تراقب بكركي بأسف انفجار النزاع بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على خلفية اجتماعات مجلس الوزراء، وتحديدًا حول ملف الكهرباء.

إيلاف من بيروت: ما إن انتهت بكركي من قرع الأجراس فرَحًا باتفاق اللجنة المنبثقة من اللقاء الماروني على خطة موحّدة لحل أزمة النازحين السوريين، حتى انفجر نزاع مسيحيّ من نوع آخر، ومنذ أيام.

بحسب المعنيين لا يمكن فصل الواقع المسيحي عمّا تعيشه الساحة اللبنانية من تجاذبات على كل المستويات، وإذا كان الهمّ المعيشي والاقتصادي هو الأساس، فإن ملفات عدة تشكِّل صواعق تفجير في أيّ لحظة.

وتراقب بكركي بأسف انفجار النزاع بين حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" على خلفية اجتماعات مجلس الوزراء، وتحديدًا حول ملف الكهرباء، وإذا كان الشق التقني من اختصاص اللجنة المكلفة درس هذا الملف، إلّا أن ما يعني بكركي هو مستوى التخاطب بين المسيحيين وامتداده إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

تباينات
يؤكد النائب السابق طوني أبو خاطر (القوات اللبنانية) لـ"إيلاف" أن ما هو معروف وجود بعض التباينات والاختلاف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وتفاهم معراب يجب أن يستمر بصرف النظر عن كل الإختلافات والتباينات، لأن القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رغم عدم اندماجهما كليًا، غير أن التوافق على مسلمات معينة مطلوب اليوم، ولكن يبقى الحراك السياسي مختلفًا بينهما، لأن لكل فريق تطلعاته وثوابته الخاصة.

الاتفاق والإختلاف
وردًا على سؤال أين تتفق القوات اللبنانية مع التيار الوطني الحر وأين يختلفان؟. يؤكد أبو خاطر أن الاتفاق على تبريد الساحة المسيحية، وهما وضعا الأمور الخلافية القديمة المترسبة في ذهون الناس جانبًا، وتبقى هذه المرحلة مهمة على الصعيد السياسي والإجتماعي، ويتفقان على الأسس الوطنية في أن يكون لبنان حرًا ومستقلًا، مع كيفية الإختلاف في ممارسة هذه الثوابت بين الطرفين، وهناك اختلاف بينهما في مقاربة موضوع النأي بالنفس، فالقوات اللبنانية تريد وتطالب أن يكون السلاح في يد الشرعية، ويد الجيش اللبناني، كذلك قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية، بينما التيار الوطني الحر لديه تماهٍ مع محور "المقاومة"، وتحديدًا مع حزب الله، وهو يضرب الشرعية والأسس المتفق عليها سابقًا.

مصلحة اللبنانيين
ويشير أبو خاطر إلى أنه ليس فقط من مصلحة المسيحيين أن نشهد تقاربًا بين العونيين والقوات اللبنانية، بل من مصلحة كل اللبنانيين أن نلمس تقاربًا بين مختلف الفرقاء، ومن مصلحة المسيحيين أن يكون كل اللبنانيين متفقين، لأن المسيحيين يبقون جزءًا من الوطن، والاتفاق المسيحي يجب أن يشكل بوابة عبور للآخرين كي يتقاربوا في ما بينهم.

يضيف أبو خاطر: "يجب أن يكون هناك موقف موحد من الجميع لكون لبنان يمر بمرحلة صعبة جدًا من هنا أهمية التضامن والتلاحم مع الفرقاء مع توحيد الصفوف كلها".

عودة العلاقات
أليس من هدف لدى كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في إعادة العلاقات إلى متانتها بينهما؟. يشير أبو خاطر إلى إمكانية عودة العلاقات إلى متانتها بين الفريقين، لأن العلاقات اليوم ليست مقطوعة، رغم وجود النفور بين الطرفين على بعض النقاط، إن كان على صعيد الحكومة وغيرها، لأن طموح القوات اللبنانية هو بناء دولة على أسس سليمة.

عن وجود النائب إبراهيم كنعان والوزير السابق ملحم رياشي في الماضي من أجل إعادة العلاقات بين الطرفين أليس من متطوع اليوم من أجل العمل على تحسين العلاقات بين كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر؟، يلفت أبو خاطر إلى أن كنعان ورياشي لا يزالان يعملان على حل الخلافات بين الطرفين، وهما على تواصل، والأسس لا تزال قائمة، رغم أن الأمور باردة اليوم بين الفريقين، لكن ستتفاعل في المستقبل، لأن الهدف يبقى واحدًا في سبيل خلاص البلد من الحالة التي يمر بها.
&