طرابلس: قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا الخميس، إن مئات المهاجرين لا يزالون محتجزين في تاجوراء بالقرب من العاصمة طرابلس، في أعقاب القصف الجوي الذي أدى إلى مذبحة في مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين وأثار غضبا حكوميًا ودوليًا.

وأكدت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة، ومقرها طرابلس، أنها تدرس إقفال مراكز إيواء المهاجرين في البلاد، بسبب عدم توفير غطاء جوي لحماية المهاجرين في مراكز الإيواء.

جاء هذا الإعلان على لسان فتحي باشاغا وزير الداخلية في حكومة الوفاق عقب لقائه ماريا ريبيرو، منسقة الشؤون الانسانية في بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، بحسب بيان نشرته الصفحة الرسمية للوزارة على فايسبوك.

وأوضح البيان ان "حكومة الوفاق الوطني ملزمة بحماية المدنيين، لكن استهداف مراكز الإيواء بطائرات (إف 16) وعدم توفير غطاء جوي لحماية المهاجرين غير الشرعيين في مراكز الإيواء سيدفعان حكومة الوفاق إلى دراسة إقفال مراكز الإيواء وإخلاء سبيل المهاجرين حفاظا على أرواحهم وسلامتهم".

وتعرّض أحد عنابر مركز إيواء المهاجرين بتاجوراء، والذي كان فيه أكثر من 120 مهاجرا من جنسيات أفريقية في وقت متأخر ليلة الثلاثاء، إلى قصف جوي اتهمت حكومة الوفاق الوطني القوات الموالية للمشير خليفة حفتر بتنفيذه.

لكن اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر نفى مسؤولية هذه القوات في القصف، متّهماً خصومه في طرابلس بـ"تدبير مؤامرة" في محاولة لـ"إلصاق التهمة بالقوات المسلحة". وكان مركز الإيواء يضم 616 مهاجرا لحظة القصف، بحسب مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في ليبيا .

وتسببت الغارة بمجزرة راح ضحيتها أكثر من 44 قتيلا و130 جريحا، بحسب الأمم المتحدة. وبين الضحايا مهاجرون من الجزائر والمغرب والسودان والصومال وموريتانيا وجنسيات أفريقية مختلفة، بحسب ما أكد لفرانس برس أمين الهاشمي متحدثا باسم وزارة الصحة بحكومة الوفاق.

تنديد وعدم توافق
لا يزال نحو 300 مهاجر غير شرعي متواجدين في مركز إيواء تاجوراء 15 كلم شرق العاصمة الليبية طرابلس، بعد أقل من 48 ساعة من القصف الجوي الذي استهدف أحد عنابر المركز.&

قالت صفاء المسيهلي، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا في تصريح لوكالة فرانس برس الخميس، ان "نحو 300 مهاجر لا يزالوا متواجدين في مركز إيواء المهاجرين بتاجوراء، ونقدم اليهم المساعدات". ولم تؤكد المسيهلي صحة التقارير التي تفيد بهروب عشرات من المهاجرين عقب الضربة الجوية.

لكن المنظمة الدولية الهجرة وفي بيان نشرته عبر موقعها الرسمي على الانترنت، أكدت أن "فرقها نجحت في تحديد مكان مجموعة من المهاجرين الجرحى الذين غادروا المركز باتجاه الأحياء المجاورة". وتم نقل المهاجرين الجرحى إلى المستشفيات لتلقي العلاج، على ما اوردت.

من جانبها، نفت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الأنباء التي تحدثت عن إطلاق رجال الأمن النار على المهاجرين بمركز إيواء تاجوراء.

وأوضحت الوزارة في بيان على موقعها على فيسبوك انها "محض شائعات وأخبار كاذبة، الغرض منها تأجيج الرأي العام، والتغطية على الجريمة البشعة التي قامت بها ميليشيات حفتر بقصف المركز".

واعتبر عثمان البلبيسي، مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، أن معاناة المهاجرين في ليبيا أصبحت "لا تطاق" . تابع "على الجميع فهم أن ليبيا ليست ملاذا آمنا وآلاف الأرواح في خطر مباشر".

اثار القصف الجوي إدانة دولية واسعة من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، ووصفت البعثة الأممية لدى ليبيا الضربة بأنها جريمة ترقى الى "جريمة حرب".

ورغم ذلك، فشل مجلس الأمن في جلسة طارئة الاربعاء في إصدار بيان مشترك لإدانة القصف الجوي، بعد اعتراض مندوب الولايات المتحدة. وتواصل قوات المشير خليفة حفتر منذ الرابع من أبريل هجومها للسيطرة على طرابلس حيث مقرّ حكومة الوفاق.

تسبّبت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 739 قتيلاً على الأقلّ وإصابة أكثر من 4 آلاف بجروح، فيما تخطى عدد النازحين 100 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.

في السياق نفسه، فقد أكثر من ثمانين مهاجرا قبالة السواحل التونسية بعد إبحارهم من ليبيا الاثنين وغرق القارب الذي يقلهم، بحسب ما أعلن مسؤول في المنظمة الدولية للهجرة الخميس.

انطلق القارب المطاطي من مدينة زوارة الليبية (120 كلم شرق طرابلس) وعلى متنه 86 مهاجرا وفقا لمسؤول في الحرس البحري فضل عدم كشف هويته.
&