربية السعودية عام 2011 لنداء مملكة البحرين وأرسلت درع الجزيرة لحمايتها من أي تهديد والمشاركة في حفظ أمنها وسلامتها وردع كيد أعدائها عنها، وفي ذات العام سميت البحرين يوم 28 أبريل اليوم الأخضر تقديرًا وامتنانًا لمواقف السعودية معها منذ الأزل.

ولايزال مبدأ العون والمساعدة قائم في علاقات الأخوة حيث شاركت البحرين في عاصفة الحزم بقيادة السعودية عام 2015 سعيًا منها بأن الحزم والعزم وجهان لعملة المملكة في صد مواجهات الأعداء التي تستهدف منطقة الخليج وتحاول زعزعة الأمن الخليجي وتشويه صور الأخوة المتجذرة بأعماق الأوطان وقلوب المواطنين الخليجين.&

وفي حديث خاص لـ"إيلاف" أشاد الصحفي في وكالة أنباء البحرين عبدالمنعم إبراهيم حسن: "تلقى الشارع البحريني خبر زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد &ببالغ السرور والابتهاج، حيث يعتبر الأمير محمد بن سلمان شخصية لها مكانة وتقديرا لدى الشعب البحريني. فالشعب البحريني يرى هذه الزيارة ذات أهمية له لما فيه من شرف في استقبال الأمير والمكانة التي أعطاها بتخصيصه لهذه الزيارة للبحرين.

كما تعتبر هذه الزيارة ذات أهمية بالغة لدى القيادة السياسية في مملكة البحرين لما يربط القيادتين في البلدين الشقيقين من رؤى ومصير مشترك عبر التاريخ جمع أعظم قادة البلدين عبر أجيال بدأ من الدولة السعودية الأولى، وتطلعات هذه الزيارة كبيرة جداً لدى الطرفين ويحمل آمال لتطوير الوضع الاقتصادي وتأسيس مشاريع ذات جدوى استثمارية.

وأضاف قائلًا عن الأمير محمد بن سلمان إنه يعتبر الشخصية الأقوى في الوطن العربي ومن الشخصيات البارزة على مستوى العالم، كما يعد طموح الأمير الشاب نموذج في المنطقة على المستوى السياسي الاقتصادي، ورؤى الأمير الكبيرة وتوجهاته الاقتصادية تعد فرصة لجميع دول الخليج والدول المحيطة بالسعودية، لذا وجب مواكبة هذه التطور الاقتصادية الذي سيكون ذو مردود عظيم. فالأفكار التي طرحها الأمير تعتمد على التنوع الاقتصادي غير المعتمد على النفط وتشكل فيه التنمية المستدامة ركن أساسي.

فيما ذكر الكاتب البحريني الدكتور عبدالله المدني لـ"إيلاف": "لا يوجد جديد أو غريب في زيارة الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله للبحرين. فالعلاقات البحرينية - السعودية تمثل نموذجا للإخاء والمحبة والصداقة والتواصل والتضامن في السراء والضراء بين طرفيها سواء على مستوى الحكام أو الشعوب أو مكوناتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. كما أن هذه العلاقات وتبادل الزيارات بين القياديين السعودية والبحرينية تعود إلى حقبة الدولة السعودية الأولى والثانية وصولا إلى الثالثة. والمتمعن فيها سيجد نفسه أمام حالة أشبه ما تكون بحالة اندماج روحين في جسد واحد وستقابله محطات تاريخية كثيرة برهنت على وقوف البلدين دوما إلى جانب بعضهما البعض لرد كيد الأعداء وافشال المخططات الرامية إلى ضرب وجودهما ومصالحها المشتركة. فعلى سبيل الامثلة القديمة كانت البحرين هي وجهة الأمير سعود بن فيصل بن تركي في عام 1870 على إثر خلافه مع أخيه الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي، حيث ترك فيها سيف جده الإمام تركي المعروف بالأجرب أمانة لدى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة. كما كانت البحرين في عام 1891 هي وجهة الإمام عبدالرحمن وابنه الصغير عبدالعزيز ذي السنوات ال 15 وأسرته بعيد خسارته لحكم نجد حيث استضافهم الشيخ عيسى بن على وأكرم وفادتهما".

ومثلما كانت البحرين مصدرا للسلع والخدمات في سنوات التأسيس الأولى للدولة السعودية الثالثة ولاسيما بعد اكتشاف وتصدير النفط، فإن السعودية لم تتردد قط في مد يد العون لشقيقتها البحرين في كل المنعطفات لمساعدتها في القيام بأعباء المشاريع والخدمات التنموية وخير مثال على ذلك قيامها في عام 1996 بمنح كامل إنتاج حقل أبو سعفة من النفط للبحرين، ثم تحملها الجزء الأكبر من نفقات تطوير الحقل بكلفة 1.2 بليون دولار بهدف رفع الطاقة الإنتاجية.&

وقد تجلى أسمى معاني التعاضد والمساندة السعودية للبحرين وقيادتها وشعبها في القرار الحكيم والحاسم والوقفة الشجاعة لخادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه الأزمة التي مرت بها البحرين في فبراير &2011 حينما حاولت مجموعة من البحرينيين الخارجين عن الصف الوطني استنساخ ما سمي بالربيع العربي.

وعليه فلا غرابة في أن يحل ولي العهد الامير محمد بن سلمان بين أهله في البحرين في هذا المنعطف الخطير من تاريخ المنطقة الذي يتكالب فيه أعداء البلدين للإضرار باستقرارهما وامنهما ورخائهما، بل الغريب هو ألا يزور البحرين للقاء أشقائه والتباحث معهم في كل ما يعود على البلدين والشعبين بالخير العميم."