نصر المجالي: ظهرت في شكل مفاجىء اليوم الإثنين لقطات تظهر زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي حياً ويتحدث عن هجمات سريلانكا ضد كنائس وفنادق وحيا "المجاهدين" الذين نفذوها.

وهذا هو أول ظهور لزعيم تنظيم (داعش) الإرهابي منذ يوليو 2014 وجاء هذا الظهور على شريط فيديو بثته جماعة "الفرقان الدعائية التابعة لتنظيم "داعش" SITE Intelligence Group عبر قناتها في تطبيق (تلغرام).

ويأتي نشر شريط الفيديو في أعقاب سقوط آخر جيب لتنظيم "داعش" في سوريا. ولا يزال مكان أبو بكر البغدادي مجهولا. وكانت آخر التقارير تشير إلى أنه لا يزال يتنقل في المناطق الصحراوية عبر الحدود السورية - العراقية.

جدير بالذكر أن آخر ظهور للبغدادي كان في يوليو 2014، حين ألقى زعيم التنظيم الإرهابي خطابا من جامع النوري في الموصل بعد سيطرة التنظيم على المدينة وإعلانه قيام "الخلافة" على الأراضي الخاضعة لسيطرته.

تضارب

في وقت لاحق نشرت عدة تسجيلات صوتية، أعلن "داعش" أنها للبغدادي، بينما وردت أنباء متضاربة عن حالته ومصيره، ورجحت بعض التقارير مقتله أو إصابته بجروح خطيرة.

وظهر البغدادي في لقطات الشريط بلحية كثيفة وهو يجلس متقاطعًا على الأرض والقى خطابا امتد 18 دقيقة، وتحدث فيه عن الهجمات الإرهابية الأخيرة في جميع أنحاء العالم.

تكهنات

وقال موقع (سكاي نيوز) إنه على الرغم من أن (داعش) أصدر العديد من التسجيلات الصوتية من البغدادي خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن مصيره كان موضوع تكهنات شديدة.

وبعد الاستيلاء على آخر قلاع التنظيم الارهابي في سوريا، تكهنت وكالات الاستخبارات الغربية بأنه قد اختبأ في مكان ما في المناطق الصحراوية في العراق أو سوريا.

يذكر أن ابو بكر البغدادي الذي سيطر على دولة العراق الإسلامية في عام 2010، نقل تنظيمه الارهابي تمردا سريا ضد تنظيم القاعدة إلى "دولة خلافة تسيطر على نحو 10 ملايين شخص في العراق وسوريا".

ومنذ آخر مرة ظهر فيها علنًا، فإن الخلافة التي حكمها البغدادي قد انهارت تمامًا، وقد قُتل الآلاف من مقاتليه أو وضعوا في زنازين السجن.

وجوه ضبابية&

في شريط الفيديو الذي تم بثه تحت عنوان "في ضيافة أمير المؤمنين"، يجلس البغدادي إلى جانب ثلاثة أعضاء آخرين من داعش ، وجوههم ضبابية ، بجانب حزام بندقية وذخيرة.&

وأشاد بالهجمات الإرهابية الأخيرة في سريلانكا، والتي استهدفت الكنائس والفنادق وخلفت أكثر من 250 شخصًا، واصفا إياها بأنها "ثأر لما حدث في الباغوز" وهي القرية السورية الصغيرة التي اتخذ فيها داعش حصنه الأخير قبل انهياره.&

وقال: "وبالنسبة لإخواننا في سريلانكا، شعرت بسعادة غامرة عندما سمعت عن الهجوم الانتحاري، الذي أطاح بالصليبيين، وانتقم منهم لإخواننا في باغوز"، وتعهد البغدادي بالانتقام وسجن مقاتلي التنظيم.

تقارير مقتل البغدادي

يذكر ان تقارير مصادرها روسيا وحتى تنظيم داعش نفسه، أكدت عدة مرات مقتل أبو بكر البغدادي، أفادت تقارير إعلامية بصدور بيان عن تنظيم "داعش" في &نوفمبر 2017 يؤكد مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي دون الكشف عن ملابسات موته، فيما تلقى نشطاء في المعارضة السورية تأكيدات موثوقة بهذا الشأن.

وحينها، نقلت وسائل إعلام عراقية عن مصدر في محافظة نينوى، بأن تنظيم "داعش" أقر بمقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في بيان مقتضب وتحدث عن قرب إعلان اسم "خليفته الجديد"، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن نشطاء معارضين سوريين أن هناك معلومات تم التأكد من صحتها بشأن مقتل زعيم التنظيم الإرهابي.

وأوضح المصدر في محافظة نينوى لموقع "السومرية نيوز" &أن إصدار هذا البيان تم عبر ماكنة التنظيم الإعلامية في مركز قضاء تلعفر، غربي الموصل. وأضاف أن "الإعلان كان متوقعا بعد رفع حظر الحديث العلني عن مقتل البغدادي في القضاء قبل يومين".

واستطرد المصدر قائلا: "داعش تحدث في بيانه عن قرب إعلان اسم خليفته الجديد ودعا مسلحيه إلى مواصله ما سماه الثبات في معاقل دولة الخلافة وعدم الانجرار وراء الفتن في تعبير يدل على وجود مشاكل داخلية معقدة تعصف بالتنظيم في الوقت الحالي".

نعي من قيادات

وأوضح المصدر أن الإعلان عن مقتل البغدادي جاء دون نشر دعائي مرافق، "كما حصل مع نعي قيادات بارزة في داعش قتلت خلال الأشهر الماضية"، يثير الكثير من التساؤلات. وكشف المصدر أن "الإعلان أثار ضجة واسعة بين مؤيدي التنظيم".

كما نقل نشطاء في دير الزور عن مصادر في "داعش": أن البغدادي مات، لكن تلك المصادر لم تكشف أين ومتى لقي زعيم التنظيم حتفه. وأكدت المصادر أيضا أن البغدادي كان في ريف دير الزور الشرقي خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

لا تاكيد اميركيا

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها لم تتلق حتى الآن أي معلومات تؤكد صحة التقارير الإعلامية عن مقتل البغدادي.

وذكرت مصادر في نينوى أن تلعفر تشهد "انقلابا داخليا" في "داعش" عقب الإقرار بمقتل البغدادي، مشيرة إلى حملة اعتقالات واسعة في صفوف مؤيدي القتيل وفرض حظر التجوال في أغلب أرجاء القضاء وسط انتشار غير طبيعي لمفارز التنظيم.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد رجحت أن يكون البغدادي قُتل على مشارف مدينة الرقة أواخر مايو 2017 جراء إحدى الغارات الروسية، إلا أن مسؤولين روس أقروا بعدم وجود معلومات تؤكد تصفية زعيم التنظيم الإرهابي في تلك الغارة بشكل مطلق.

وفي وقت لاحق ظهرت تقارير إعلامية عن مقتل البغدادي في سياق عمليات معركة الموصل. ومن اللافت أن التنظيم لم ينشر آنذاك، اي بيان ينفي صحة البيان الروسي والتقارير اللاحقة، ولم يبث أي تسجيل صوتي لزعيمه كما سبق له أن فعل بعد الإعلانات السابقة عن تصفية البغدادي.